«الاستثمار العالمي»: المستثمرون الدوليون تضاعفوا 10 مرات    قيود الامتياز التجاري تقفز 866 % خلال 3 سنوات    رئيسة (WAIPA): رؤية 2030 نموذج يحتذى لتحقيق التنمية    سعود بن مشعل يشهد حفل "المساحة الجيولوجية" بمناسبة مرور 25 عامًا    السد والهلال.. «تحدي الكبار»    ظهور « تاريخي» لسعود عبدالحميد في الدوري الإيطالي    أمطار على مكة وجدة.. «الأرصاد» ل«عكاظ»: تعليق الدراسة من اختصاص «التعليم»    «التعليم»: حظر استخدام الهواتف المحمولة بمدارس التعليم العام    إسماعيل رشيد: صوت أصيل يودّع الحياة    من أجل خير البشرية    وفد من مقاطعة شينجيانغ الصينية للتواصل الثقافي يزور «الرياض»    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    مملكتنا نحو بيئة أكثر استدامة    نيوم يختبر قدراته أمام الباطن.. والعدالة يلاقي الجندل    في الشباك    بايرن وسان جيرمان في مهمة لا تقبل القسمة على اثنين    النصر يتغلب على الغرافة بثلاثية في نخبة آسيا    قمة مرتقبة تجمع الأهلي والهلال .. في الجولة السادسة من ممتاز الطائرة    وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الرباعي بشأن السودان    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    نائب أمير الشرقية يكرم الفائزين من القطاع الصحي الخاص بجائزة أميز    ألوان الطيف    ضاحية بيروت.. دمار شامل    «بنان».. جسر بين الماضي والمستقبل    حكايات تُروى لإرث يبقى    جائزة القلم الذهبي تحقق رقماً قياسياً عالمياً بمشاركات من 49 دولة    نقاط شائكة تعصف بهدنة إسرائيل وحزب الله    أهمية قواعد البيانات في البحث الأكاديمي والمعلومات المالية    الأمير محمد بن سلمان يعزّي ولي عهد الكويت في وفاة الشيخ محمد عبدالعزيز الصباح    تطوير الموظفين.. دور من ؟    السجن والغرامة ل 6 مواطنين ارتكبوا جريمة احتيالٍ مالي    قصر بعظام الإبل في حوراء أملج    كلنا يا سيادة الرئيس!    القتال على عدة جبهات    معارك أم درمان تفضح صراع الجنرالات    الدكتور ضاري    التظاهر بإمتلاك العادات    مجرد تجارب.. شخصية..!!    كن مرناً تكسب أكثر    نوافذ للحياة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    الرئيس العام ل"هيئة الأمر بالمعروف" يستقبل المستشار برئاسة أمن الدولة    صورة العام 2024!    ما قلته وما لم أقله لضيفنا    5 حقائق من الضروري أن يعرفها الجميع عن التدخين    «مانشينيل».. أخطر شجرة في العالم    التوصل لعلاج فيروسي للسرطان    محافظ صبيا يرأس اجتماع المجلس المحلي في دورته الثانية للعام ١٤٤٦ه    وزير الخارجية يطالب المجتمع الدولي بالتحرك لوقف النار في غزة ولبنان    استعراض السيرة النبوية أمام ضيوف الملك    أمير الشرقية يستقبل منتسبي «إبصر» ورئيس «ترميم»    الوداد لرعاية الأيتام توقع مذكرة تعاون مع الهيئة العامة للإحصاء    أمير الرياض ونائبه يؤديان صلاة الميت على الأمير ناصر بن سعود بن ناصر وسارة آل الشيخ    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري    البريد السعودي يصدر طابعاً بريدياً بمناسبة اليوم العالمي للطفل    الدفاع المدني يحذر من الاقتراب من تجمعات السيول وعبور الأودية    الأهل والأقارب أولاً    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مشروع “جمهرة الرحلات".. مرصد أحمد محمود لرحلات الحج والرحالة السعوديين والخواجات
نشر في المدينة يوم 23 - 01 - 2013

بصبر ودأب مضى الباحث والإعلامي أحمد محمّد محمود في مشروعه الأدبي التوثيقي «جمهرة الرحلات»، ليضيف إلى الثلاثة أجزاء من «رحلات الحج»، جزأين جديد (الرابع والخامس)، مضيفًا إلى مشروعه المجلد الأول من «الرحالة السعوديون»، والمجلد الأول كذلك من «رحلات الخواجات إلى البلاد العربية».. والإشارة إلى هذه المجلدات ب»الأول» تعني بالضرورة أن ثمة مجلدات أخريات في الطريق، وهو ما أكده محمود بالإفصاح عن نيته المضي في مشروعه حتى يتحقق منه ما يشكل موسوعة لهذا اللون من أدب الرحلات، بما يشكل أساسًا يستكمل جوانبه المهتمون بهذا اللون من الأدب المتجدد عبر العصور من خلال كتاباتهم في المستقبل..
