أرسى صندوق الاستثمارات العامة مهام استشاري إدارة مشروع الجسر البري الذي يربط العاصمة الرياض بمحافظة جدة على شركة فلور المحدودة لتقوم بمراجعة التصاميم الهندسية ووضع استراتيجيات التنفيذ، إضافة إلى متابعة مقاولي الإنشاءات والإشراف على التشغيل المبدئي للخط عند اكتماله ضمن عقد بلغت قيمته 270 مليون ريال، ينفذ على مدى 84 شهراً ويغطي الإشراف على مراحل التصاميم الهندسية وعقود التنفيذ و فترة التشغيل المبدئي. وقال صندوق الاستثمارات العامة في بيان أمس إن ترسية مهام استشاري إدارة مشروع الجسر البري جاء في إطار توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بضرورة المسارعة لاستكمال مشاريع البنى التحتية للخطوط الحديدية بالمملكة بعد اعتماد إنشاء خط حديدي يربط غرب المملكة على ساحل البحر الأحمر بشرقها على ساحل الخليج العربي بتمويل البنية التحتية له من قبل صندوق الاستثمارات العامة تمويل وتشكيل فريق عمل مكون من وزارة النقل ووزارة المالية والمؤسسة العامة للخطوط الحديدية والصندوق، مشيراً إلى أن الفريق قام بتكليف الشركة السعودية للخطوط الحديدية "سار" للقيام بالإدارة والإشراف على تنفيذ المشروع بنفس الطريقة التي ينفذ بها مشروع قطار الشمال. وأوضح رئيس مجلس إدارة شركة سار منصور بن صالح الميمان أن الشركة وبعد استكمال مرحلة التأهيل المبدئي لاستشاريي إدارة المشروع قامت بطرح المنافسة بين خمس شركات عالمية أظهرت نتائج تقييم العروض الفنية والمالية عن فوز العرض الذي تقدمت به شركة فلور التي تعمل بالتعاون مع مجموعة بارسونز برينكرهوف بمراجعة التصاميم الهندسية، لافتا النظر إلى أن الخط سينطلق من ميناء جدة الإسلامي ومحطة جدة للركاب التابعة لقطار الحرمين ليرتبط بخط الرياض/ الدمام الحالي بما يتيح الوصول للميناء الجاف ومحطة ركاب الرياض وينتهي بمحطة الركاب وميناء الملك عبدالعزيز بالدمام. ونوه الميمان بضخامة المشروع الذي سيكون مزدوجاً بطول 958 كيلومترا تقريباً ويمر عبر مناطق تختلف في طبيعتها الجغرافية بما يلزم استخدام تقنيات متعددة لبناء سكة الحديد إضافة إلى إنشاء مجموعة من الأنفاق عبر جبال السروات وجسور متعددة لتفادي التقاطع مع الطرق والأودية وعبارات مياه الأمطار ومعابر مرور الجمال إضافة إلى تثبيت سياج حماية لحرم الخط الحديدي، مؤكداً أن الشركة ستعمل مع الاستشاري بشكل مكثف لجدولة كل الأعمال الإنشائية وإنجازها وفق أعلى درجات الجودة والكفاءة خلال جداول زمنية سيتم تحديدها مع الاستشاري. وأكد رئيس مجلس إدارة شركة سار أن الاستشاري سيبدأ عمله مباشرة وستتضمن مهامه مراجعة واعتماد أعمال التصاميم التي سيتم ترسية عقدها قريباً إضافة إلى وضع أطر تأهيل اعتماد مقاولي الإنشاءات و دراسة آلية التنفيذ من خلال تقسيم المشروع إلى مناطق عمل بغرض تسريع عجلة الإنجاز، كما تشمل مهام الاستشاري متابعة ومراقبة أعمال الإنشاءات للمقاولين ومطابقتها للمواصفات العالمية المعتمدة للخطوط الحديدية إضافة إلى ملائمتها للطبيعة المناخية والجغرافية للمملكة والتأكد من سير العمل بالشكل الذي يضمن مواكبة الجدول الزمني لكل مرحلة. وأشار الميمان إلى أن المشروع يشكل أحد أهم مشاريع قطاع النقل بالمملكة لما له من أهمية بالغة في ربط شرق المملكة بغربها وتوفير خدمات واسعة لنقل الركاب والبضائع إضافة إلى تمكين المملكة من تفعيل دور موقعها الاستراتيجي على مستوى الشرق الأوسط وزيادة الاستفادة التجارية من موانئها على البحر الأحمر والخليج العربي بما يدعم الاقتصاد الوطني لتكون المملكة من خلال المشروع همزة وصل بين كل من البضائع القادمة من أوروبا وأمريكا ومختلف الأسواق في دول الخليج العربي وبضائع ومنتجات دول الشرق الآسيوي ومختلف الأسواق في دول الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا. وسيلعب المشروع دوراً فاعلاً في تقليص المدة الزمنية لنقل البضائع عبر الخط الحديدي إلى مدة تتراوح بين يومين إلى ثلاثة أيام مقارنة بالنقل البحري الكامل عبر البحر الأحمر وبحر العرب والخليج العربي الذي تتراوح مدته بين 7 و10 أيام إضافة إلى خفض التكاليف العالية المترتبة على التأمين. يذكر أن شركة سار التي تعود ملكيتها لصندوق الاستثمارات العامة "الذراع الاستثماري لوزارة المالية" تنجز حالياً إنشاء مشروع قطار الشمال بطول 2750 كيلومترا الذي يمر عبر 6 محطات للركاب و9 محطات للبضائع في كل من الرياض والمجمعة والقصيم وحائل والجوف وصولاً إلى القريات إضافة إلى خط المعادن الذي نجحت في تشغيله خلال مايو 2011 وتقترب الكمية التي نقلتها حالياً من الفوسفات الخام من مناجم حزم الجلاميد في منطقة الحدود الشمالية إلى مجمعات الصناعات التحويلية التابعة لشركة معادن في ميناء رأس الخير على الخليج العربي من حاجز المليوني طن عبر خط يبلغ طوله 1392 كيلومترا.