هكذا بدون مقدمات نادى شاب سمو الأمير سطام، عند خروجه من مكتبه بعد انتهاء الدوام الرسمي، حيث للتو قدم هذا الشاب من مدينة جدة لمتابعة التحاقه بإحدى الجامعات في الرياض والبحث عن عمل إضافي يضمن دخلاً لأسرته لكونه أصبح العائل الوحيد لهم بعد وفاة والده حديثاً. جمعتني الصدفة بهذا الشاب ليدور حوار فيما بيننا قبيل خروج الأمير اتضح لي من خلاله عفويته وحسن سريرته. فها هو يسألني عن سموه وهل بالامكان مقابلته ليسترسل بأسئلة كثيرة تقف خلفها الحاجة وقساوة الظروف الأسرية لاطمئنه أن الأمير هو كما يظن وأثناء تحاورنا خرج الأمير مع مجموعة من موظفيه ليسألني الشاب أين الأمير من هؤلاء ودون ان ينتظر مني اجابة وقف واتجه مسرعاً نحوهم على عجل وبصوت يسمعه الجميع نادى يا سطام يا سطام وكان الأمير ومن معه قد مضوا مسافة جعلته رحمه الله يتوقف ويلتفت نحو هذا الشاب قائلاً وسط حالة استغراب من مرافقيه نعم ليرد الشاب وين سطام قال مع ابتسامة أبوية حانية أنا سطام آمر يا ولدي ليصاب الجميع بدهشة الموقف أوجدتها أبوة سطام وبساطة هذا الشاب. مرسلني عليك عبدالمجيد «يقصد أمير منطقة مكةالمكرمة رحمه الله» ويقول رح لسطام ويسنعك، فرد سموه أبشر وش موضوعك يا ولدي فشرح الشاب له حاجته. ضيفوه وبكره إن شاء الله بيسر الله أمرك هكذا ختم الأمير سطام بن عبدالعزيز رحمه الله نقاشه مع هذا الشاب. من ذاكرة الوطن لا يمكن حصر المواقف الإنسانية النبيلة بين أبناء مؤسس هذا الكيان المقدس وبين أفراد الشعب السعودي الوفي سواء أصحاب السمو الملكي الذين هم على رأس العمل الحكومي أو أولئك الذين أقعدتهم الظروف الصحية أو الخاصة فجميعهم لآليء تضيئ سماء الوطن يشع سناء ضيئها وضؤها من مكارم أخلاقهم التي يشهد لها ويشاهدها كل من قابلهم لحاجة أو لغير حاجة فهم القدوة للمسؤولين في التواضع والاصغاء وحسن المنطق وحب الخير وتحقيقه على عجل. وهنا أذكر ان هذا الموقف الإنساني النبيل جاء إبان تشرفي بالعمل مديراً لجوازات محافظة عفيف تحت امرة سمو الأمير سلمان حفظه الله وسمو الأمير سطام رحمه الله عندما كانا على سدة قيادة امارة منطقة الرياض، حيث اطلعت سمو الأمير سطام. على فكرة إنشاء مكتب عمل يخدم محافظة عفيف وتوابعها داخل مبنى جوازات المحافظة مع توفير الامكانات وتسهيل الصعاب من قبل قطاع الجوازات وبمساندة قطاع العمل. وقد كان رد سموه على الفكرة نؤيدها وندعمها لأن فيها اتحاد أداء للعمل الحكومي بين قطاعين وفيها اختصار لعناء سفر المواطنين لمحافظة الدوادمي حيث مكتب العمل الأقرب، والدكتور علي يعين ويعاون وهو بذلك يقصد طيب الذكر معالي الدكتور علي النملة وزير العمل آنذاك. وفعلاً نفذت الفكرة وهي تؤتي أكلها حتى هذه اللحظة حيث جاءت بتوجيهات سمو أمير المنطقة وسمو نائبه وبمساندة جميع المسؤولين التنفيذيين في امارة المنطقة والجوازات ووزارة العمل وبالذات الأستاذ القدير فهد العفتان مدير مكتب العمل بالدوادمي وكذا قائد ربان سفينة العمل بمحافظة عفيف الآن الأستاذ إبراهيم الواصل. موقف تسجله ذاكرة وطن كيف لا ونحن كمسؤولين عندما نقوم بزيارة لديوان الامارة بين فينة وأخرى نجد ينبوع الإدارة والأخلاق يتدفق بين جنبات مكارم سمو أمير المنطقة حفظه الله وسمو نائبه رحمه الله فهم كثيراً ما نسمع منهم المواطنون وخدمتهم أهم شيء نوجه به ونتوجه إليه. الخلاصة يقف عاجزاً كل قائد يرغب بناء علاقة إنسانية مثل تلك التي ينعم بها الشعب السعودي مع حكامه والسبب بساطة مكونات هذا البناء وصدقه. دعاء اللهم احفظ لهذه الأمة ولاة أمرها وقدسية أرضها ونقاوة شعبها. اللهم آمين. والله من وراء القصد،،، * المديرية العامة للجوازات ماجستير علاقات إنسانية