رحلات الحج - الجزآن الرابع والخامس
سبيل الأستاذ أحمد محمود في سلسلة كتبه «رحلات الحج» هو استعراض أشهر رحلات الحج التي كتبها مسلمون من شتى البلدان والأعراق وبمختلف اللغات، مقدمًا تلخيصًا لهذه الكتب، ففي هذا الجزء الذي يقع في 470 صفحة من القطع الكبير، يعرض المؤلف الأستاذ أحمد محمود إلى عدد من المؤلفات التي تناولت رحلات الحج، مستهلاً بكتاب «الأثر المقتفى لقصة هجرة المصطفى» لمؤلفه عبدالجميل عبدالحق الشهير ب»أبوتراب الظاهري»، الصادر عن دار القبلة للثقافة الإسلامية بجدة في العام 1404ه/ 1984م، حيث يستعرض الكتاب قصة الهجرة مستهديًا في ذلك بأمهات الكتب والمراجع الموثوقة في هذا الفن، ومن أشهرها صحيح البخاري وسيرة ابن اسحاق، وتاريخ ابن شبة والواقدي وطبقات ابن سعد وتاريخ الطبري، وغيرها من المراجع المعتبرة الأخرى.
ثم يمضي المؤلف إلى استعراض كتاب «حجة الوداع وعمرات النبي صلّى الله عليه وسلّم» لمؤلف الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي، موردًا التقريظ الذي كتبه العلامة السيد أبوالحسن الندوي عن الكتاب. ثالث الكتب التي استعرضها المؤلف كتاب «أسرار الحج» للإمام أبي حامد الغزالي، مقدمًا نبذة عن الإمام الغزالي في البداية، مشيرًا إلى أنه تناول في الباب الأول من كتابه فضائل الحج، وفي الباب الثاني ترتيب الأعمال الظاهرة في الحج، وفي الباب الثالث يتناول الآداب الدقيقة للحج وأسرارها المخفية والأعمال الباطنة، مبينًا أن من أسرار الحج وآدابه: «أن تكون نفقة الحج حلالاً، وتكون اليد خالية من تجارة تشغل القلب، وتفرق الهم»، وأورد خبرًا عن طريق أهل البيت «إذا كان آخر الزمان خرج الناس إلى الحج أربعة أصناف: سلاطينهم للنزهة، وأغنياؤهم للتجارة، وفقراؤهم لمسألة – الشحاتة -، وقراؤهم للرياء والسمعة». الكتاب الرابع الذي تناوله الباحث كتاب «المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام» من تأليف الدكتور جواد علي الصادر عن دار العلم للملايين ببيروت في العام 1976م، يتبعه باستعراض «المحمل ودرب الحج المصري»، وعلى هذا النسق تمضي صفحات هذا الجزء الرابع من «رحلات الحج» مستعرضة جملة من الكتب التي ألفت في هذا المجال ليبلغ عدد الكتب التي تناولها المؤلف 26 كتابًا آخرها كتاب «رحلتي إلى البقاع المقدسة» للكاتب باعزيز عمر.
وعلى ذات المنوال أتى الجزء الخامس من «رحلات الحج»، حيث يبتدره المؤلف أحمد محمود بتناول كتاب «هجرة الرسول وصحابته في القرآن والسنة» للكاتب أحمد عبدالغني النجولي الجمل، تبعه باستعراض كتاب «حجة النبي صلّى الله عليه وسلّم وأحكام الحج والعمرة والحج في الإسلام والديانات الأخرى» للكاتب أحمد عبدالغفور عطار، ثم كتاب «فضائل مكة» للحسن البصري بتحقيق وتعليق وتقديم الدكتور محمد زينهم محمد عزب، وفيه يقدم المؤلف نبذة عن الحسن البصري ونشأته، ثم يقدم استعراضًا لما حواه الكتاب من شواهد على عظمة ومكانة مكة المكرمة من القرآن الكريم، ومن النصوص المتواترة في السنة النبوية المطهرة وغيرها من الشواهد الأخرى، وقريبًا من مكة يمضي المؤلفإلى كتاب «محاسن المدينة» لمؤلفه محمد بن عبدالله بن محمد الشهير بمحمد كبريت، مقدمًا لمحات من حياته وبعض مؤلفاته ومن بينها بسط المقال في القيل والقال، وحاطب ليل، وخمائل الفراح وبلابل الأرواح، وغيرها من المؤلفات الأخرى لكبريت، عارضًا من ثم إلى سبب إقدام كبريت على تأليف كتابه، غائصًا في صفحات الكتب تلخيصًا بإضاءات لأبرز ما حواه وأشار إليه. ثم يتناول بعده الكتاب الذي حققه علامة الجزيرة العربية حمد الجاسر الموسوم ب»كتاب المناسك وأماكن طرق الحج ومعالم الجزيرة»، وهو في أصله نصوص وأبحاث جغرافية وتاريخية عن جزيرة العرب، تتبع في رحلة الحج من العراق إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة وما يمر به الحاج من شواهد وأماكن ومدن ودساكر وآبار وغيرها من شواهد الطريق وعلاماته وصواه. وعلى ذلك يمضي الكتاب كسابقه في استعرض الكتب التي تناولت رحلة الحج فيستعرض المؤلف حجاج مالي وملوكهم، ورحلة المجاهد الرسولي السلطان الملك الأشرف أبوالعباس إسماعيل ابن الأفضل، ورحلة مرتضى بن علوان إلى الأماكن المقدسة، ونظرة الهولنديين للحج والحجاج الأندونيسيين في القرن التاسع عشر، ودليل الحج للوارد إلى مكة والمدينة من كل فج لمحمد صادق باشا، والدر المنظوم في محاسن الأمصار والرسوم – رحلة حمود البوسعيدي للحجاز ومصر والشام، ورحلات الحج والزيارة الفارسية إلى الحج وإلى المدينة – حجة مير حامد حسين الهندي، ورحلة عبدالله بن عودة بن عبيد القدومي إلى الحج، وقافلتان من فارس إلى الحج، والنفحة المسكية في الرحلة المكية لأحمد بن حسن العطاس، وأقدم الصور الفوتوغرافية للحرمين الشريفين، وتاريخ تشييد الخط الحديدي الحجاز من دمشق إلى المدينة المنورة، وحجة إبراهيم بن محمد بن حسون المحمد آل حسون، ورحلة إلى الأراضي المقدسة لأمير أحمد علوي، ورحلة الحج لمصطفى محمد الراعي، والحج إلى مكة لليدي إيفلين كوبلد – زينب، ومشاهد في جزيرة العرب لأحمد حسين، وفي منزل الوحي لمحمد حسنين هيكل، والحج المبرور لإدوارد أوين روتر، وبجوار الكعبة المشرفة - كيف حج النبي صلّى الله عليه وسلّم، لمحي الدين رضا، ومن مكة إلى لارياض لعلي رضا التونسي، وأرض المعجزات – رحلة في جزيرة العرب – للدكتور بنت الشاطئ، والرحلة المقدسة لعبدالله بن عبدالمطلب بوقس، وضيوف الرحمن: الحج والسياسة في العالم الإسلامي لروبرت بيانكي، ورحلة إلى الإسلام في أمريكا للدكتور جيفري لانغ، وفجر في المدينة لمظفر إقبال، وموسم في مكة لراوية حج عبدالله حمودي، وأخيرًا وحدي في مكة – حجة إلى قلب الإسلام إسراء نعماني. كل هذه الموضوعات احتوتها 537 صفحة من القطع الكبير.
