العمل الفردي لا يمكن أن يكون ايجابياً في كثير من الحالات إلا بعمل مشترك مع الآخرين فبذلك يزداد قوة وتماسكاً في استخلاص النتائج الايجابية وهذا يتمثل في مبدأ الشورى. ولا يخفى علينا جميعاً أهمية تفعيل دور المرأة في مجلس الشورى وطبعاً هذا ليس من باب مبدأ مراعاة عصرنا الحاضر أو حتى التشبه بالآخرين ولكن هذا من مبدأ السباق مع الزمن الذي نعيش فيه والذي يلعب دوراً في أن المرأة جزء لا يتجزأ من المجتمع والنصف الآخر يخرج من رحمها وإذا تعطل نصف المجتمع تعطل المجتمع بأكمله فالأمة ليست رجالا فقط بل نساء ورجال ومن المصلحة في خدمة المجتمع والأمة تفعيل استخدام الممارسة البرلمانية لها، فالرؤى المستنيرة تتطلب شفافية لدفع عجلة الإصلاح والتغيير الناجح وهذه الاستجابة صورة أسرع للمتطلبات المتغيرة للواقع مما يساعد في دفع عجلة الإصلاح والنجاح. فقد ارتادت النساء السعوديات مجالات رحبة في الأعمال كافة والتي أبدعت فيها وشهد لها العالم بأكمله ولا أظن أن فينا من سينكر ذلك وإن حاول البعض قصر دور المرأة في حدود ضيقة فهم بذلك متجاهلون أو يتجاهلون ما في تاريخنا الإسلامي من صور مشرقة وفريدة للمرأة التي كانت ولازالت مثالاً يحتذى به من خلال مشاركتها مع الرجل في كثير من ميادين العلم والعمل وعلى سبيل المثال لا الحصر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حيث كانت من المراجع العلمية المهمة في عهد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ، فقد كان يرجع إليها كبار الصحابة إذا أشكل عليهم أمر ما في دينهم حتى قال عنها أحدهم: " ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما " وغيرها الكثير من أمهات المؤمنين وسائر الصحابيات إلي يومنا الحاضر. فمشاركة المرأة السعودية في مجلس الشورى بما يتماشى مع النهج الإصلاحي الذي يقوده خادم الحرمين الشريفين حينما جاء إعلان مشاركتها تعيينا حيث قال أيده الله: "إن التحديث المتوازن والمتفق مع قيمنا الإسلامية مطلب هام في عصر لا مكان فيه للمتخاذلين والمتمردين " وهاهي الرؤية الثاقبة لقائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين تتمثل في مشاركة المرأة السعودية في مجلس الشورى، فمشاركتها تكليف و أمانة ومسؤولية يجب عليها العمل بوفاء وصدق وأمانه وهي قادرة على تحقيق الآمال والتطلعات في مشاركة حقيقية نافعة باتخاذ القرارات الايجابية مع شقيقها الرجل في مجلس الشورى. ستبقين يا بلادي رمزاً للرقي والوحدة على مر العصور ولن يغيب عنا وعن الأجيال ما كانت عليه بلادنا قبل أكثر من 80 عاماً وما هي عليه الآن من تقدم وازدهار.