واستهل نثاري بهذا البيت لعنترة: ما أرانا نقول إلا معادا .. ومعارا من قولنا مكرورا فقد تحدثت أنا وزملائي من الكتاب أحاديث طويلة ومكرورة، وذات شجون عن مشكلة الاسكان، وأن 60% من المواطنين لا يملكون أي سكن، وقد يئست من الكتابة في هذا الموضوع، ولكن الذي استفزني للكتابة عنه رغم يأسي، هو هذا الخبر الجديد عن صندوق التنمية العقاري، إذ يقال إنه بالرغم من مرور أكثر من عام على تقديم بعض المواطنين لطلبات للحصول على قروض عقارية، لم يدخل طالبو القروض العقارية، الذين سبق لهم التقدم عبر الوسائط الالكترونية حتى الآن إلى قوائم الانتظار التي تمكنهم بالتالي من الحصول على القرض العقاري، إذن فلا أمل، خاصة وأن باقي الخبر يقول إنه تم تشكيل لجنة لتنظر في المعايير المؤهلة للمقترض واستبعاد غير المؤهل، وأكرر لا أمل لأن حالنا مع اللجان معروف، ونتيجة الاستعانة بها معروفة.. ثم وهذا ما يدعو أيضا للاستفزاز، ألم توضع معايير للمقترض منذ أن أسس الصندوق، وهل القروض التي منحها الصندوق طيلة هذه السنين الطوال تمت دون أي معايير؟ ولا أمل لأن الخبر يقول في النهاية إن عدد المسجلين في قائمة الانتظار بلغ 537 ألفا، وبلغ عدد المتقدمين الكترونيا مليونا وسبع مئة ألف مواطن، فمتى يأتي الربيع؟ وهو على أي حال قد تحول في أيامنا هذه إلى خريف، والحديث كما قلت ذو شجون، وهو يجرني غصبا إلى الحديث عن وزارة الاسكان، فهي قد أسست منذ عامين، ومن ذلك الحين لم نقرأ أو نسمع أنها فعلت أي شيء في موضوع الاسكان لدرجة أنني نسيت اسم المسؤول عنها، وأنا معذور فهو لم يظهر منذ أن أسست الوزارة في وسائل الإعلام، ثم أخيرا لقد صدر منذ مدة أمر من المقام السامي بإنشاء نصف مليون مسكن، فهل شرع في تنفيذ هذا الأمر أم لا ؟ لا أدري.