الرحالة السعوديون
في الجزء السابع من «جهرة الرحلات»، يشير مؤلفه الأستاذ أحمد محمود في مقدمته إلى أنه مخصص للرحالة السعوديين من أدباء ومفكرين ودبلوماسيين، ممن جابوا أقطار العالم، أو تجولوا في وطنهم، لينسجوا من تجوالهم داخليًا وخارجيًا كتابات مؤلفات أضافت كثيرًا لأدب الرحلات الذي اشتهر به العرب قديمًا، مستعرضًا على هذا النهج نحو 47 مؤلفًا بكتاب «المسيرة لداعية جنوب الجزيرة الإمام عبدالله بن محمد القرعاوي» تأليف بندر بن فهد الأيداء، حيث يتناول الكتاب حياة الإمام القرعاوي ودعوته مع إيراد قصص ومخطوطات عنه تنشر لأول مرة في ذلك الكتاب، ومن ذلك أن خصومه نشطوا في الوقيعة بينه وبين الملك عبدالعزيز – رحمه الله – فاتهموه عنده بالسحر والكهانة، وحتى بالعمالة، وأنه – حين درس في الهند التي كانت تحت الاستعمار الإنجليزي – عميل للإنجليز جاء منها لتشكيل حزب سياسي ضد الدولة، فأرسل الملك عبدالعزيز قضاة للتحقيق في الأمر، فوجدوا الوضع على غير ما اله خصومه، عندها أمر الملك عبدالعزيز بمكافأة مالية لطلاب مدرسته.. وغير ذلك من المواقف والقصص والمجاهدات التي أظهرت الصورة التي كان عليها الإمام عبدالله بن محمد القرعاوي. وينتقل المؤلف من كتاب سيرة الإمام إلى كتاب «عامان في عمان» للأديب الشاعر خيرالدين الزركلي، كشف فيه مؤلفه ما كان عليه الأردن من اضطراب سياسي في فترة رحلة الكاتب عام 1921م، واصفًا مظاهر تلك الفوضى بأن كل مدينة كان لها حاكمها ومرجعيته إما للإنجليز أو للعشائر، ليختم الرحلة بإيضاح أول فصول التفريط في فلسطين في 11 سبتمبر 1922م، وهو اليوم الذي أقيم فيه حفل حكومة فلسطين تحت الانتداب البريطاني وفيه ألقى اللورد صموئيل خطابًا كان موضوعه حق اليهود في اتخاذ فلسطين وطنًا قوميًا لهم، وكان ذلك بحضور الأمير عبدالله الذي ناشده الوطنيون بعدم حضور الحفل، فوعدهم بذلك غير أنه عاد ونكث عن وعده، وما تبع ذلك من أحداث بعد ذلك أفضت إلى الحالة الراهنة من الاحتلال الجاثم على صدر فلسطين حتى اليوم. الكتاب الثالث الذي تناوله الباحث أحمد محمود هو كتاب «صفحات مطوية من تاريخنا العربي الحديث» وطي هذا الكتاب يقدم مؤلفه خليل إبراهيم الرواف مذكراته خلال قرن من الأحداث طاف فيه أنحاء الجزيرة العربية والعراق ودمشق والأردن وفلسطين عابرًا المحيط الأطلسي إلى أمريكا، ومن أبرز ما أشار إليه الرواف في مذكراته رحلته ضمن حاشية الملك عبدالعزيز في أول زيارة قام بها الملك إلى المدينة المنورة في عام 1345ه الموافق 1927م، وغيرها من الرحلات الأخرى التي تنقل فيها الرواف في العديد من المدن العربية. كذلك يتناول المؤلف كتاب «في بلاد عسير» بفؤاد حمزة المولود في بلدة عيبة اللبنانية عام 1899م، وانتقاله إلى الجزيرة العربية، وتعيين الملك عبدالعزيز له مترجمًا في ديوانه في العام 