اختتمت الهيئة العامة للسياحة والآثار مؤخراً في جدة برنامجها التدريبي (الرواشين الحجازية) وذلك ضمن مجال التأهيل للمشروع الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية "تكامل" لتدريب عدد من الشباب من أهالي منطقة مكةالمكرمة على صناعة الرواشين، والذي استمر لمدة ثلاثة أسابيع في المعهد الثانوي الصناعي بجدة. وكرم المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار محمد بن عبدالله العمري الشباب المنخرطين في البرنامج التدريبي بعد أن أمضوا ثلاثة أسابيع من التدريب المتواصل، وذلك بالشراكة مع المعهد الصناعي بجدة، حيث سُلم المشاركون شهادات اجتياز الدورة التدريبية والمكافآت التشجيعية. وأكد العمري خلال كلمته أمام المتدربين أن الهيئة تساهم بفعالية في دعم الخريجين المتميزين للحصول على فرص عمل في القطاع الخاص الذي يستوعب آلاف الشباب المتحمس وذوي المهنة الحرفية بشرط تتوفر لديهم الشروط والكفاءة والرغبة اللازمة، مشيراً إلى أن الهدف من تنظيم هذه الدورة وغيرها من الدورات المماثلة هو مساعدة الشباب الذين يرغبون بالعمل في هذه الحرفة بتطوير مهاراتهم وقدراتهم من خلال تنفيذ منتج سياحي متكامل واستغلال خامات البيئة، بالإضافة إلى الحفاظ على الهوية الفكرية والثقافية لجدة، مطالباً جميع الشباب باقتناص الفرص التجارية والاقتصادية في هذا المجال والعمل على الاستثمار الحرفي في سوق العمل مستقبلاً خاصة وأنه يستطيع أن يعمل في هذه الحرفة من جهتين الأولى لصناعة الرواشين الحقيقة كونها أصبحت تأخذ اهتمام السكان عند إنشاء مبانيهم والثانية لتحويلها إلى منتج حرفي تذكاري يباع في الأسواق والمطارات ويقتنيها الزوار والسياح. وتابع العمري في حديثه أمام المتدربين مبرزاً أهمية "الرواشين" بالنسبة لتراث المملكة بشكل عام وأهالي منطقة مكةالمكرمة بشكل خاص أنها كانت وما زالت تمثل أصالة الزمان والمكان للطرز المعمارية التي يمتزج فيها خليط من الثقافات العربية والعثمانية والفارسية بسبب موقعها الحيوي كبوابة للحرمين الشريفين المكي والنبوي، مضيفاً إلى أن صناعة الرواشين تعتبر من أقدم المهن وهي من المهن الحرفية التقليدية القديمة التي توارثتها الأجيال جيلا بعد جيل وهي التي تبرز ثقافة وحضارة الشعوب ومخزونها التراثي، مشيراً أن صناعة الرواشين تشهد نهضة وزخما شديدا في ظل عودة دائرة الاهتمام في بعض المدن في المملكة إلى هذا الطراز المعماري الفريد على الرغم من انحسار صناعة الرواشين لتأثير الحياة المعاصرة التي أغنت عن الحاجة إلى استخدامها. من جهته أوضح مدرب البرنامج المهندس مصطفى الصباغ ان الطلاب قد تدربوا خلال ثلاثة أسابيع على جميع أنواع الأخشاب المستخدمة في هذه الصناعة وتعرفوا على مميزات كل نوع وأفضل الطرق المستخدمة في هذه الصناعة وكيفية المحافظة على الأخشاب ومعالجتها وطلائها، مضيفاً أن هذا البرنامج يعتبر التعاون الثالث بين المعهد الصناعي الثانوي بجدة والهيئة العامة للسياحة والآثار حيث أُقيم في فترة سابقة برنامج عن صناعة القوارب الخشبية وبرنامج آخر للرواشين الحجازية، مشيداً بما قامت به الهيئة العامة للسياحة والآثار وبمبادرتها بدعم مثل هذه البرامج المميزة بالتعاون مع المعهد الصناعي الثانوي بجدة وذلك إحياء للتراث القديم للمناطق الساحلية.