دعت مجموعة من الاحزاب الجزائرية بعد اجتماع عقدته الاربعاء السلطات الى غلق المجال الجوي الجزائري امام الطيران الحربي الفرنسي الذي يستخدم اجواء الجزائر في اطار الحرب التي يخوضها دعما لسلطات باماكو في حربها على جماعات اسلامية تسيطر على شمال مالي، بحسب بيان امس. وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا اولاند اعلن في 15 كانون الثاني/يناير ان الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة "سمح لعدد من طائراتنا بالتحليق فوق الاراضي الجزائرية". وطالبت الاحزاب الجزائرية وبينها بالخصوص حزب حركة مجتمع السلم (اسلامي معتدل) العضو السابق في التحالف الحاكم، السلطة ب "وقف مسلسل التنازلات والتمسك بمواقف جزائر الثورة الثابتة والمبدئية من الاستعمار ومن التدخل الاجنبي في الشؤون الداخلية للدول ومناصرة القضايا العادلة للشعوب الواقعة تحت اطماع الاستعمار القديم والجديد والعمل على تصفيته". ودعت الى "غلق الممرات الجوية الجزائرية امام الطيران العسكري الفرنسي وغير الفرنسي". كما دعت "فرنسا الرسمية الى وقف التدخل العسكري في المنطقة والانسحاب الفوري لقواتها من شمال مالي" مضيفة "ونحذرها من عواقب سياسة الكيل بالمكيالين لمواطني مالي بذريعة تجفيف منابع الارهاب" في اشارة الى تقارير عن تجاوزات في مالي. واضاف البيان ان الاحزاب تحذر "المجتمع الدولي من مغبة مسايرة الاطماع الاستعمارية الجديدة التي تستهدف ثروات الشعوب وامنها واستقرارها واستباق ما يحدث بالعلاج الصارم لسياسة خلق بؤر توتر في المنطقة بتوظيف الجماعات الارهابية كذريعة للتدخل الخارجي". واكدت انها "تندد بشدة بالتدخل العسكري الفرنسي المنفرد في شمال مالي وتستنكر فتح السلطة للاجواء الجزائرية امام الطيران الحربي الفرنسي بمبررات واهية تمس بالسيادة الوطنية وتضع الجزائر في موقع الشريك في الحرب، فضلا عن تعريض جزء من الامن القومي والاستقرار الاجتماعي للخطر، وقد يفرض على الجزائر دفع كلفة باهظة جراء التدخل على حساب اولويات تنموية". من جهة اخرى ندد البيان "بالعملية الارهابية الاجرامية التي طالت الابرياء من العمال الجزائريين والرعايا الاجانب" في موقع تيقنتورين قرب ان اميناس جنوب شرق الجزائر واشاد ب"الاداء المتميز لافراد الجيش الوطني الشعبي في التصدي للمخطط الارهابي والدفاع عن التراب الوطني ومنشآتنا الاقتصادية الحيوية".