1926م، كما منحه الملك عبدالعزيز لقب سفر ثم وزير دولة حتى وفاته في العام 1951م، كل هذه الرحلة وما صحبها من أحداث مسجلة في هذا الكتاب، الذي يعرض لرحلات فؤاد في بلاد عسير والطائف وما حدث له من مواقف وأحداث في تلك الرحلة. ثم يعرض الباحث إلى «الرحلة الثمينة إلى حمى المدينة» لعلي حافظ، مقدمًا في مستهلاً نبذة عن علي حافظ، وما قام به هو وأخوه عثمان من تأسيس جريدة المدينة المنورة في العام 1356ه مشتركين في إدارتها وتحريرها وكان أول أمرها أسبوعية، ثم أصبحت تصدر بصفة يومية منذ العام 1382ه من مدينة جدة، وغير ذلك مما قام به علي حافظ في مسيرته الحافلة بالعطاء والعمل، مشيرًا إلى أنه ألف العديد من الكتب من بينها فصول في تاريخ المدينة المنورة، وسوق عكاظ، وأضواء من تاريخ المدينة، وبحث عن حقوق الإنسان في الإسلام، وبحث عن الإسلام في شعر شوقي، بجانب مئات المقالات في الصحف والمجلات السعودية، كما له إسهام في مجال أدب الرحلات يبرز في كتابه «أربعة أيام في منطقة الباحة»، و»الرحلة الثمينة إلى حمى أمير المدينة» وهو مخطوطة لم تطبع، حيث يشير أحمد محمود إلى أنها كتبت بأسلوب أدبي تميز بالتناسق مع مسحة من السجع كما كان سائدًا في عصره، مبينًا أن المخطوطة تحتوي على مقدمة وثمانية أبواب ثم عدد رفاق الرحلة التي بدأها في الأول من ذي الحجة عام 1354ه بمشاركة آخرين معه، مشيرًا إلى أنه أبواب الكتاب اشتملت كذلك على تحديد حمى المدينة بحسب ما هو مدون في الوثائق المعتبرة، فصلاً الحمى بصورة دقيقة وما يحيط به من أودية وجبال، وفي الباب الثالث من الكتاب حصر ما رآه في الحمى من أشجار ونباتات وأزهار، مخصصًا الباب الرابع لما خصص له هذا الحمى حيث كانت ترعى فيه ماشية الملك عبدالعزيز ونائبه ووكيل أمير المدينة ووزير المالية ، مبينًا أن مسؤولية الحمى أوكلها الملك عبدالعزيز إلى وكيل أمير المدينة آنذاك عبدالعزيز بن إبراهيم. مفردًا الباب الخامس لفترة مقامه ورفاقه في ذلك الحمى واصفًا إياها بأنها كانت «لذيذة قل أن يجود الزمان بمثلها»، وغير مما احتوت عليه تلك المخطوطة. ويعرض المؤلف كذلك إلى رحلات عبدالله عبدالغني خياط في كتابه الموسوم «لمحات من الماضي»، مشيرًا إلاى أن خياط له 26 مؤلفًا في التفسير، وأن رحلته شملت العديد من مدن المملكة من بينها الرياض والدرعية وعشيرة والعيينة، كما عرض لرحلة قام بها إلى ماليزيا في العام 1385ه ضمن وفد انتدبته الحكومة السعودية للمشاركة في افتتاح أكبر مساجد العاصمة الماليزية كوالمبور. منتقلاً من كتاب الخياط إلى كتاب عبدالقدوس الأنصاري «بين التاريخ والآثار» قدم من خلالها خلاصة رحلات وأسفار قام بها الأنصاري في مكة المكرمة والطائف، والمدينة المنورة، وما صادفه خلال رحلاته من آثار ومشاهد تاريخية أودعها طي كتابه لتثبت في ذاكرة التاريخ.
