كتبتُ قبل ذلك عن نظام ساهر وكيف أنني مهما كان الأمر، من المشجعين جداً له حتى وإن اشتكى البعض من ثمن المخالفة، ولقد كانت هناك بعض الآراء التي تتذمر منه، وأنه فقط لسلب أموال الشباب! وهكذا كان الهجوم للتحقيق الذي نشرته جريدة الرياض بأنه نظام للمادة فقط!. وكتبتُ في الأسبوع الماضي أيضا عن شبابنا المقبوض عليهم فى دولة الإمارات بسبب سلوكيات أخلاقية مدمرة كطمس وتزوير لوحات السيارة. ولعلي الآن أتخذ موقفاً وسطاً يجعلني أعيد حساباتي مرة أخرى تجاه ساهر وليس من حيث أنه نظام لابد من إلغائه، فمن المؤكد أن ساهر قلل من الحوادث المرورية، وهو ضرورة حتمية فى مجتمع تتميز شوارعه بأنها ساحات حرب ضروس !!. ولكن يدور فى ذهني تساؤل مهم هو كيف نعرف أن ساهر قصد به حماية الإنسان فعلاً وصون روحه وذاته؟ ولا يكون مجرد نظام جباية على قول الكثير من الشباب؟ إن الإجابة عن هذا السؤال تتعلق بمدى حرص المعنيين فى المرور على سلامة المواطن ليس فقط عند إشارات المرور التى يسهل وضع كاميرات ساهر فيها. بل أن يتجاوز ذلك إلى الشارع كله حيث لا مكاسب مادية!. إذا كانت الكاميرا عند نهاية الشارع وفى بدايته شاب يفحط بسيارته ضارباً بعرض الحائط سلامة الأخرين، وآخر يقطع الرصيف ليمر للجهة الأخرى من الشارع، وآخر قد زور وطمس لوحة سيارته ويقودها بمنتهى الثقة وعلى مشهد من الجميع، أليست هذه السلوكيات تستحق العقوبة ؟ لماذا الكاميرا فقط ترصد وتغرم؟ وهل الكاميرا مخولة لرصد المخالفات الأخلاقية كتزوير لوحة السيارة مثلا؟ أين الجهد البشري الذي يتعدى منطقة الإشارات المرورية؟ أنا ممن يقودون السيارة فى أمريكا ونشاط شرطة المرور هناك لا يقتصر على الكاميرات بل هناك الجهد البشري المتواصل الذي يغطي كل شيء منها حتى الوقوف الخاطئ !!. أما أن يكون ساهر هو الراصد الوحيد للمخالفات وما حوله ساحة من الفوضى والدمار!!فذلك يجعلنا نتساءل هل الهدف من السيد ساهر صون الأرواح فعلاً أم سلب الأموال ؟!..