في الثالث والعشرين من شهر نوفمبر عام ألفين وعشرة نشرت صحيفة محلية في الجنوب الفرنسي حديثا مطولا مع عمدة بلدة تسمى" بوغاراش" ولا يتجاوز عدد سكانها مائتي شخص. ويقول العمدة المسمى" جان بيار دولور" إن " كثيرا من الأشخاص في فرنسا وفي الخارج أجروا منازل في البلدة تحسبا لنهاية العالم المتوقعة عام ألفين واثني عشر. ويبدو أن عددا من الأمريكيين قد اشتروا تذاكر السفر لزيارة البلدة". وسرعان ما انتقل الحديث إلى أعمدة الصحف الفرنسية الكبرى ثم إلى الصحف العالمية. وبحلول يوم الواحد والعشرين من شهر ديسمبر الجاري -أي اليوم- أصبحت القرية معروفة في العالم كله بدليل أن لديها أكثر من ثلاث مائة ألف متصفح على الإنترنت. وأما السبب الأساسي في رواج اسم هذه البلدة فهو حسب الأسطورة التي يرويها الكثيرون والتي يعتقد أن عمدة البلدة ساهم في صياغتها أن جبل "بوغاراش" يؤوي مستودعا لمركبات سكان من غير سكان الأرض وأنهم يأتونه باستمرار ليقيموا فيه وليعودوا بعد الاستراحة أو لربما إصلاح بعض الأعطال في مركباتهم إلى مواطنهم الأصلية في كواكب أخرى. ويضيف صائغو هذه الأسطورة وهم كثيرون اليوم في العالم بواسطة الإنترنت أن الناس غير الآدميين قادرون على إنجاد من يستنجد بقمة جبل بلدة " بوغاراش" يوم الفناء أي اليوم. وفي الأسابيع الأخيرة انهالت على عمدة البلدة طلبات الصحافيين من مختلف أنحاء العالم لإجراء أحاديث خاصة معه قبل حدوث الكارثة الكبرى وانهيار العالم ونجاة البعض منها بفضل جبل "بوغاراش" الذي تبلغ قمته ألفي ومائة متر. والغريب أن المؤرخين والمتخصصين في العلوم الخفية وفي الحركات التي ترى أن العالم قد وصل إلى النهاية قد أدلوا كلهم بدلوهم في صنع الأسطورة وفي تحويلها إلى هاجس حقيقي حتى عند الذين يحتكمون دوما إلى العقل في كل كبيرة وصغيرة. وولد ذلك خوفا من المستقبل ومن الليلة الفاصلة بين الواحد والعشرين والثاني والعشرين من شهر ديسمبر الجاري . بل إن أسرا كثيرة في فرنسا مثلا أجلت زيارات كانت ترغب في القيام بها إلى الخارج بمناسبة عطلة نهاية العام خوفا من أن تكون ضحية تسونامي أو عاصفة هوجاء أو إعصار يقول الذين يتوقعون نهاية الكون اليوم إن النهاية ربما تكون نتيجة مثل هذه الظواهر. ويرى الذين لايزال عندهم شيء من العقل أن الأزمات الاقتصادية والمالية التي يشهدها العالم اليوم من شأنها تغذية مثل هذه التوقعات على غرار أزمات اقتصادية وغير اقتصادية كثيرة حصلت على مر التاريخ ودفعت الكثيرين إلى التسليم باقتراب نهاية الكون. وتخشى السلطات الفرنسية أن يستمر خوف الذين يسلمون بهذا الطرح إذا لم تصدق روايات كاتبي هذه الأسطورة وأن يقود البعض إلى الانتحار على قمة الجبل. ولذلك فإنها قررت اتخاذ إجراءات أمنية مشددة من حوله للحيلولة دون تسلق الجبل على الأقل لمدة أيام. وهذا ما دفع بمئات الصحافيين الذين ساهموا إلى حد كبير في تضخيم أصداء الأسطورة إلى البقاء بدورهم في البلدة. ومن يدري فقط يفوز بعضهم بسبق العمر عبر التقاط صور لمركبة من مركبات سكان كواكب أخرى مأهولة غير الأرض وهي تحط في مستودع "بوغاراش" أو تقلع منه باتجاه آفاق لا تعرفها نحن الآدميين!! النصب السادس الذي يحتوي على تقويم المايا الجدير بالذكر ان ماعزز اسطورة نهاية العالم هو نهاية تقويم حضارة المايا في يوم 21-12- 2012. وقد عثر على هذا التاريخ الذي يثير الخيال، محفورا على جزء من مسلة ضخمة محفورة في الحجر تعرف باسم "النصب السادس" ومحفوظة في موقع موكوسبانيا الأثري جنوبي المكسيك. ويدعو خبراء حضارة المايا العالم إلى الهدوء، مؤكدين أن لا إشارة على حصول كارثة أرضية ودمار العالم، حيث يشددون على أن انتهاء تقويم المايا يعني بداية زمن جديد.