ويمضي الكتاب على هذه الوتيرة متناولاً كتاب وسم على أديم الزمن للدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر، وفي ربوع عسير لمحمد عمر رفيع، وذكريات ورحلات لصالح محمد جمال، وحكاية الفتى مفتاح لعبدالفتاح أبومدين، ورحلتي مع العقيلات إبراهيم المسلم، ودورة مع الشمس لعبدالكريم الجهيمان، وشهر في دمشق لعبدالله بن محمد بن خميس، ومن وحي الرحلات للدكتور عبدالله الصالح العثيمين، ورحلة الثلاثين عامًا للدكترو زاهر عواض الألمعي، ومن ذكريات مسافر لمحمد عمر توفيق، ومن سجل ذكرياتي لمحمد محمود الصواف، ومن شمال المملكة العربية السعودية إلى أطراف الشام لفهد قاسم الموسّر، ورحلة إلى الرياض لعبدالقدوس الأنصاري، ورحلات إلى الغرب لأحمد علي الكاظمي، وفي سراة غامد وزهران لحمد الجاسر، وكتاب آخر لحمد الجاسر بعنوان للبحث عن التراث – رحلات، ومشاهداتي الباهرة من الرياض إلى القاهرة بقلم محمد بن عبدالرحمن السديري، ورحلات في بلاد العرب لعاتق بن غيث البلادي، ورحلة إلى أمريكا لعبدالله الداري، ومن وراء الحدود لفهد العريفي، ورحلات إلى الداخل والخارج من تأليف محمد بن عبدالله الحمدان، وما لم تقله الأيام لخلف بن أحمد عاشور آل سيبيه، ورحلات إلى الشرق والغرب لعبدالله بن حمد الحقيل، وسفينة الصحراء، رحلة على الإبل في القرن 15ه لعبدالعزيز المسند، والمجاز بين اليمامة والحجاز لعبد الله بن محمد بن خميس، وصور من الغرب لعبدالله بن حمد الحقيل، ويعود الباحث أحمد محمود مرة أخرى لعاتق بن غيث البلادي مستعرضًا كتابه بين مكة واليمن، ثم كتاب للأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز تحت عنوان عربي في الفضاء، بجاني استعرض لكتاب رحلة المخطوطات من طيبة إلى طنجة لأبومجاهد عبدالعزيز القاري، والعالم رحلة من تأليف الدكتور عبدالله منّاع، ومواقف طيار لأنس القوز، وراحل ابدأ لعبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري، ومن الجمل إلى الطائرة لحمزة علي الدباغ، ورمال الجزيرة – الربع الخالي لعبدالله بن محمد بن خميس، ومن مفكرة طيار تأليف الكابتن محمد إبراهيم الغامدي، وإطلالة على نهاية العالم لمحمد بن ناصر العبودي، ورحلات برية لمحمد بن سليمان اليوسفي، وفي أرض البخور واللبان لعبدالله بن محمد الشايع، ومدائن صالح أروع البلدان السياحية في المملكة للراحل الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي، مختتمًا بكتاب فك أسرار ذي القرنين – اخناتون - ويأجوج ومأجوج لحمدي بن حمزة الصريصري الجهني.
