بدأت أعداد النازحين الفلسطينيين الوافدين من سورية الى لبنان، تثير القلق في بعض الدوائر السياسية وخصوصا لجهة تزايد الأعداد بشكل كبير، علما بأن المخيمات الفلسطينية بقيت بمنأى عن الحوادث الدائرة في سورية حتى تموز/يوليو الفائت. ويشير تقرير أصدرته حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في بيروت الى أنه "حين بدأ الزج بالفلسطينيين في أتون الحوادث السورية منذ شهر تموز الفائت تجاوز عدد الشهداء ال 814 شهيدا". وبحسب إحصاءات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فإن عدد الفلسطينيين الوافدين الى لبنان قبل حوادث مخيم اليرموك بلغ 9500 شخص، وأدت حوادث المخيم المذكور إلى تهجير 3500 شخص، فأصبح مجموعهم 13 ألفاً. وحسب معدل أفراد العائلة يصبح عدد العائلات 3275 عائلة. وأوضح تقرير لمؤسسات حقوقية فلسطينية حول الواقع الإنساني للمخيمات التي "تستضيف" عائلات جديدة أن عائلات النازحين تتكدس في منازل صغيرة لا تتجاوز مساحتها ال 60 متراً في غرف صغيرة غير صحية لا تدخلها أشعة الشمس ويصل عدد القاطنين في الغرفة الواحدة أحيانا الى 23 شخصاً. وثمة مخاطر صحية تحدق بالسكان اللاجئين إما لجهة الظروف السكنية غير الصحية، وإما لجهة عدم شمولهم بالرعاية الصحية الكاملة التي تقدمها الأونروا للاجئين الفلسطينيين المسجلين. ويشير تقرير "حماس" الى أن "الجهات السياسية اللبنانية تباينت مواقفها، وكان موقف "التيار الوطني الحر" ( التابع للنائب العماد ميشال عون) أكثر المواقف عنصرية تجاه النازحين الفلسطينيين من سورية. غير أن الموقف الرسمي للحكومة والرئاسة والأمن العام اللبناني فتح باب الدخول إلى لبنان والإقامة فيه من دون عقبات قانونية، وعدم التعرض للاجئين من سورية بأي إجراءات قانونية أو رسمية، وأن يجري تجديد إقاماتهم جماعياً بشكل تلقائي كل شهر، وذلك لحين انتهاء الأزمة السورية. إلا أن الدولة اللبنانية لم تتعرف على حاجات النازحين الفلسطينيين من سورية معللة ذلك بالاتفاق مع وكالة "الأونروا" لتولّي أمرهم".