أضيئت من جديد شموع المسرح الروماني بمدينة الجم التونسية الليلة قبل الماضية لتمتزج روعة الموسيقى الكلاسيكية بعبق التاريخ في سهرة خيرية احيتها اوبرا فيانا العالمية تحت شعار (موسيقى وتضامن). وفي عرضها السابع على التوالي في افتتاح الدورة العشرين من مهرجان الجم الدولي للموسيقى السيمفونية اجتذبت اوبرا فيانا من النمسا كعادتها جماهير كبيرة من جنسيات اوروبية وعربية توافدت على المسرح التاريخي لتستمتع بأعذب المعزوفات الكلاسيكية الشهيرة لجوزيف ويوهان شتراوس وفرانز ليها وكارل مايكل زيهر. ولم يكن هناك افضل من هذا الفضاء التاريخي العريق لتعزف اوبرا فيانا (موسيقى الاحلام) التي امتزجت مع روعة المكان ليبدأ العرض في حدود العاشرة مساء بمقطوعة من (الفالس) ليوهان شتراوس مع لوحات استعراضية راقصة شدت اليها الاهتمام بحضور عدد كبير من الشخصيات الدبلوماسية. وتواصل تفاعل الجماهير مع روعة اداء الاوبرا بقيادة المايسترو (يوي ثايمر) قبل ان تفجر هذه المجموعة العالمية الشهيرة مفاجأة عندما اخذت تعزف رائعة (امل حياتي) لكوكب الشرق ام كلثوم ثم موسيقى (مكتوب يا مكتوب) للموسيقار التونسي الهادي الجويني وسط عاصفة من التصفيق والاعجاب من الحضور. وبدا جلياً ان اوبرا فيانا الشهيرة ألفت جيدا مسرح الجم التاريخي الذي بات يجتذب اليه عشاق الموسيقى الكلاسيكية في المساء تماما مثلما يجتذب افواج السياح طيلة النهار لتجعل من هذا الفضاء مصدر الهام لتقديم عروض موسيقية حالمة في حضرة التاريخ. ومهرجان الجم للموسيقى السيمفونية احد ابرز المهرجانات في البلاد وهو الوحيد المتخصص في هذا النمط الموسيقي واصبح يستقطب كل صيف اشهر مجموعات الموسيقى السيمفونية في العالم في فضاء المسرح الاثري التاريخي الذي أكسب هذا المهرجان الثقافي الفني شهرة اضافية. ويطمح عشاق الموسيقى في هذه المدينة السياحية الصغيرة التي تقع على بعد نحو 200 كيلومتر جنوبي العاصمة تونس ان يتم تخصيص وتهيئة هذا الفضاء للعروض الفنية بشكل مستمر حتى يتسنى استقبال الموسيقيين والفنانين العالميين والعرب طيلة العام لا خلال فصل الصيف فقط.