يتسلّم رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان في 21 الجاري في موسكو جائزة "الصندوق الاجتماعي الدولي الأرثوذكسي" وهي تقدّم للمرّة الأولى منذ 18 عاما على تأسيسها إلى شخصية لبنانية وللمرة الثانية لشخصية غير أرثوذكسية وقد نالها سابقا الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس. الجائزة ستقدّم إلى شخصيتين أيضا هما: مدير شركة سكك الحديد في روسيا أندريه يكونيان وإلى بطريرك جورجيا إيليا الثاني. وسيجتمع الرئيس سليمان في موسكو بنظيره فلاديمير بوتين،" وستتسم الزيارة بالطابع العملي وستناقش مواضيع سياسية مختلفة". ويشير دبلوماسي روسي في بيروت ل"الرياض" إلى أن لروسيا "نظرة إيجابية إلى سياسة عدم الانغماس في الحوادث السورية التي ينتهجها لبنان وهو نموذج جيّد للدول المجاورة لسوريا، وروسيا تؤيد هذه السياسة الحكومية اللبنانية". بالنسبة إلى دينامكية تطور الوضع السوري يقرأ الدبلوماسي الروسي أنه "في الآونة الأخيرة بقي الوضع الميداني على حاله، إلا أن الأضرار المادية والبشرية زادت بالتأكيد، وبالتالي فإن فرص التسوية السياسية تدور في الحلقة عينها ولذلك أسباب عدة منها انتشار المجموعات المسلّحة التي طالما نبهنا منها، وجميع الأطراف الدولية تشخص الوضع بأنه خطر جدا، لكننا ندعوها إلى العمل بجدية على التسوية السياسية ذاتها التي أقرت في شهر حزيران الفائت خلال مؤتمر جنيف، وهو الحلّ الذي لا تزال روسيا تعوّل عليه بعيدا من السجال الغربي حول ضرورة تنحي الرئيس، وتدعو روسيا إلى البدء بتطبيق اتفاق جنيف وبدء المرحلة الانتقالية". ينفي الدبلوماسي الروسي أي علم بتفاصيل السيناريوهات المرسومة لسوريا من قبل دوائر دبلوماسية عدة ومنها تقسيم سوريا إلى دويلات أو إقامة نظام فيدرالي أو إعادة توزيع الصلاحيات بين الطوائف على شاكلة "طائف سوري". ويقول:" الموقف الروسي يريد تسوية سياسية من دون الدخول في تفاصيل المضمون المنوط بالشعب السوري، لكن أي حديث عن "طائف سوري" غير مقبول لأنه سيشكل خطوة إلى الوراء أو قفزة في المجهول. وقد وصل لبنان إلى هذا الاتفاق ووضعيته مختلفة عن سوريا وهي ذات قيادة مركزية فلم التغيير الجذري فيها؟ وعن حلّ على الطريقة العراقية يقول:" أي حلّ يكون عن طريق الشعب ولكننا نركّز حاليا على ضرورة الحوار ليس بين الطوائف بل بين السلطة والمعارضة ونحن ندعو إلى توحيد المعارضة على أساس جهوزيتها للحوار". ويلفت الدبلوماسي الروسي إلى أهمية الدور الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية في حلّ الأزمة السورية قائلا:" نحاول أن نبقى على تواصل وتشاور مستمرين مع المسئولين في المملكة العربية السعودية ونشير إلى أهمية المشاركة السعودية في الجهود التي يقوم بها المجتمع الدولي من أجل صوغ الحلول للأزمة في سوريا، وروسيا كانت من الداعين إلى مشاركة المملكة في النقاش الذي تمّ في اجتماع جنيف في حزيران الفائت".