قام باحث بنشر بحثين في بداية عام 2012م في تقنية الخلايا الجذعية، كلا البحثين تعرض لمسار التحكيم المتبع في الدورية التي نشر فيها. في نوفمبر قامت الدورية العلمية بنشر توضيح ذكرت فيه أن الباحثين غير متأكدين من صحة النتائج، كما أن البحث لم يتلق أي رخصة علمية من مجلس الأبحاث، بالإضافة إلى أن الباحث الرئيسي ليس له أي علاقة بجامعة هارفارد أو مستشفى ماساتشوستس العام اللذين ذكرهما كمكان ينتسب له، لذلك طلبوا من المجلة بأثر رجعي سحب البحثين المنشورين. هذا الباحث كان يدّعي أن له منصباً في جامعة هارفارد، ما جعل الجامعة تنكر ذلك وتوضح أنه كان في زيارة تدريبية لأحد مستشفياتها التعليمية وعرض عليه المشاركة في نشاطات أكاديمية لكنه لم يشارك وبالتالي فإن ادعاءه بأنه ينتسب لهذه الجامعة غير صحيح. كما أنه ادعى أنه استخدم تقنية الخلايا الجذعية ضمن دراسات سريرية على مرضى في نفس المستشفى، وهذا أيضا غير صحيح. هذه ليست أول ولا آخر حكاية تتعلق بمصداقية الأبحاث المنشورة، لكن النظام الرقابي العلمي الصارم يساهم إلى حد كبير في كشفها والحد منها. وهذه الفضائح تؤدي لإيقاف أي نشاط بحثي أو علمي لفاعلها، وتقضي على مستقبله المهني كما حدث لهذا الباحث الذي خرج في مؤتمر صحفي معترفاً بتزوير بعض النتائج وأن مستقبله العلمي قد انتهى حيث تم فصله من عمله في جامعته المحلية في بلده الأصلي. مثل هذه الفضيحة عرضت كل أبحاثه المنشورة سابقا للتدقيق والتمحيص والمساءلة كما أن كثيرا من الذين تعاونوا معه في أبحاثه حرصوا على حماية مصداقيتهم العلمية بتوضيح دورهم في أبحاثه ونفوا علاقتهم بتزوير النتائج أو الادعاءات العلمية غير الصحيحة. هذا مجرد مثال على المنافسة العلمية حين تحيد بالشخص عن الطريق السليم، وكيف يمكن للإنسان أن يقع تحت الضغط الوظيفي ليقوم بخطأ يجعله يخسر مستقبله بأكمله. كنت أطالع مجموعة من السير الذاتية لمتقدمين لوظيفة، ومن قراءتك للسيرة الذاتية يمكنك أن تجد كثيرا من عبارات التفخيم الذاتي وهذه العبارات يمكن بسهولة التحقق من مصداقيتها، فمثلا زيارة لمعمل مشهور في أمريكا أو أوروبا لا يعني أنك متعاون بشكل دائم معه، ولا يعني أنك من منسوبيه، تدربك في أحد الأقسام في جامعة غربية لا يعني أنك محاضر فيه، شربك القهوة في كافتيريا مستشفى غربي مشهور لا يعني أنك أحد منسوبيه، ولا يعني أنهم عرضوا عليك وظيفة ورفضتها.. كل هذه معلومات يمكن بسهولة التأكد منها، لذلك من الأفضل أن لا تجعل من نفسك بالونة يسهل القضاء عليها بدبوس ولا تمارس الادعاء وفي نفس الوقت لا تقلل من قدر نفسك..