أكد أستاذ النظرية الناقد والكاتب د.معجب العدواني، بأن الإعلام الجديد أنتج تأثيرات مختلفة على الكتابة الإبداعية، التي لما نستوعبها بعد، من حيث قدرة شبكات التواصل الاجتماعي عامة وتويتر خاصة، الأمر الذي أنتج "قصة تويترية" نتيجة لما تمتلكه هذه الوسائل الإلكترونية من قدرة على التأثير في النص، وقدرتها على صياغة الخطاب الأدبي أو النص الإبداعي. وقال د. العدواني: لم نستوعب بعد هذه التأثيرات بالصورة الملائمة لها، بمعنى أن النص الأدبي هنا، أصبح مبنيا بأسلوب ملائم لفيس بوك، أو تويتر، وهذا امتداد لتحولات شهدها النص الأدبي على ما أنتج منه – على سبيل المثال – سينمائيا، التي تحولت إلى مسمى فني آخر، فعندما نقول "نصا تويتريا" فهذا يعني أن لدينا قناة إلكترونية قادرة على فرض قيودها وشروطها على النص الإبداعي، وتجعله يتواءم مع هذه الوسيلة. وأضاف د. معجب بأن هناك ما وصفه بالشرط الخطير، الذي يتمثل في "القيد الإبداعي" لتويتر، الذي يحد بدوره من حرية النص الإبداعي، الذي يفترض في بنائه أن يكون مبنيا على الحرية، مما يوجد اختلافا واضحا في بناء النص المكتوب في تويتر عن غيره من النصوص التي تكتب في فضاءات أخرى. وعن واقع الكتابة الأدبية عبر الفضاءات التويترية، وما تفرضه على الكتابة قال د. العدواني: إلى جانب عدد الكلمات، يأتي ما يمكن وصفه بدمج الكتابة في نص مرئي، ينتج مجموعة من المشاهد التصويرية، أو الفلمية، أو الترابطية النصية وغيرها، مما يجعلنا أمام نص مختلف تماما عن النص الورقي، بوصف الورق وسيلة لذلك النص، مما يجعل إطلاق "ق.ق.ج" على هذا الشكل الكتابي نوعا من العبث النقدي الذي لا ينظر إلى النصوص في صورتها الجديدة، ولا إلى العوامل الجديدة التي شكلت بناءه. أما عن متابعة قراءة النصوص بما تستحقه من الوعي بالمتغيرات المؤثرة في كتابة النص، عبر الشبكات الاجتماعية، أشار د. العدواني إلى أنه يغلب على نظرة من يتعامل مع هذا النوع من الكتابة الأدبية النظرة الماضوية، التي تهمل الراهن، مما يجعل من الصعب أن تكون دافعا لنا إلى الأمام لاستيعاب ما يدور حولنا بسرعة، إذ الدارج لدينا تجاه التجديد ربطه بالماضي، مما يعكس مدى ثقافة الناقد ووعيه بما تتطلبه النصوص الجديدة من أدوات.. مما يفقده استيعاب التحول في كتابة النص الإبداعي في الإعلام عبر الشبكات، التي فرضت طبيعتها الاتصالية شروطا جعلت الكاتب الأدبي ينخرط عبرها إلى فضاء مختلف من الكتابة، يجد خلالها الكاتب العديد من السمات، التي يوظفها فيما يكتب، ومن ثم تشكل هذه السمات الاتصالية للنص ضمن النصوص الأدبية. ومضى د. العدواني مؤكدا على أن سك مصطلحات تواكب ديناميكة الكتابة عبر الشبكات كما هو الحال فيما وصفه بمصطلح "القصة التويترية" بأنه يريحنا من أزمة الاتكال إلى الجانب الماضوي في التعامل مع النصوص.. مشيرا إلى أن حركة النقد عادة بطيئة لاستيعاب التجارب الإبداعية.. مختتما حديثه بأن النقاد ما يزالون غير مستوعبين مدى الاختلاف الكبير بين الكتابة الإبداعية في فضاءات مختلفة، تغير معها موقع الكاتب، والقارئ، والناقد.