حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ صلاح البدير - في خطبة الجمعة أمس- من المتملقين المجاملين ممن صنيعهم الغش والخداع،داعيا إلى قبول النصيحة من المشفقين الأمناء الناصحين، فقبول النصيحة دليل الرشد،والرجوع إلى الحق فضيلة، ومن عرف الحق وجب عليه الخضوع له والرجوع إليه، وقبول الحق لا يحط من رتبة المنصوح ولا يغض من مكانته ورياسته، بل يوجب له حسن الذكر. وقال فضيلته: لماذا تميل النفوس إلى من يتملق ويجامل وصنيعه الغش والخداع وتفر من الناصح المشفق وقد صدر من رحمة وإحسان وغيرة على المنصوح فطوبى لمن قبل النصيحة، ويقض القلب فهم العقل يعظ الموعظة، ومن الطوام العظام أن يذكر المنصوح بدليل من كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فيصر على باطله ويدفع الدليل بالمجادلة والمراوغة والتأويل الفاسد، فاخضعوا للحق واقبلوا نصح الأمين. وأضاف: راجح العقل كامل النهى إذا وقع فيما يشينه فوعظ وزجر أقصر وانتهى وارتدع وانثنى وأسرع إلى الإجابة وأظهر التوبة والإنابة، والمستولغ لا يراعي ذما ولا عارا، ولا يخاف لوما ولا عذلا، لا يردعه توبيخ ولا تأنيب، ولا ينفعه تعنيف، لا يصغي لناصح، ولا يلتفت إلى موعظة، تراه في غيه مصرا وفي ضلالته مستمرا، وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم، أخذته الحمية والغضب ولم يقابل النصيحة إلا بالصدود والتعامي والتعالي، ورد النصيحة واحتقار الناصح دأب السفهاء والمتكبرين وصفة الفجار والمنافقين قال تعالى:" وإذا ذكروا لا يذكرون ". قال: الوالدان أعظم النصحة شفقة وأشدهم غيرة وأقربهم رحمة وحبا وودا وأكثرهم للنصيحة بذلا ولا أشقى من ولد يصم أذنيه عن نصيحة والديه ويسلم نفسه لأصحاب السوء وأهل الفجور يقودونه لكل رذيلة ويوقعونه في كل هاوية ولا يفعل ذلك غلا عاق مرذول أو فاجر مخذول، ولا أسعد من ولد أصغى لإرشاد والديه وأسرع لإنفاذ أمرهما، فابذلوا النصيحة واقبلوها فلا سعادة إلا في بذلها ،ولا فوز إلا في قبولها، فعن أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" الدين النصيحة " قلنا: لمن قال:" لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم".