بمناسبة حلول رأس سنة 2013 الميلادية، يشرفني أن أتقدم بأصدق التهاني وأطيب التمنيات إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد وزير الدفاع والشعب السعودي الصديق. عند استعراضنا لإنجازات وأحداث عام 2012، نجد أنه بفضل القيادة الحكيمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، تنعم المملكة بالازدهار الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي ويعيش شعبها في السعادة والطمأنينة، وساهمت المملكة مساهمات هامة في ضمان إمدادات الطاقة العالمية ودفع التنمية والبناء الإقليمية. وشهدت الصين تقدم المجتمع وتطور الاقتصاد بشكل مستمر ومستقر وسليم، وانعقد المؤتمر الوطني ال18 للحزب الشيوعي الصيني الذي من خلاله تم انتخاب المجموعة القيادية الجديدة للحزب، ورسم طموح وعظيم لمسيرة التنمية الصينية للسنوات العشر القادمة. وشهدت علاقات الصداقة الاستراتيجية بين الصين والمملكة تطورا ثابتا، حيث تتكثف الزيارات المتابدلة الرفيعة المستوى والتبادلات الودية في مختلف المجالات بين البلدين يوما بعد آخر، وتتعمق الصداقة والتعارف بين شعبيهما باستمرار. وفي الفترة بين شهر 1-10 من سنة 2012م، بلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين 60.8 مليار دولار أمريكي، بزيادة 16.8% بالمقارنة من نفس الفترة في سنة 2011م، واصبحت الصين أكبر شريك تجاري للمملكة وثالث أكبر سوق لنفط المملكة. وتبقى المملكة أكبر شريك تجاري للصين في منطقتي غرب آسيا وإفريقيا لأكثر من 10 سنوات ماضية متتالية وأكبر دولة مصدرة للنفط إلى الصين. والعلاقات الصينية- السعودية تتميز بالقوة الحيوية ورحاب المستقبل. وتطلعا إلى عام 2013، فتحدوني الثقة بأنه بفضل الجهود المشتركة من بلدينا حكومة وشعبا، سيحافظان البلدان على حيوية التنمية القوية الكفيلة لتحقيق إنجازات جديدة، وسيتطور التعاون الاستراتيجي بين الصين والمملكة إلى مستوى أعلى ومجالات أوسع، وستتوطد الثقة الاستراتيجية المتبادلة بين البلدين على نحو أكثر نضجا، وستزدان مزايا المنفعة المتبادلة اقتصاديا بينهما مما يوفر لشعبينا مزيدا من الخير. وفي شهر فبراير عام 2013م، ستكون الصين الدولة الضيف على الدورة ال28 لمهرجان الجنادرية للتراث والثقافة، حيث تعرض الصين الثقافة الصينية وآخر المكتسبات في النمو الاقتصادي والابتكار العلمي، إضافة إلى ثمرات ونتائج التبادل بين الحضارتين الصينية والعربية، الأمر الذي سوف يفتح نافذة أمام الشعب السعودي للمعرفة الشاملة عن الصين. وأنا أذكر أن الفعاليات والعروض الثقافية المميزة التى قدمتها المملكة أثناء دورة الالعاب الاولمبية ببكين عام 2008 لقيت الأصداء البعيدة في الصين، وخاصة وفي خلال معرض أكسبو شانغهاي عام 2010م، كان الزوّار الصينيون ينتظرون في الطوابير لمدة 7-8 ساعات في سبيل زيارة روعة الجناح السعودي. ونحن نتطلع ونرحب بزيارة أصدقائنا السعوديين الى الجناح الصيني في مهرجان الجنادرية لاكتشاف الصين الصديقة والحقيقية. إن قلوب الشعبين الصيني والسعودي قريبة رغم بعد المسافة الجغرافية بينهما. ونحن لن ننسى أن الصين أول دولة أجنبية زارها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بعد اعتلاء العرش، كما زار رئيس الصين هو جينتاو المملكة مرتين في غضون ثلاث سنوات. وإن تعزيز التعاون الودي بين الصين والمملكة على أسس الاحترام المتبادل والمساواة والمنفعة المشتركة منبعث من حكمة قيادة البلدين وخدمة للمصالح الأساسية لشعبينا. فنحن على كامل الاستعداد لبذل الجهود المشتركة مع المملكة، لتتوارث أجيالنا القادمة عرى الصداقة والمودة الصينية- السعودية وتنعم من خلالها بالخير. * سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة