لقي مصريان حتفهما امس خلال الاشتباكات بين قوات الأمن ومتظاهرين أمام فندق سميراميس والسفارة الأمريكية بوسط العاصمة ليرتفع بذلك القتلى في القاهرة جراء الاشتباكات المستمرة منذ يوم الجمعة الماضي إلى ثلاثة. وقالت الشرطة المصرية إن سبب وفاة القتيلين هي جراء الإصابة برصاص خرطوش أثناء تواجدهما أمام فندق سميراميس والسفارة الأمريكية. وكان مصري لقي حتفه الاثنين إثر إصابته بطلق ناري في الصدر خلال ذهابه إلى المنزل عقب خروجه من العمل بالقرب من جسر قصر النيل القريب من ميدان التحرير بوسط القاهرة. وتحقق نيابة عابدين مع 30 متهما جديدا جرى إلقاء القبض عليهم بمحيط السفارة الأمريكية وكورنيش النيل في الاشتباكات التي أسفرت عن إصابة 15 ضابطا ومجندا بالأمن المركزي. ومن ناحية أخرى أمرت نيابة جنوبالقاهرة بحجز 33 متهما وذلك على خلفية أحداث الاشتباكات التي وقعت بالتحرير وجسر قصر النيل وفندق سميراميس والاستيلاء على مصفحتين تابعين لقوات الأمن المركزي وإشعال النيران فيهما. كما أمرت نيابة عابدين بحبس 11 متهما في واقعة إشعال النيران بمقر محافظة القاهرة أربعة أيام على ذمة التحقيقات. الى ذلك دعا محمد البرادعي ،احد اقطاب المعارضة المصرية، امس الى اجتماع عاجل مع الرئيس محمد مرسي في محاولة لتسوية الازمة التي تشهدها البلاد. وكتب البرادعي منسق جبهة الانقاذ الوطني المعارضة في تغريدة على موقع تويتر "نحتاج فورا لاجتماع بين الرئيس ووزيري الدفاع والداخلية والحزب الحاكم والتيار السلفي وجبهة الانقاذ لاتخاذ خطوات عاجلة لوقف العنف وبدء حوار جاد". واضاف البرادعي ان "وقف العنف هو الاولية" مشترطا "بدء حوار جاد يتطلب الالتزام بالضمانات التي طرحتها جبهة الانقاذ وفي مقدمتها حكومة انقاذ وطني ولجنة لتعديل الدستور". وقد دعا الرئيس المصري ممثلي المعارضة والاحزاب الاسلامية التي تدعمه الى حوار وطني الاثنين لكن جبهة الانقاذ الوطني رفضت الدعوة واعتبرت الحوار "شكليا" و"فارغا من المضمون". ودعت الجبهة الى التظاهر الجمعة في مختلف انحاء مصر مطالبة بالخصوص بان يتحمل الرئيس مسؤولية اعمال العنف الدامية التي وقعت الايام الاخيرة وبتشكيل حكومة وحدة وطنية. واعتبرت ايضا ان الدستور الذي اعدته لجنة طغى عليها الاسلاميون وصودق عليها عبر استفتاء، "ليس سليما" لانه لا يمثل الشعب المصري ويمس ببعض الحقوق الاساسية. واعتبر خالد داود الناطق باسم حزب الدستور الذي ينتمي اليه البرادعي والعضو في جبهة الانقاذ، ان نداء المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، "ينفي تصريحات الرئاسة القائلة بان الجبهة ترفض الحوار". وصرح "اننا نبحث عن طريقة للخروج من هذه (الازمة) لاننا نشعر بقلق شديد". غير ان داود لم يوضح اذا كان نداء الجبهة الى التظاهر الجمعة ما زال قائما. واعلنت الجبهة في بيان امس ان بعض قادتها سيجتمعون مع ممثلي اكبر حزب سلفي، حزب النور ردا على دعوة من هذا الحزب الاسلامي المتشدد لمناقشة "تدهور الوضع". وتشهد مصر منذ مساء الخميس اعمال عنف اسفرت عن سقوط اكثر من خمسين قتيلا معظمهم في بور سعيد (شمال شرق) حيث بدات المواجهات بعد اعلان حكم الاعدام بحق 21 من مناصري فريق لكرة القدم. وقتل الاربعاء شخصان في مواجهات مع الشرطة في القاهرة، وفق مصادر طبية. شرطي مكافحة شغب يمر أمام فرع لبنك وسط القاهرة تم تدميره في المواجهات مع المتظاهرين (رويترز)