استمراراً لعطاءات قيادتنا الرشيدة لمختلف مناطق مملكتنا الحبيبة وتواتراً لمكارم ولاة الأمر على أبناء هذا الوطن من أقصاه إلى أقصاه فقد تم تجديد ثقة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - في سمو أميرنا المحبوب صاحب السمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود لمدة أربع سنوات أميراً لمنطقة الحدود الشمالية. وبهذه المناسبة نهنئ أنفسنا قبل أن نهنئ سموه على هذه الثقة الملكية وهنيئاً لمنطقة الحدود الشمالية عموماً تَواصُل اهتمام القيادة بها وعلى تجديد الثقة بهذه الشخصية التي ارتبط اسمها بهذا الجزء الغالي من بلادنا الحبيبة. إن الحديث عن هذا الرجل في سطور معدودة لن يعطيه جزءاً من حقه فما أن تُذكر منطقة الحدود الشمالية إلا ويتبادر إلى الذهن سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود وما أن يُذكر اسمه - حفظه الله - حتى يبرز اسم منطقة الحدود الشمالية. إن هذا الترابط الذهني أصبح صفة مميزة لهذا الأمير المخلص الإنسان الذي هو بصدق أبٌ لكل أبناء المنطقة بل وكل من يعيشون في كنفها من مواطنين ومقيمين، وهو بحق رجل طموح وأمير جريء في الحق لا يعرف الكلل ولا الملل وليست هذه الخصال بغريبةٍ عليه - حفظه الله - فهو ابن ذلك الرجل المقدام والثقة الأمير عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود الذي كان واحداً من الرجال المخلصين في انتمائهم وولائهم للقيادة والذين كان لهم الفضل في انتزاع مدينة الرياض ومن ثم توحيد البلاد تحت قيادة المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عليه وعليهم جميعاً رحمة الله ورضوانه فأميرنا الغالي أبو خالد أهلٌ لثقة مليكنا المفدى - حفظه الله -. ولقد حظي سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود بثقة ولاة الأمر منذ أن تسلم في بداية حياته كرسي الإمارة في بريدة وبعدها إمارة الحدود الشمالية في عام1376ه وكان ولا يزال الراعي الأمين والمدبر المخلص لشؤونها الذي يحرص دائماً على تنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة بكل أمانة وإخلاص وإذا كان لي أن أذكر شيئاً من خصال سموه التي يتميز بها فهي حكمته البالغة في معالجة الأمور الناتجة عن خبرته التراكمية الكبيرة وفي ذات الوقت كونه رجلا عصريا وإداريا من الطراز الأول، شديد الالتزام بالمواعيد في كافة تعاملاته وخاصة في حضور المناسبات التي يشرفها. فما من شك في أن تجديد الثقة في سمو الأمير لهو أكبر دليل على حرص القيادة على نهضة منطقة الحدود الشمالية وتطورها التي رعاها سموه، ولا يزال هذا دأب هذا الرجل العظيم، هذا الأمير الحكيم الذي يتحلى بصدق العزم وصدق القول وصدق العمل، فمنذ توليه زمام الأمور نقل سموه منطقة الحدود الشمالية نقلة نوعية في شتى المجالات وجعلها تحتل مكانة مرموقة بين مختلف مناطق بلادنا الغالية، وكيف لا وهو الخبير بهموم وأسرار هذه المنطقة وأولوياتها التنموية. وعند نشأة جامعة الحدود الشمالية كان خير راعٍ وخير مذللٍ لما واجهها من صعاب، كان أولها المقرات الجامعية في عرعر، وفي رفحاء حيث كان لسموه الفضل بعد الله سبحانه وتعالى بعزيمة الحاكم الإداري الصادق في تسخير كافة الإمكانات وتذليل كافة الصعاب مع مختلف الجهات الحكومية الأخرى، سواء مع وزارة التربية والتعليم أو مع وزارة التعليم العالي أو الشؤون البلدية والقروية، ولا يزال سموه يقف دائماً داعماً للجامعة في أداء رسالتها وتحقيق أهدافها في نشر العلم والمعرفة والبحث العلمي وخدمة المجتمع المحلي، فلا تفوته مناسبة من مناسبات الجامعة إلا وكان دأبه الاستجابة بالرعاية والتشريف. ولا يفوتني هنا في جامعة الحدود الشمالية باعتبارها واحدة من المنجزات الحضارية والثقافية ومؤسسات الدولة التي يقع على عاتقها مسؤولية عظيمة في هذا الجزء الغالي من بلادنا أن أنتهز هذه المناسبة الغالية لأرفع لمقام خادم الحرمين الشريفين أصالة عن نفسي ونيابة عن جميع منسوبي الجامعة أعضاء هيئة التدريس والإداريين والطلاب أسمى آيات الشكر والعرفان على تجديد الثقة الغالية في سمو أميرنا المحبوب أمير منطقة الحدود الشمالية كما أرفع في ذات الوقت أجمل التهاني وأصدق المشاعر بهذه المناسبة لسموه على هذه الثقة الغالية، والله أسأل أن يكون التوفيق حليفه وأن يمد الله في عمره بالصحة والعافية ليستمر في أداء واجباته في ظل توجيهات القيادة الرشيدة وبالله التوفيق. * معالي مدير جامعة الحدود الشمالية