بانتهاء مباراة الأمس بين الفتح والنصر 0/1 يكون قد تحدد طرفي المباراة الختامية لثاني أكبر البطولات المحلية كأس الملك للأبطال حيث تأهل الأهلي قبل ذلك بإخراجه الهلال بالفوز والتعادل ، الفريقان كانا جديران بالتأهل فالأول أخرج الشباب بطل الدوري بالفوز عليه ذهاباً وإياباً ثم أخرج الفتح الفريق المتطور والذي يلعب كرة سريعة حديثه ، أما الأهلي ثاني الدوري والذي كان يفصله عن التتويج في الدوري تسجيل هدف ليكسب الشباب في آخر محطات الدوري ولكن ذلك لم يحصل ، فقد أخرج الفيصلي في دور الثمانية بمجموع 1/8 للمباراتين ثم أجهز على الهلال في ملعبه بهدف قبل أن يتعادلا إيجابا 2/2 في جدة . لن أتحدث فنياً عن هذه المواجهة التي ستشرق شمس أحد طرفيها من جديد عندما يتوج بالكأس حيث يتعطش الفريقان للقب الكبير حتى وإن كان الأهلي حامل لقبها فهو يريد تأكيد موسمه الناجح بلقب ، فبعد حالة متشابهه من التوهان التاريخي ، بعد مرحلتي الستينات والسبعينات المميزة للأهلي والتي اكتسح بها الجميع بكأس الملك السابقة وكأس ولي العهد حتى سمي بقلعة الكؤوس ، ولم يرتقي عقد الثمانينات للأهلي حيث فاز فقط بدوري 1984 وأيضاً لقب خليجي زين خزائنه وثالث لكأس الملك ، ثم أتى عقد التسعينات الذي كشر بوجه الراقي حيث انتظر 14 عاماً حتى فاز بلقب كأس ولي العهد على الفريق العاصمي الرياض ، ومع مطلع الألفية نجد أن الأهلي قد ذاق شيئاً من عبق الماضي حيث فاز بعدة ألقاب أهمها ولي العهد 2002 ولقب خليجي وآخر عربي وثنائية كأس ولي العهد وكأس فيصل 2007 ، ويطمح الأهلي للفوز وحرمان منافسه من المشاركة في النسخة القادمة لدوري أبطال آسيا ويملك لذلك دويتو هجومي ناري ممثلاً بالحوسني وسيموس مع العقل المفكر للفريق كماتشو وأيضاً تيسير الجاسم الذي يقدم أداء جميلا في جميع المسابقات . أما العالمي كما يحلو لعشاقه تسميته فقد بدأ بشي من لمعان زمنه الجميل عندما اكتسح الشباب مرتين ، من يتذكر جيل الثمانينات الميلادية والتسعينات حيث كان النصر طرفاً ثابتاً في منصات التتويج ويتفق النصر والأهلي بأنهما أكثر فريقين حلا وصيفين في المسابقات السعودية منذ نشأتها وابتسم عقد التسعينات للنصر كثيراً مع وجود الأسطورة ماجد وزميله محيسن والموسيقار الهريفي والخلوق صالح المطلق ، وعرف الأصفر تلك الفترة الألقاب الخارجية كأس الخليج مرتين متتاليتين وأيضاً لقبان آسيويان جعلاه ممثلاً للقارة الصفراء في مونديال البرازيل 2000 للأندية بمعية نادي القرن العالمي والأوروبي ريال مدريد ولا ننسى مانشستر يونايتد والبرازيليان فاسكو وكورنشيانز والأخير توج باللقب. انتقل النصر لمرحلة ما بعد الألفية التي تعتبر أسوأ مراحل الفريق في تاريخه فبعد وفاة رمزه وملهمه الأمير عبد الرحمن بن سعود دبت المشاكل والخلافات في الكيان حول الرئاسة والإدارة حتى أثرت على اللاعبين مما ساهم بترنح أحد أقوى الأندية العربية والآسيوية ، ورغم ذلك إلا أنه كان قريباً من التتويج حيث خسر من شقيقه الهلال لقب كأس الكؤوس العربية وأيضاً من الإتحاد دوري 2001 ونهائي الخليج ، علماً بأن فاز بلقب بطولة فيصل بن فهد على زميله الهلال قبل بضع مواسم ، ويعتمد النصر الحالي على نجوم واعدة لم تبلغ الخامسة والعشرين في مقدمتهم الهداف السهلاوي وسعود حمود ونجم الوسط الذي يعيش أجمل أيامه الزيلعي والظهير الغامدي مع الاستقرار في الوسط الخلفي بوجود الخبير عزيز وزميله غالب ، وأكثر ما يؤرق مضاجع عشاق النصر هو حالة عدم الثقة والتردد الموجودتان في شخص حارس المرمى العنزي حيث تسبب في ولوج أهداف كثيرة في مرمى فريقه ذلك الموسم ! نقاط من النهائي : * تقابلا العملاقان تاريخياً في ثماني مناسبات نهائيه فاز الأهلي بأربع منها : كأس الملك : 1971 و 1972 كأس الإتحاد : 2001 كأس الخليج : 2009 فاز النصر أيضاً أربع : كأس الملك وولي العهد بموسم واحد : 1974 كأس الملك وكأس الإتحاد أيضاً بموسم واحد: 1976 * ملعب جدة سيحتضن النهائي الكبير وهذا الملعب شهد فوز النصر بآخر بطوله كبيرة على الهلال دوري 1995 1/3 . * جمهور الناديين دائماً لهما رونق خاص بأهازيجهما يشبهان إلى حد ما نشاط وفعالية جمهوري بروسيا دورتمند وشالكه في المانيا وإن كان الجمهور الأصفر أكثر عدد من جمهور الأهلي. * الأهلي يريد تعويض موسمه بعد فقدان الدوري لمصلحة الشباب . * مفارقه عجيبة ( في كأس الأبطال : دائماً البطل الشباب ومن يخرجه يصبح بطلاً ) إذا استمرت تلك المصادفة فسيتوج النصر . * في حالة حصول النصر على البطولة سيرمي عدة عصافير بحجر واحد : سيعيد زمن أمجاده ، سيحرم منافسه الهلال من المقعد الثابت من المشاركة القارية وسيرميه للتصفية ، وسيعود هو للتمثيل القاري. عموماً سنشاهد الجمعة معركة المعارك ( كروياً ) للظفر بالكأس الغالية فمن يعود لزمنه الجميل الأهلي بشراسته وقوته ، أم النصر بروحه الجهنمية وعنفوان شبابه . أرحب بنقدكم عبر التويتر @KhalidAl- Talha