رحلات الخواجات إلى البلاد العربية
في تقديمه لهذا المجلد من سلسلته «جمهرة الرحلات» يشير الأستاذ أحمد محمود إلى الاهتمام الذي أولاه الرحالة الأجانب من غير المسلمين والعرب بالعلم العربي، مشيرًا إلى أن رحلاتهم كانت محل عناية الباحثين جمعًا وعرضًا مما يسهل من تناولها، مشيرًا في ذلك إلى ما قام به الدكتور محمد عبدالكريم محمود في كتابه «تائهون في صحراء الإسلام»، وجهود الدكتور كمال رضوان في تتبعه للرحالة الآثاريين ممن زاروا مصر، وما قامت به الدكتور إلهام محمد علي، وأ.ج. سوانس كوبر، وغيرهم ممن دونوا اهتموا بأدب الرحالات وخاصة رحلات الأجانب إلى البلاد العربية. وبرغم أن هذا السفر قد حوى استعراضًا ل(41) رحلة مدونة في كتاب بلغت صفحاته (514) صفحة من القطع الكبير، إلا أن الباحث الأستاذ أحمد محمود يرى أن هذه الموسوعة بحاجة إلى إضافات وأجزاء أخرى لاستكمال هذا المشروع.
يبدأ هذا السفر باستعراض كتاب «هيردوت أبو التاريخ» ومختتمًا بكتاب الألأنجليزي ولفرد تسيقر في بلاد أوسا، وبين البداية والخاتمة ثمة (39) كتاب المجتمع البيضاني في كتب الرحالة الأجانب، ومشاهداتي في بوادي العرب لروجر د. أبتون، ورحلة إلى واراي ودارفور للبروس جوستاف ناختفال، ورحلة إلى جبال العلويين للفرنسي ليون كاهون، ورحلة الأف ميل في مصر للبريطانية إميليا إدوارد دن، وفي ضفاف دجلة للبريطانية الليدي درور، ورحلات بوكهارت إلى بلاد النوبة والسودان، وغير ذلك من الكتب التي غطت جزءًا كبيرًا من بلاد العرب والمسلمين برؤية هؤلاء الرحالة، وما نقلوه من مشاهدات، وما أثبتوه من آراء خاصة مبذولة في معرض التمحيص والنقد اطمئنانًا للموثوق منها، ورفضًا لما دون ذلك.
تبقى الإشارة إلى أن مؤلف هذه الكتب والعاكف على هذه السلسلة الهامة الأستاذ أحمد محمود من مواليد السودان في العام 1364ه/1945م، تلقى تعليمه الأولي حتى الثانوي بالمدينة المنورة، وتخرج في كلية الشريعة بمكة المكرمة عام 1384ه/1964م، عمل لعام بعد التخرج مدرسًا، ثم انتقل للعمل بوزارة الإعلام منفقًا سبعة أعوام هناك. أما عمله في جريدة المدينة فقد تدرج فيه متدربًا ثم صحفيًا متعاونًا ليصل إلى التفرغ الكامل في العام 1382ه / 1962م، ومنذ تفرغه تدرج في عمله بالجريدة فعمل رئيس تحرير أول جريدة إنجليزية يومية (عرب نيوز)، ثم رئيس تحرير لجريدة المدينة عام 1396ه / 1976م، ثم مديرًا لمطابع العلم عام 1404ه / 1983م، ومديرًا عامًا لشركة تهامة عام 1407ه / 1986م، ليتولى من بعد ذلك رئاسة تحرير جريدة المسلمون الأسبوعية، ثم مستشارًا ومديرًا عامًا للشركة السعودية للأبحاث والنشر حتى عام 1422ه / 2001م، ليتولى منصب مدير مؤسسة المدينة للصحافة لمدة ستة أشهر، وكانت تلك آخر محطة له في العمل العام حيث تقاعد بعدها وتفرغ لمؤلفاته العديدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.