على ملامح استراتيجيات العمل ترسم بلدية محافظة عنيزة هدفاً تراه لايقل أهمية عن دورها الخدمي تجاه المواطن والتنموي تجاه المحافظة.. ويتمثل هذا الهدف في تفعيل دور المواطن في التنمية لأن هذا الهم يعجز أي قطاع عن حمله دون استشعار المواطن لدوره في هذا الجانب. ولعل في عنيزة بالتحديد أرض خصبة تفضي إلى التفاؤل بنجاح هذا المشروع نظراً لارتفاع مستوى الوعي والثقافة لدى مواطنها من جهة.. ولأنها قد قطعت شوطاً كبيراً في مجالات العمل الاجتماعي والتطوعي من جهة أخرى. إذ أن التفاتة في أحد شوارع المحافظة ستوقع ناظرك على شاهدٍ أو أكثر من الشواهد الحية على ما يقدمه رجالات عنيزة لأرض سقاهم ماؤها العذب وأطعمتهم حلو ثمرها.. كمجمع العليان التعليمي ومركز على التميمي للتربية الخاصة ووحدة الكلى وغسيل الدم التي أنشئت على نفقة أبناء على الجفالي وغير ذلك الكثير الكثير. هذا من حيث البذل المادي أما من حيث التطوع بالوقت والجهد- وهو لايقل أهمية عن سابقه- فأبناء عنيزة هم رواد في هذا المجال تشهد على ذلك الجمعيات الخيرية واللجان التطوعية فيعجز المقال عن حصرها وأقربها إلى الذاكرة ما نعيشه هذه الأيام من فعاليات سياحية مميزة حققت الريادة منذ سنوات على مستوى المنطقة وما كانت السياحة لتصل إلى هذا المستوى إلا بعمل جماعي تطوعي بدأ باجتهادات مجموعة من الشباب المتطوع وبات يضاهي كبرى المدن والمناطق. إن صور تفعيل دور المواطن في التنمية متعددة لذا تعمد البلدية إلى العمل عليها وتتضمن ثلاث صور أولها إشراك المواطن في تنفيذ وصيانة حدائق الأحياء التي اصبحت تستنزف إمكانات البلدية من حيث الوقت والمال والطاقات البشرية والآلية في وقتٍ يجدر بها توجيه هذه الإمكانات نحو مشاريع تنموية أكبر... وبالتالي فإن اقتطاع المواطن جزءاً من وقته أو ماله للعناية بهذه الحدائق وصيانتها يجسد أروع صور التكاتف الاجتماعي بين أهالي الحي ويضمن توجيه مجهودات البلدية وطاقاتها إلى المشروعات التنموية وباتجاه تحسين وتطوير مستوى الخدمة المقدمة للمواطن. أما الصورة الثانية من صور تفعيل دور المواطن في التنمية هي إشراكة في الرقابة على مستوى أداء البلدية وإبداء الملاحظات عليها والتعاون معها في منع المخالفات والإبلاغ عنها.. ويكون ذلك من خلال فتح قنوات فعلية للتواصل والأهم من ذلك هو التعاطي بجدية من قبل البلدية مع مايرد من خلالها وإشعار المواطن بما تم حيالها بكل شفافية ووضوح، ليصبح المواطن رقيباً بحسه الوطني. فيما تتمثل الصورة الثالثة في إشراك المواطن في هم البلدية للتعاون معها في تسهيل تقديم الخدمة له المواطن يزرع والبلدية تصون، البلدية تؤمن المواد والمواطن يرصف وهكذا.. ومتى ما تحققتا الصورة الأولى والثانية فإن الثالثة ستتحقق تلقائياً إذ أن مساهمة المواطن في عمل البلدية وتفعيل دوره في التنمية هو إشراك له في هموم البلدية. ورغم أن الواقع يحكي عن نماذج رائعة من نماذج مشاركة أبناء عنيزة في التنمية إلا أن الأمل يحدو البلدية أن تأتي المشاركة من كل مواطن تصله خدماتها.. وآخر تلك الأمثلة ماتعيش المحافظة نشوة نجاحه وهو مشروع تنظيم ميدان الساعة فتعاون أسرتي السليم والمصيريعي في تمكين المشروع من الاقتطاع من أراضيهم ليشكل أروع الصور للمساهمة في التنمية يتضح ذلك من خلال النتائج الإيجابية التي تحققت وأهمها إيجاد حل لمشكلةعنيزة الأزلية مع مجسم الساعة وزرع نواة لمشروع ضخم يربط بين شارع السفير الشبيلي وطريق المدينة وبالإضافة إلى ذلك كله فقد أوجد لنا هذا المشروع ميداناً نموذجياً في كل شيء.. في روعة التصميم، ودقة التنفيذ، وفي وسائل السلامة المرورية، مساحات رحبة وأرصفة من بلاط ملون متداخل ومسطحات خضراء وإشارات بمواصفات تقنية عالية. فضلاً عن أن هذا المشروع سيكون نواة لعملية تجميل طريق الملك عبدالعزيز بنفس المستوى والمواصفات ولن يقبل المواطن بأقل من هذا المستوى والمواصفات. وبعد كل هذا.. ألا يحق لبلدية عنيزة أن تتفاءل بنجاح خطتها لتفعيل دور المواطن في التنمية؟