كل يوم تقريبا تطالعنا الصحافة العالمية باخبار مختلفة عن عالم القرصنة والهكرز (الانترنت والاتصالات) تفتح ملف هذا العالم العجيب تبحث عن جذوره ابطاله جرائمه المختلفة والجديد في طرقه ووسائله غير المشروعة و سوف ننشرها بمشيئة الله على عدة حلقات .. الجذور تاريخ وجذور الهكرز والقرصنة في العالم تاريخ قديم فالقراصنة كما هو معروف كانوا ينتمون في القرون الوسطى الى ممالك في شمالي اوربا واسبانيا والبرتغال وفي اعالي البحار حتى المحيط الهندي وبحر الصين كما كان يطلق عليه تجوب مياهه سفن القراصنة الذين كانوا يمارسون القرصنة والخطف والقتل في سبيل الحصول على ماتحمله السفن التجارية او الخاصة من ممتلكات وخيرات او حتى اشخاص .. المهم أن هؤلاء يمارسون اعمال القرصنة بحرية نتيجة لماكانوا يمتازون به من قوة وتحدٍ ووحشية اضافة الى تشكيلهم لعصابات شبه رسمية في ذلك الوقت .. نتيجة لغياب الانظمة الدولية وانتشار الجهل وضعف بعض الممالك التي لاتستطيع حماية سفنها ومن ينتمي اليها بل أن بعض الدول الاوربية او الممالك الصغيرة كانت تخضع لحماية (الفايكنج) قراصنة اوربا .. ومن هنا اطلق اسم القرصنة على لصوص الكمبيوتر والانترنت وكل ماله علاقة بعمليات الهكرز لانها عمليات غير قانونية ولاتخضع لنظام ..ومع بداية الخدمات الهاتفية في امريكا واوربا انتشرت ظاهرة سرقة خطوط الهاتف والتي تعتبر البداية الفعلية لعمليات الهكرز في العالم والقرصنة الحديثة وتنامت هذه العمليات مع تطور الخدمات الهاتفية وصولا الى عام 1960م حيث سجلت رسميا في الولاياتالمتحدةالامريكية حالات هكرز وقرصنة على اجهزة الكمبيوتر ..حيث دخل قراصنة الكمبيوتر على الحاسبات الكبرى لبعض الجامعات ومختبرات ام أي تي .. سرقة الخطوط واوائل السبعينات انتشرت عدة طرق لسرقة الخطوط الهاتفية بطرق ذكية حيث كان لصوص المكالمات يمارسون الاتصالات والخدمات الهاتفية لتسجل مكالماتهم على هواتف الغير . بل ان بعضهم لم يمارس هذا الاسلوب لوحده فقط بل عمل تشكيلا مع مجموعة من لصوص الكمبيوتر لتمرير المكالمات المجانية بينهم وبين بعض اضافة الى امكانية الاتصال المجاني بعيدا عن تسجيل مكالماتهم الداخلية والدولية .. وفي اوائل الثمانينات بدأت فعليا ظاهرة لصوص الكمبيوتر تأخذ طريقها للانتشار بين هواة الكمبيوتر والذين هم على قدر كبير من الفهم والعلم والمعرفة بخبايا واسرار الحاسبات وبصورة دقيقة حيث سجل مكتب التحقيقات الفيدرالي 60 حالة اقتحام حاسوبي .. ولم يترك الهكرز موقعا الا وحاولوا التسلل اليه .. حتى اجهزة الحاسب الحكومي والشركات الكبرى .. وشكلت مجموعات لصوص الكمبيوتر ازعاجا كبيرا لمختلف القطاعات الحكومية والاهلية وما هو معاش في امريكا باتت اوربا تعاني منه فلقد سجلت حالات عديدة (هاكرز) في المانيا وفرنسا وبريطانيا .. حسابات العملاء وأواخر الثمانينات شاع سوء استخدام الكمبيوتر بين القراصنة الجدد وسجلت أعمالهم مجالات عديدة .. حيث اقتحم بعضهم حسابات العملاء في البنوك .. وملفات الامن .. والحكومة الفيدرالية ..