قضت المحكمة المستعجلة الرابعة في دكا صباح أمس بإعدام المدانين الخمسة بقتل الدبلوماسي السعودي خلف بن محمد العلي، وأطلق القاضي محمد مطهر حسين الحكم حضوريا بحق أربعة ماثلين أمامه، هم سيف الإسلام مأمون، رفيق الإسلام خاكون، أكبر ألو علي، محمد أمين، وغيابيا بحق الشريك الخامس الهارب سليم شودي. وبدأت جلسة النطق بالحكم الساعة 12 ظهر أمس بتوقيت دكا 9 صباحا بتوقيت المملكة، وكان في مقدمة الحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى بنجلاديش ونيبال، الدكتور عبدالله بن ناصر البصيري، واثنان من أعضاء البعثة الدبلوماسية السعودية، ومحامي السفارة، بجانب شقيق المغدور خالد العلي. من جهته، طالب السفير السعودي الدكتور عبدالله البصيري بسرعة تنفيذ حكم الإعدام بحق المدانين الأربعة بقتل العلي، وتكثيف البحث الأمني للقبض على شريكهم الخامس، وتنفيذ الحكم به لاحقا. وقال السفير البصيري ل «عكاظ» عقب خروجه من قاعة المحكمة صباح أمس: نحن واثقون بعدالة القضاء في بنجلاديش، وكنا على يقين أن دم الدبلوماسي لن يضيع هدرا، لكننا نؤمل في موقف حازم، بسرعة تنفيذ الإعدام. ونوه بموقف حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين الواضح منذ اليوم الذي اغتيل فيه العلي، باستنكار الجريمة والدعوة لإحقاق الحق، والتوجيه بندب فريق من الخبراء الأمنيين لمتابعة التحقيقات وما توصلت إليه الجهات الأمنية في دكا، بالإضافة إلى المباحثات المستمرة والمتابعة الدقيقة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز، نائب وزير الخارجية، وصاحب السمو السفير الأمير خالد بن سعود بن خالد، مساعد وزير الخارجية. وأشاد البصيري بالجهود التي بذلتها حكومة بنجلاديش، والخطوات الجادة التي اتخذتها في سبيل القبض على الجناة وتقديمهم للقضاء. علاقتنا بالمملكة متميزة في المقابل أكدت ل «عكاظ» وزيرة الخارجية البنجلاديشية الدكتورة ديبو موني، أن العلاقة التي تربط بين المملكة وبنجلاديش جيدة ومتميزة على كافة المستويات، وأن مقتل الدبلوماسي العلي، كان عزيزا على كل القيادات العليا في بلادها، وعلى الشعب البنجلاديشي أيضا، وقالت «لذلك لن تحدث هذه الجريمة الشاذة أثرا على علاقتنا مع المملكة». وأوضحت أن الحكومة البنجلاديشية، وعلى رأسها رئيسة الوزراء حسينة واجد، قد جندت طاقاتها من أجل الحق، فتظافرت الجهود بين أجهزتها سواء في وزارة الداخلية أو الخارجية وغيرها، للكشف عن الجناة والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة. ننتظر لحظة الإعدام وفور النطق بحكم الإعدام، بعث إلينا شقيقه خالد العلي من قاعة المحكمة رسالة عبر الهاتف المحمول، نصها «مرحبا.. الحكم بإعدام الخمسة جميعا»، وعقب خروجه من قاعة المحاكمة قال في اتصال هاتفي «نحمد الله على صدور هذا الحكم، ونحن راضون عنه تماما، وننتظر بشغف لحظة الإعدام». أبارك لخادم الحرمين ومن الرياض، قال نجل الدبلوماسي الوحيد ناصر العلي «أبارك في البداية لمولاي خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، ولسمو وزير الخارجية بصدور حكم الإعدام بحق قتلة أبي، رحمه الله، فقد غمرونا بكريم عنايتهم ومتابعتهم، وبذلوا جميعا جهودا واضحة خففت مصابنا، وهذا ليس بمستغرب على من رأى أن والدي ابن من أبناء الوطن المخلصين، ضحى بحياته من أجل الدين ثم المليك والوطن، ومات وهو يمثل بلاده في الخارج».ذ وأضاف بنبرة حزينة «الارتياح يعم بيتنا اليوم، لكن هروب واحد من الجناة يعكر صفو ارتياحنا هذا، لذا نعلق الأمل في الله سبحانه وتعالى في توفيق من يجعله سبيلا للإطاحة بذاك الهارب، فالحمد لله على كل حال، وحسبي الله ونعم الوكيل». مساعد وزير الخارجية مشيدا بتحقيق العدالة: توجيهات القيادة أثمرت نتائج إيجابية واس (الرياض) أوضح سمو الأمير خالد بن سعود بن خالد مساعد وزير الخارجية أنه بحمد الله وفضله تحققت العدالة أمس في دكا بصدور الحكم على قتلة الدبلوماسي السعودي خلف العلي - رحمه الله - على المجرمين الخمسة بالإعدام شنقاً. وقال سموه في تصريح لوكالة الأنباء السعودية: إن توجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - والمتابعة الحثيثة من قبل سمو وزير الخارجية قد أثمرت ولله الحمد عن تحقيق هذه النتائج الإيجابية. وتقدم بهذا الصدد بخالص الشكر للأشقاء في جمهورية بنجلاديش الشعبية الشقيقة على الجهود التي بذلت في سرعة تعقب الجناة والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة، سائلاً الله أن يكون هذا الحكم رادعاً لمن تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم، وأن يديم سبحانه على المملكة وأهلها نعمة الأمن والاستقرار.