هذان مثلان شعبيان منفصلان عن بعضهما. والحُوَيّر تصغير الحُوَار: صغير الإبل. ومعنى المثل (الحوير ما تضره رمحة أمه) أن الناقة - التي يعرف أنها من أشد الحيوانات في عاطفة الأمومة - عندما تدفع صغيرها بيدها لأي سبب فلن تدفعه بقوة تؤدي إلى كسر أو أذى يلحقه. ويروى المثل بقولهم: (الحوير ما يضره وطي أمه). يضرب المثل لتأثيرات أفعال تقع على المرء بسبب القريب ويبدو من ظاهرها أنها مضرة بينما هي للتدريب والتأديب. حُوَيّر ربيع إن رفع راسه للحليب وإن دَنَّق للنُّوَّار والنوّار - في المثل الآخر - اسم عند سكان بادية المملكة خاصة في الشمال, لنبات الحَوْذَان ذي الزهرة الصفراء, وهو من الأعشاب الرعوية الجيدة, لكن كلمة النُّوّار أشبه عندهم بمصطلح يشير عموماً إلى تلك الأعشاب المميزة بأزهار فاقعة اللون. ومعنى المثل (حوير ربيع...) أن الحوار الذي مازال رضيعاً في فصل الربيع وقد بدأ في مرحلة أكل الأعشاب سينعم بأفضل الغذاء فإن رفع رأسه وجد ضرع أمه ورضع الحليب وإن خفض رقبته قطف من أطيب الأعشاب. يضرب المثل (غالباً) على أبناء الأسر الغنية الذين تظهر عليهم علامات رغد العيش بسبب أن رغباتهم وغاياتهم بما فيها متطلبات ترف الحياة تتحقق لهم بيسر وسهولة. لكن للمثل دلالة أعم فيضرب لمن تهيأت له الظروف والحظ لينال من المكاسب الدنيوية أفضلها. فائدة لغوية: كلمة الرمح - وفقا لما جاء في لسان العرب- من: (رَمَحَ يَرْمَح رَمْحا: أي طعنه بالرُّمْح. والعرب تجعل الرُّمْح كناية عن الدفع والمنع. ورَمَح الفرس والبغل والحمار وكل ذي حافر يَرْمَح رَمْحا: ضَرَبَ برجله، وقيل: ضرب برجليه جميعاً, وربما استعير الرَّمْح لذي الخُفّ وقد يقال: رَمَحَت الناقة). وأصل استخدام كلمة (دَنَّق) فصيح على المجاز, فإذا قلت (دَنَّقت الشمس فالمعنى مالت للغروب), وفي العامية إذا قلت دَنَّق فلان فالمعنى حنى الرقبة إلى الأسفل. وكلمة النّوّار أصلها أيضا فصيح (فالنَّوْر والنَّوْرَة: الزَّهْر، وقيل: النَّوْر الأبيض والزهر الأصفر).