جاء في تصريح للصحافة المحلية خبر عن وصول عدد من الأجهزة إلى جامعة الملك عبدالعزيز تخص قسم علم النفس، أبرزها جهاز البوليغراف (كشف الكذب)، وهو الجهاز الأول من نوعه في السعودية. إن استيراد هذه الأجهزة جاء للحاجة الملحة لإنشاء معامل علم النفس في كلية التربية. وجهاز البوليغراف هذا يهتم بقياس معدل ضربات القلب والنبض، وقياس معدل التنفس وحركة القفص الصدري والحجاب الحاجز، ومدى تأثيره في التنفس والرئتين، وقياس الاستجابات الحركية الكهربائية الجلدية، وتقدير معدلات التوتر، وإفراز العرق لدى الفرد، وتقدير التغيرات في وظائف الجسم الأخرى، ورصد التغيرات في سرعة التوازن النفسي، ورصد التغيرات في التوازن الفسيولوجي الداخلي، وتقدير النشاط الكهربائي للمخ. وفي دول غربية تعتمد على قراءاته على حد ما في التقصي والاستجواب. وإذا سلمنا بالتقدم العلمي؛ ففي السنين القادمة ربما وصلت المعرفة إلى إنتاج يرصد ذبذبات الصوت ليؤشر بعدم صدقية ما يقوله المتحدث أمام المايكروفون. خصوصا عند وعود السياسيين. فإذا تحدث عن استماتته في تحقيق إنجاز حديقة في الحيّ سعتها كذا متر مربع، وهو يعلم علم اليقين أن لا أحد سوف يذهب لقياسها..!، وانه بذل جهدا لا يُضاهى في زرع 180 شجرة من أندر الأنواع، وهو يعلم أيضا أن لا أحد سوف يبادر إلى عدّها شجرة شجرة، فإن الجهاز سيقيس اختلاجة نفسية أو تشنّجا أو رعشة في صوت المتحدّث، وتقطّعا أو ارتجاجا أو "نحنحة" تجعل المايكروفون يقفل ذاته. وكأنه يقول له "كذاب وستين كذاب"، لكن بطريقة مؤدبة. وسيفهم المتلقون أن الخطيب أو المتحدث يستغفلهم لا محالة أو "عينك عينك!". الشركة التي ستأخذ حق التصنيع ستجد من يلح على التوريد إلينا في الشرق. لأن الحديث العلني أمام جمهور مرغوب أكثر من أيّ شيء آخر. وأكثر السياسيين متيمون بالكذب على الناس، أو بإعطاء تصريحات لا رأس لها ولا قدم. هذا ال "مايك" سيكون الشبح المخيف أو البعبع لمن يكذب كثيرا على الناس.