ازدحامات خانقة، تكدس واصطفاف لسيارات عاجزة عن الحركة ورجل مرور يجلس داخل سيارته دون حول ولا قوة تجاه حركة السير وفوضى إدارية بمكاتب المرور وغرامات مالية مضاعفة أرهقت كاهل المواطن، تلك عناصر لوحة سوداء تختزل مشهد اوضاع المرور. أعتقد انه حان وقت خصخصة المرور، فالخصخصة مشروع لإصلاح شامل لقطاع المرور، كون أساس المشكلة إدارية تتعلق بالتخطيط والتنفيذ والتمويل والتي تواجه تحديات كبرى في ظل التوسع الكبير في عدد المركبات وتنظيم حركتها في دولة مترامية الأطراف.. ومما يعزز نجاح فكرة الخصخصة انها مطبقة جزئيا من خلال مدارس تعليم القيادة ومراكز الفحص الدوري. كذلك النتائج الإيجابية التي حققها المرور بتعاقده مع شركة «نجم» لخدمات التأمين المسؤولة عن مباشرة الحوادث، ما أزاح عن كاهل المرور الكثير من اعباء العمل الروتيني اليومي.. ونظام ساهر الآلي الذي يضبط الحركة المرورية وحقق مصدر دخل بلغ 5 مليارات وقابل لتجاوز حاجز 12 مليارا عند تعميمه بصورة شاملة في كافة الشوارع وطرقات المملكة. فلو خصص دخل «ساهر» ودخل الرسوم الاخرى من خدمات ومخالفات ضمن مشروع خصخصة المرور سيحقق استقلالا نوعيا وتحررا من نظام بيروقراطي وبالتالي نهضة مرورية في جوانبها الإدارية والفنية فيعزز تأهيل الكوادر البشرية ويوفر أفضل التقنيات الحديثة التي تخرج البلاد والعباد من محنة السير في الشوارع. أزمة المرور تحتاج الى مشروع خصخصة لتعالج المشكلة من جذورها حتى تكون قادرة على مواكبة النمو الذي تشهده المدن.. فهل هنالك من يعيش معنا هذه الازمات من المسؤولين في إدارة المرور!!