في خطوة تشير بجلاء إلى أن توطين الوظائف في المملكة تجاوز مرحلة عصا الحكومة، وجزرتها إلى أن أصبح واقعاً معاشاً، وأمراً استراتيجياً في سياسيات التوظيف في بعض شركات القطاع الخاص، شرعت شركات سعودية كبرى في تنفيذ مبادرة ذاتية ألغت بموجبها دوام يوم الخميس بشكل طوعي، مانحة موظفيها يومين إجازة أُسوة بالقطاع الحكومي. وقد ذهبت تلك الشركات في هذا الاتجاه فيما يبدو تحسيناً لبيئة العمل لديها من أجل جذب واستقطاب موظفين سعوديين بغية الوصول إلى مستويات التوطين المطلوبة نظاماً. ويعتقد القائمون على تلك الشركات أن الظروف الاجتماعية للسعوديين والمسؤوليات الأسرية التي يرتبطون بها جعلت من وظائف القطاع الخاص بدوامها الطويل، وإجازة يومها اليتيم غير مرغوبة بالقدر الذي تمثله الوظائف الحكومية. وقال عادل التميمي مدير إدارة الموارد البشرية بشركة الخزف السعودية إن الإدارة لاحظت أن العمل ستة أيام متواصلة يمثل عائقاً دون تحقيق بيئة عمل جاذبة للسعوديين، وذلك بحكم ارتباط الشباب بالتزامات اجتماعية وأسرية تقتضي أن يكون لديهم وقت للقيام بها. عادل التميمي وقال: إن لدينا موظفين سعوديين من مدن ومحافظات مختلفة من مدن المملكة، وبالتالي فإن إجازة يوم واحد لا تمكنهم من الذهاب إلى أسرهم في إجازة نهاية الأسبوع والعودة في ذات اليوم، مما يجعلهم إما ينقطعون عن زيارة أسرهم، أو يتغيبون عن العمل يوم الخميس مضطرين. وأكد عادل التميمي ان منح الموظفين إجازة يومين في الأسبوع تركت أثراً ايجابياً على بيئة العمل بعد تجربة قرابة الثلاث سنوات منذ تطبيق ذلك القرار في شركة الخزف السعودية، مشيراً إلى دوام الخميس بالأساس هو في أغلب الشركات والمؤسسات السعودية نصف دوام، والإنتاجية في ذلك اليوم لم تكن مؤثرة كثيراً من واقع التجربة. وقال إن الشباب السعودي اليوم جاد، ومهيأ إلى أن ينتج ويعمل ويلتزم، ولكن على الشركات والمؤسسات الجادة في استقطاب سعوديين أن توفر بيئة عمل جاذبة، تراعي الظروف الاجتماعية والالتزامات الأسرية لأولئك الموظفين. وأكد التميمي أن تجربة شركة الخزف السعودية في هذا الصدد أثبتت أن مثل هذا القرار يساهم على أرض الواقع في تهيئة بيئة عمل جاذبة، وقال:إن الإدارة تدرس فكرة تجميع أوقات الراحة وإتاحة الفرصة للموظف الذي يرغب بأن يتمتع بإجازة ثلاثة أيام وليس يومين فقط، فإنه إذا أنهى ساعات الأسبوع ال 48 ساعة في أربعة أيام فإنه يمكنه أن يتمتع بثلاثة أيام إجازة وذلك ينطبق خاصة من موظفي الإنتاج والأعمال التي يتم العمل فيها 24 ساعة. وأكد ان هذه الخطوة تناسب قطاع الإنتاج أكثر من غيرها، لأن تلك القطاعات تعمل طيلة ال 24 ساعة. ودعا التميمي شركات ومؤسسات القطاع الخاص إلى خوض التجربة بمنح موظفيها يومين إجازة في الأسبوع، مشيراً إلى أنهم سيلمسون نتائج ذلك في الإنتاجية والروح المعنوية والتمسك بالعمل من قبل موظفيهم والقدرة على استقطاب الكفاءات في ظل المنافسة القوية على العمالة السعودية.