هذه مدينة في الطرف الآخر من الأرض.. يموج الناس فيها مثل أهل مدينتي.. يذرعون جهاتها الأصلية والفرعية لا يفترون .! هم جيران لبحرٍ مثل بحر مدينتي الذي يلتصق بضلوعها، لا يجعلها تغفو ساعة من ليل أو نهار.. أحبها لستُ وحدي ، يحبها الناس قبلي، وسيحبونها بعدي، كما أحب "عبد الحليم وكامل الشناوي" .. يتنافسون على الحب ويهيمون به، مثل هذه الأمواج الصاخبة العابثة التي توسِع الشواطئ بالقبلات ، تحت عين الشمس ووجه القمر ولا تأبه بهمسات النجوم .. غريب أنا هنا، إلا من شمس النهار.. وقمر الليل .. وهذا البحر.! * * * ما عاد السر في (بير ولا زير) يا صاحبي.. تحولت عيون الناس إلى مراصد.. وآذانهم إلى (زبادي ومغاريف) .! منقوعون نحن في هذا السيل الجارف من الأسئلة، التي يحاصرنا بها الأقربون والأبعدون.. كأننا حق مشاع، وحِمًى مستباح لكل من جاء وراح .! * * * ناس نائمون في العسل.. وناس تتناوب الأزمات عليهم (ورديّات).! المخططات مستمرة .. وبيت في (أرض الأحلام) يبقى في خيال الإنسان.. يكبر ثم يذوب كقطعة سكّر.. واحد من الغلابا المغرمين بالمخططات، هو واحد آخر يأتي بعد ذلك يبحث عن (اللقمة) التي يريدها أن تتحوّل إلى (كتاكيت) .! * * * الدنيا (ليموزين).. الناس فيه يركبون وينزلون.. كلما زاد استهلاك السكّر شعرنا بإحساس الناس بالمرارة .! بين الحكمة والجنون خيط رفيع .. ومن أجل هذا سنأخذ الحكمة من أفواه المجانين (أوفر) .! * * * *آخر السطور ، من بوح روضة الحاج : " أنا لستُ نادمة على شيءٍ مضَى ندمي على ما قد يجيء خوفي إذا سأل القصيدْ خوفي إذا هاج التّذكر في حشا القلب العميدْ خوفي إذا ما أجفلت خيل اشتياقي من جديد " .!