عشرون شهراً مرت على افتتاح مستشفى «محافظة مرات»، كانت المرحلة الأولى للتشغيل افتتاح الطوارئ والإسعاف والعيادات الخارجية، حيث استبشر المواطنون بهذه الخطوة المباركة من قبل المسؤولين في وزارة الصحة، مع تلقيهم الوعود باستكمال التشغيل لباقي مرافق المستشفى في القريب العاجل، كأقسام العمليات والتنويم والولادة والأطفال والعناية المركزة والبقية، إلاّ أن الحال بقي كما هو ولم يتغيّر شيء!. ولا تتعدى خدمات المستشفى -بوضعه الحالي- خدمات مركز صحي مطور فقط!، حيث تشتكي العيادات الخارجية من نقص واضح في عدد من التخصصات المهمة، كتخصصات العيون والجلدية والنساء والولادة، كذلك الوضع بالنسبة إلى المختبر الذي يعاني نقصاً في الكوادر، بل ليس هناك تحليل لعدد من الأمراض والفيروسات، أما قسم التنويم فإنه مغلق رغم تجهيزه!. واستبشر المواطنون خيراً بتعيين الأستاذ «راشد بن ابراهيم المغامس» مديراً جديداً للمستشفى منذ ثمانية أشهر، الذي بذل جهوداً كبيرة من أجل الرقي بالخدمات، ولازال المواطنون ينتظرون منه المزيد من أجل سرعة تشغيل المستشفى كاملاً. نواقص وكوادر واهتمت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد -نزاهة- بوضع مستشفى «محافظة مرات» وقالت في موقعها الرسمي: «إن الهيئة تابعت ما نشر في إحدى الصحف المحلية حول نقص الخدمات والكوادر الصحية في مستشفى مرات، وكلّفت الهيئة أحد منسوبيها للوقوف على وضع المستشفى والتحقق من حالته، وتبين لها حاجة المستشفى إلى كوادر طبية وفنية تتمثل في طبيب لعمليات الولادة وطبيب عيون وطبيبة نساء، مع أخصائي مسالك بولية وأخصائي تخدير، كذلك حاجته لبعض الأجهزة الطبية، وهي جهاز قياس الصفراء عبر الجلد للأطفال، وجهاز التنفس الصناعي للأطفال، وجهاز عوامل التجلط، إلى جانب جهاز تحليل الالتهاب الكبدي -التيفوئيد-، وجهاز منظار حنجرة للأطفال وحديثي الولادة»، وقد طلبت الهيئة من وزارة الصحة توفير الكوادر الطبية وتأمين الأجهزة الطبية للمستشفى، ليتمكن من أداء واجباته تجاه خدمة المواطنين على أكمل وجه، وقد مضى على تلك الزيارة أكثر من ستة أشهر ولم يتم تحقيق ما ذُكر!. المستشفى يُقدم خدمات مركز صحي مطور فقط وأمام هذا الحال تلقت «الرياض» عديدا من اتصالات المواطنين التي تناشد وبسرعة معالجة الوضع الحالي للمستشفى، والعمل على تشغيله، وكذلك سد العجز الواضح في أقسامه المتعددة من قبل المسؤولين في وزارة الصحة. سد العجز وقال المواطن «عبدالعزيز بن سليمان الموسى»: إنه على الرغم من افتتاح المستشفى وفرحة المواطنين بذلك، إلاّ أنه يفتقر إلى أبسط الأشياء التي يحتاجها المواطنون مثل الكشف على العمالة الجديدة وبعض التحاليل البسيطة مثل فيتامين (د)، وكذلك تحاليل الفيروسات، مما يضطر المواطنين إلى التوجة لمستشفيات المحافظات الأخرى، مضيفاً يوجد نقص في بعض التخصصات في الكادر الطبي، مع وجود بدائية في أجهزة قسم