في أي وسط فني على مستوى العالم هناك "بورصة" لأسعار الممثلين يتم تحديدها وفق آلية العرض والطلب وبناء عليها يتم ضبط السوق الإنتاجي، إلا في الوسط الفني السعودي الذي لا توجد فيه حتى الآن قائمة واضحة لأجور النجوم ولا منهجية منطقية لرفع أسعارهم أو تخفيضها. ويعود السبب في ذلك إلى أن المشهد الدرامي السعودي يعتمد على الممثلين المنتجين الذين يتولون تنفيذ العمل الدرامي لصالح قناة فضائية وبالتالي فإنهم يجمعون ربحهم كمنتجين بأجرهم كممثلين وهكذا تضيع القيمة الحقيقية للممثل الأمر الذي يزيد من صعوبة التنبؤ بأجر هذا الممثل في حال طلب منه المشاركة في عمل آخر ليس من إنتاجه. ومن ناحية أخرى تخضع عملية تحديد أسعار ممثلي الصف الثاني إلى مقياس واحد وهو مزاج (البطل/المنتج) ومدى قربهم منه؛ حيث يقدم غالب المنتجين مبلغاً أعلى مما يستحقه ممثل ما وذلك لأنه صديق له ومقرب منه. وإذا كان (الممثل/المنتج) هو خاصية سعودية بامتياز، فإن هناك مميزات أخرى تنفرد بها ساحة الإنتاج المحلية، ومنها ما يسمى بعقود الاحتكار للممثلين التي يكون فيها دخل الممثل مغايرا عن المتعارف عليه عربيا، حيث لم يعرف سابقا في الدراما العربية ما يسمى بعقد احتكار الممثلين إلا أن هذه الظاهرة انتشرت لدينا مؤخرا وهذا بسبب عدم وضوح التسعيرة لأجور الممثلين وتهربا من دفع المبالغ المتعارف عليها في الوسط الفني حيث يكون ناتج الممثل عبر عقود الاحتكار لا يوازي أبدا ما يتقاضاه الممثل على عمل واحد، إلا أن الممثلين المحتكرين يرون فيها وسيلة للاستمرار حيث ستعمل الشركات المحتكرة على تشغيلهم طوال العام وكذلك سيساهم هذا الوضع بدخل مالي ثابت للممثل. كل ذلك يجعل قياس "بورصة" النجوم السعوديين متعذرة، لكن هناك مؤشر عام لبعض النجوم الذين يتقاضون حالياً ما بين 150 ألف إلى 200 ألف ريال عن دور البطولة في المسلسل، بينما تراوح أجور الصف الثاني من المساندين لأدوار البطولة بين ثلاثة آلاف وستة آلاف ريال عن الحلقة الواحدة. أما ممثلو الكومبارس في الوسط الفني فإن أجورهم متقاربة جداً بين معظم المسلسلات وفي العادة يتم التعاقد مع أحد الأشخاص ليتولى مهمة توفير الكومبارس للمسلسل، كما أن تنقلات الممثلين الكومبارس تكون من مسئولية شركة الإنتاج. وقد تحدث عن هذا الموضوع الأستاذ خالد البسيط الذي سبق وعمل مع فريق الإنتاج في مسلسل طاش ما طاش ومسلسل سكتم بكتم، حيث قال: "بالنسبة للكومبارس الصامت يتم دفع مبلغ وقدرة 150 ريال وهو أجر يوم تصوير والمكون من 8 ساعات، وبالنسبة للممثلات الكومبارس في أدوار صامتة فيتقاضين بين 200 و300 ريال في اليوم، وسبب ارتفاع أجر الممثلات ناتج عن قلة الراغبات في العمل بمثل هذا المجال، وبالنسبة للأطفال فإن أجر الطفل الكومبارس الصامت في اليوم يتراوح بين 150 و200 ريال. وأضاف البسيط "أما الكومبارس المتحدث سواء من الرجال أو النساء فأجره بين 500 وألف ريال في اليوم ويراوح الدور بين كلمتين ومشهدين، وغالباُ الممثلات اللاتي يبدأن كومبارسا وهن غالباً لا ينتمين للوسط الفني يصبحن بعد فترة قليلة من الممثلات المقبولات ويتواجدن بكثافة في المسلسلات، وهناك بعض الممثلين الشباب أصبحوا معروفين بأدوار الكومبارس، وبعضهم نجح في إثبات موهبته وتحول من كومبارس إلى ممثل معترف به، ومنهم محمد شراحيلي، وخالد اليافعي، ووليد الغنام، وطارق الحربي، الذي كانت بدايته في طاش وعبر كلمتين فقط وقد وجد فيه السدحان والقصبي الموهبة ثم أعطياه مساحة أكبر في طاش، وقدم حلقة "بطاقة الأحوال". وعمر الديني في أحد مشاهد «بيني وبينك»