للمرأة دور بارز وملموس في حياة الشعوب منذ بَدَأَ تاريخ البشرية، فهي الفرحة الدائمة، والبسمة الحانية، أوجدها الخالق لتكون أمًّا وأختًا وزوجة تعطف على من حولها بما وهبها الرحمن من حنان يفتقر إليه الرجل، وقد كانت لها مشاركات فعالة في أرض الواقع منذ أقدم العصور، وتعتبر الأم الممرضة الأولى في تاريخ البشرية لرعاية وليدها في الصحة والمرض، وكذلك مساعدة المرأة للمرأة عند الولادة.... إلى غير ذلك مما يعد من مهام التمريض، وقد عُرف التمريض بأنه: مجموع الخدمات المتكونة من سلسلة خطوات متصلة ببعضها البعض، ولابد من إتباعها بالترتيب حتى يمكن الحصول على النتيجة المطلوبة، والتي تعطى للأفراد وذويهم بغرض مساعدتهم على الاحتفاظ بحالتهم الطبيعية أو مساعدتهم لتخفيف آلامهم، وقد أجاز الرسول عليه الصلاة والسلام في زمنه للمرأة بمزاولة مهنة التمريض حيث أذِن لها بالخروج في غزواته ضمن الجيوش الإسلامية ضد المشركين داخل الجزيرة العربية وخارجها من أجل خدمة المجاهدين، والعناية بهم، ومداواة جروحهم رضوان الله عليهم، وقد كان صلى الله عليه وسلم يواجه هذه الأعمال التطوعية التي كانت تقوم بها النساء بالشكر والثناء، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر (أم المؤمنين السيدة عائشة، أم أيمن حاضنة الرسول صلى الله عليه وسلم، أم سليم والدة أنس ابن مالك، أم عمارة الأنصارية، رُفيدَةَ الأسلمية) رضي الله عنهم، وهناك عدد كبير من الصحابيات برزت أسماؤهن في كتب السير والتراجم كأول جيل قام بتأسيس هذه المهنة السامية، والتي تعد من أشرف المهن النسائية، ومع مرور الأيام أصبح التمريض النسائي في حاضر أيامنا مهنة لا يستغني عنها المجتمع، ولها ما للوظائف الأخرى من مهام واحتياجات، وكم هو جميل أن تتفق دول مجلس التعاون الخليجي بالاحتفال بهذه المهنة ذات المضمون القيم يوم 13 مارس من كل عام إحياءً لدور التمريض في عصر الإسلام، ومن أجل بيان أهميته في العصر الحالي، والتطور الكبير الذي وصلت إليه هذه المهنة، وحيث أن هذا الاحتفال خليجي حبذا أن يحدد له يوم من التاريخ الهجري يتوافق مع أحد الغزوات الإسلامية التي غزاها الرسول صلى الله عليه وسلم لتكتمل المنظومة التي وضع من أجلها، ولنبرز تاريخنا العربي الذي بدأ يندثر رويداً رويداً مع تعاقب الأيام. همسة: يسخر من الجروح كل من لا يعرف الألم. ومن أصدق من الله قيلاً: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}. [email protected]