الطورائ، مُشدداً على أهمية سرعة تدخل وزارة الصحة في معالجة هذا الوضع القائم، فمن غير المعقول أن يتم سير العمل في المستشفى بهذا الشكل، إذ لابد من التفاتة حقيقية تقضي على هذه المشكلة وذلك بسرعة سد العجز الناقص في القوة البشرية والكادر الطبي، مع تشغيل بقية أقسام المستشفى وعلى رأسها التنويم والعمليات وقسم الولادة والعناية المركزة، حينها فقط يمكن أن نطلق على هذه المنشأة مسمى مستشفى بدلاً من الوضع الحالي الذي لا يتعدى خدمات مركز صحي مطور!. تشغيل بدائي وتحدث الأستاذ «علي بن حمد الدعيج» -عضو لجنة أهالي محافظة مرات- قائلاً: لقد سعدنا وعمتنا الفرحة بافتتاح مستشفى محافظة مرات، لكن الفرحة لم تكتمل، فبعد ما يزيد من عقدين من الزمان ونحن ننتظر الافتتاح والتشغيل لهذا المستشفى، تفاجأنا بهذا التشغيل البدائي، وكذلك التجهيز، مضيفاً أن من حقهم أن ينعموا بخيرات حكومتنا الرشيدة، التي لم تأل جهداً في تقديم ما فيه راحة وسعادة وطمأنينة المواطن، لكننا لم نلمس ذلك؛ بسبب وعود وزارة الصحة، وقد سبق وأن قابلنا نحن الأهالي معالي وزير الصحة السابق «د.حمد المانع» وقدم لنا الوعود، لكنها ذهبت أدراج الرياح، لافتاً إلى أن قابلوا أخيراً «د.عبدالله الربيعة» -وزير الصحة الحالي- وأوضحوا له وضع المستشفى ووعدهم بأن هناك تغييرا للأفضل، لكن لم نر أي تغيير على أرض الواقع. وشدّد على أهمية النظر في موضوع المستشفى، وأن يكون مكتمل الخدمات أسوة بباقي محافظات مملكتنا الغالية، حتى يأخذ المواطن في هذه المحافظة حقه من الرعاية الصحية. خدمات إسعافية وتساءل المواطن «عبدالله بن محمد المجلي»: ما فائدة وجود المستشفى إذا كان لا يقدم خدمات حقيقية؟، مضيفاً ان الواضح للزائر أن الخدمات المقدمة اسعافية فقط، فلا يوجد تنويم، ولا عمليات، ولا تخصصات طبية لأخصائيين فعليين في العيادات الخارجية، بل ولا يوجد خدمات مختبر متكاملة، مبيناً أنه من الخطأ اطلاق كلمة مستشفى على ما هو موجود حالياً، إذ لا يرتقي لطموحات وحاجة المواطنين في المحافظة، مشيراً إلى أنه أصبح محطة تحويل إلى المستشفيات الأخرى، خاصةً في مباشرة الحالات الطارئة التي لا تحتمل التأخير كالحوادث لاقدر الله. تشغيل كامل وناشد «المجلي» باسم الأهالي جميعاً بالتفاتة من قبل المسؤولين في وزارة الصحة وعلى رأسهم «د.عبدالله الربيعة»، الذي عهدنا منه الاهتمام بكل ما يمس صحة المواطن، والنظر بعين الاعتبار إلى معاناتنا جميعاً كمواطنين في محافظة مرات، وذلك بالعمل وبشكل سريع في استكمال نواقص المستشفى الحالي، والتشغيل الكامل، مع طرح إنشاء مستشفى جديد بسعة (150) سريرا في القريب العاجل، على أن يكون من أولويات مشروعات الوزارة التي ستطرح في الميزانية الجديدة، مؤكداً على أن محافظة مرات تشهد نمواً وتوسعاً كبيرين في أعداد السكان والمساكن، وكذلك المشروعات الاقتصادية والتجارية. علي الدعيج عبدالعزيز الموسى عبدالله المجلي