كلنا يعلم ذلك الحادث الأليم والجريمة الكبرى التي وقعت في يوم الثلاثاء 13/4/1433ه راح ضحيتها رجل من خيرة الرجال العاملين في سفارة خادم الحرمين الشريفين في دكا الرجل الدبلوماسي خلف بن محمد العلي - رحمه الله -، حيث اغتالته يد الغدر والخيانة قرب مقر عمله، وقد تم بفضل الله ومنه وكرمه القبض على الجناة في وقت قياسي بتضافر جهود وزارة الخارجية السعودية وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل - وفقه الله وأعانه - الذي منذ تلقيه الخبر لم يألُ جهدا في التأكيد على السلطات البنغالية بالبحث عن الجناة بشتى الوسائل، وأشاد - حفظه الله - بقدرة السلطات المعنية في دكا، وأنها قادرة بإذن الله على التعرف على الجناة ومحاكمتهم، وقد لاقى ذلك تعاوناً منقطع النظير من حكومة بنغلاديش، ووافقت على طلب المملكة مشاركة فريق من الخبراء السعوديين في التحقيقات مع الجناة، وقد عمل رجال المباحث الأمنية على تتبع الجناة من خلال الأدلة والمؤشرات لديهم حسب خبرتهم وأعطوا هذا الأمر قدراً كبيراً من الأهمية يشكرون عليه، بمتابعة من وزارة الخارجية السعودية ويمثلها في دكا سعادة السفير السعودي د.عبدالله بن ناصر البصيري، ذلك الرجل الفذ صاحب السيرة الحسنة والمواقف الحميدة الذي جعل هذه القضية جل اهتمامه صباح مساء حتى قرت عينه بالوصول إلى الجناة، ولم تذهب الجهود سدى في هذه القضية التي هزت المجتمع السعودي والبنغلاديشي على حد سواء، وإنما تكللت الجهود بالنجاح بفضل الله ثم بفضل ما أولته الدولتان من عناية واهتمام ومتابعة بشتى الطرق. وهذه الحادثة تعتبر هي الأولى في نجاح البحث والتحقيق في وقت مبكر قياسا على ما يحصل مشابهاً لها في سفارات العالم، وهذا يدل على يقظة الدولتين وحرصهما على توطيد العلاقة بينهما والقضاء على الجريمة ومحاربتها، وتنزيل أشد العقوبة على مرتكبيها. وقد أثلج صدورنا مؤخراً ما قضى به القضاء في دولة بنغلاديش في حق الجناة الخمسة حيث صدر الحكم بالإعدام بعد ثبوت إدانتهم بالجريمة، وطالبت السلطات السعودية عبر المستشار القانوني للسفارة بتنفيذ الحكم بحق الجناة الخمسة. وبعد شكر الله جل وعلا نزجي الشكر والثناء لصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية والحكومة البنغالية وسفارة خادم الحرمين الشريفين في دكا على ما بذلوه من جهود موفقة في البحث والتحري حتى تم معرفة الجناة والتحقيق معهم واعترافهم بجريمتهم ثم صدور الحكم القضائي بإعدامهم، سائلاً الله تعالى أن يحفظ بلادنا وسفاراتها في الخارج من كل سوء ومكروه. *عضو مجلس الأمناء في الجامعة الإسلامية العالمية في بنغلاديش