عندما تتفتق ارض الصحراء بعد نزول المطر عليها وتظهر كوامن جمالها بخضرتها وتنوع زهورها فترسم بذلك لوحة تنادي عشاق الرحلات والبر وهواة أجواء الصحراء . ويعد ذلك التناغم بين ابناء الجزيرة العربية وهذه الصحراء عشق أزلي يسري في عروقهم فهم يتأثرون بها في جفافها وقسوتها وفي ربيعها وجمالها وقد جسد الشعراء هذا العشق للصحاري بشعابها وجبالها ورمالها في اللحظات التي يجدون فيها المتنفس والترويح عن أنفسهم يقول الشاعر خلف بن هذال: أخذت من روحي لروحي نصايح ثلاث يرضن النفوس الضعافي جمع الحطب ومعلقات الذبايح وحذف النشاما للغتر والطواقي بقفر خلا عشبه بالازهار فايح وغصن الخزامى له بالآخر مراقي ومن هذا التجانس الفطري بين أبناء الجزيرة والصحراء تشكلت منذ القدم علاقة قوية بين والصحراء ويعد أهل البر أو سكان القرى البر المكان الذي يجد فيه خلوته وراحته بعد العناء ومتاعب الحياة . ويزداد هذا العشق مع هطول الأمطار وجريان الاودية والشعاب ليرتسم الجمال والبسمة كما هي على الصحراء على عشاقها أيضا: يازين سجات القدم وقت الامطار وشوف الفياض اللي جديد مطرها ويمثل هطول المطر على الصحراء تغيرا اجتماعيا واقتصاديا يظهر تأثيره من خلال التحركات التي تصاحب هطول المطر وظهور العشب كما يؤثر في الحالة النفسية للجميع حيث تميل الى الصفاء والاستقرار والتسامح والتعايش بين الجميع على المحبة الطبيعية ويتمثل ذلك في تجاور الخيام والزيارات المتبادلة وقد حركت هذه الأجواء والحميمية قريحة الشعراء للوصف والتعبير عن مايشاهدونه من جمال متكامل يقول الشاعر عقاب السهلي: البر زان وزان وقت المظاهير وعزي لمن هو قاعد ما مشابه القصر ما يصلح ليال المخاضير ومسكين يا اللي جالس عند بابه ما شاف عشب زايف له دوواير في مربع عشبه يغطي ترابه عله من الوسمي المبكر شخاتير وعندما تتعانق نباتات وأزهار الربيع بعد المطر يطيب المسيار والخروج الى الريضان المخضرة ويحلو السير فيها ويحلو نظم القوافي التي تصف ذلك الجمال يقول سعد بن جدلان: يا زين المشي في الروض الأخضر لا شعشع المخضار يازين الديرة اللي من حقوق الوسم ممطوره يريح البال سج في الفياض الخضر والمسيار سعادة للقلوب اللي من السلوان مسروره