بل أن بعضهم كان يرسل خطابات مهددا باقتحام كمبيوترات الشركات وتحطيمها أن لم تخضع هذه الشركات لمطالبه أو رغباته المختلفة .. وعلى ضوء ذلك شكلت الحكومة الامريكية فريق طوارىء تابعاً لوزارة الدفاع مهمته التحرى عن الحجم المتزايد لهجمات الهاكرز على شبكات الحاسوب في كل مكان ورصد ها واكتشاف من يقف خلفها من عناصر (عصابات) او افراد .. بل أن الحكومةقامت باصدارالعديد من القوانين القوية التي تحد من ظاهرة القرصنة الحاسوبية وخلال هذه الفترة تم رصد قرصان كمبيوتر (كيفن) وتمت ادانته لاتلافه العديد من الحاسبات اضافة الى سرقته برامج وحكم عليه بالسجن عام مع تقديم خدمات عامة .. وخلال عقد الثمانينات تم تسجيل الآلاف من الحالات .. ليتنامى الوضع يوما بعد يوم ولتنتشر عصابات الهكرز والقرصنة خلال العقد الماضي بصورة لامثيل لها مع انتشار الخدمات الانترنتية في مختلف دول العالم وبصورة سريعة ومدهشة .. خسائر بالمليارات مؤخرا نشر في احد المواقع الاعلامية عن اتحاد منتجي البرامج التجارية إن حجم الخسارة التي تتكبدها شركات برامج الكمبيوتر في الشرق الاوسط وشمالي افريقيا بسبب السرقات ارتفع هذا العام رغم أن بعض الدول عززت جهود كبح هذه التجارة غير القانونية، وزادت الخسائر الناجمة عن نسخ برامج الكمبيوتر بشكل غير قانوني الى 1,2 مليار دولار في 2004 من مليار دولار في 2003 رغم انخفاض حجم النسخ المقلدة بالنسبة لمبيعات البرامج الكلية، وسجلت الامارات اقل نسبة قرصنة وبلغت 34٪ بينما بلغت النسبة 68٪ في الكويت و64٪ في سلطنة عمان. قطاعات الاسواق كذلك نشر تقرير لشركة البرمجيات BSA يشيرالى أنه في العام الماضي تناقصت النسبة العالمية لقرصنة برامج اجهزة الكمبيوتر الشخصي PC بمقدار نقطة مئوية واحدة. حدث هذا الامر على الرغم من تدفق المستخدمين الجدد لاجهزة الكمبيوتر من قطاعات الاسواق ذات نسب القرصنة المرتفعة -المستهلكون والاعمال الصغيرة- وكذلك زيادة توافر برامج الكمبيوتر غير المرخصة عبر طريقة الند للند P2P لمشاركة الملفات.ولسوء الحظ فإن قيمة البرامج غير الشرعية قد ازدادت نتيجة الحقيقة القائلة ان صناعة البرمجيات العالمية زادت بمقدار 6٪، كما ان سعر الدولار قد انخفض بمقدار 6٪ امام العملات العالمية الاخرى.خلال عام 2004 انفق العالم اكثر من 59 بليون دولار لشراء حزم تجارة من برامج الكمبيوتر. ورغم ذلك فإن البرامج المثبتة بالفعل على الاجهزة عالميا تتجاوز قيمتها 90 بليون دولار. ولكل ما قيمته دولاران من البرامج المشتراة بشكل شرعي فإن هناك ما قيمته دولار واحد يضيع عبر الطرق غير الشرعية. نتائج مذهلة هذه هي النتائج النهائية لدراسة اتحاد منتجي البرامج التجارية BSA لاتجاهات قرصنة البرامج عالميا هذا العام، وهي الدراسة التي قامت بها مؤسسة IDC العالمية الرائدة والمتخصصة في ابحاث وتنبؤات السوق العالمية في مجال تكنولوجيا المعلومات. ولانجاز هذه الدراسة، استخدمت IDC بيانات احصائية دولية لشحنات اجهزة الكمبيوتر والبرامج، وأجرت اكثر من 7000 مقابلة في 23 دولة مختلفة لتأكيد اتجاهات القرصنة الدولية (بالاضافة الى 5600 استطلاع تم اجراؤها في 15 دولة العالم الماضي)، كما وظفت محللي المؤسسة في اكثر من 50 دولة لمراجعة ظروف الاسواق المحلية مع تغطية مستمرة لاسواق الاجهزة وبرامج الكمبيوتر في اكثر من 65 بلدا، ومع عمل 60٪ من اجمالي قوة المحللين بالمؤسسة خارج الولاياتالمتحدة استطاعت IDC تقديم قاعدة معلومات عميقة وواسعة من خلالها تم حساب نسب القرصنة لعام 2004 م نتائج الدراسة اكدت ان قرصنة برامج الكمبيوتر ما زالت مستمرة في كونها تحديا ضخما. وعلى الرغم من ان نسب القرصنة تراجعت في 37 دولة فإنها تزايدت في 34 دولة اخرى. وفي اكثر من نصف البلدان التي اجريت الدراسة بها فإن نسب القرصنة تجاوزت 60٪، وفي 24 دولة تجاوزت نسب القرصنة 75٪. وكانت نسبة الثلث فقط من الدول التي اجريت بها الدراسة ذات نسب قرصنة مختلفة ..