ألقى رئيس وفد المملكة لمؤتمر فوكوشيما الوزاري للأمان النووي الدكتور هاشم بن عبدالله يماني أمس الأول كلمة المملكة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر والتي عبر خلالها عن امتنان المملكة لما قدمته الحكومة اليابانية من تقارير مفصلة عن حادثة فوكوشيما وبرامج إزالة التلوث وعلى الزيارات الميدانية التي أتيحت للوفود المشاركة لتفقد منطقة كارثة التسونامي والتي أعطبت منشأة فوكوشيما النووية، وذلك للتعرف على حجم الكارثة بشكل أفضل وعلى الجهود التي بذلت لإعادة تأهيل المنطقة. وقال يماني إنه وبالرغم من كون الطاقة النووية توفر أحد أهم الحلول لمشكلات ارتفاع الطلب العالمي على الطاقة، فإن حادثة فوكوشيما خلفت مشاعر من الخوف والقلق حيال الطاقة النووية لدى المواطنين في مختلف دول العالم، والتي بدورها أدت إلى مراجعة أوضاع السلامة في المحطات النووية قيد التشغيل، إلا أن الحادثة ساهمت في حرص الدول على تطوير أنظمة السلامة الذاتية الفاعلة وبناء المؤسسات الرقابية المستقلة ذات الصلاحيات والتأهيل الفني والإداري المطلوب لممارسة مهامها الساعية إلى عدم تكرار الحوادث الماضية وتضمن تحقيق رفاهية المواطنين واستدامة إمدادات الطاقة وحماية البيئة. وطالب رئيس الوفد السعودي الدول المشاركة إلى اتباع خطوات عملية لتحقيق أعلى معايير السلامة ومنها توظيف الدروس المستخلصة في تحسين الأمان في المنشآت النووية، ونشر ثقافة الأمان النووي والالتزام بمعاييرها، بل ومراجعتها وتنقيحها بشكل مستمر، والاستفادة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إرساء الأنظمة الأساسية الوطنية المعنية بالأمان والتصدي لحوادث التشغيل وتأهيل الكوادر المتخصصة، وتبادل أفضل الممارسات والمعلومات التقنية بين الدول. وحث في كلمته على الالتزام العالمي بتنفيذ التعهدات القانونية المعنية بالأمان النووي والتصدي والتبليغ المبكر وتحمل المسؤولية المدنية والبيئية. وأكد يماني عزم المملكة مواصلة برنامجها الطموح لتطوير مصادر الطاقة الذرية والمتجددة لتحقيق متطلبات التنمية الطموحة بشكل آمن وباستدامة بيئية واقتصادية. يذكر أن مؤتمر فوكوشيما الوزاري للأمان النووي، والذي يقام حالياً في اليابان وبمشاركة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبمشاركة 120 دولة ومنظمة دولية، يأتي بعد مرور أكثر من عام ونصف العام على وقوع حادثة فوكوشيما التي تسببت بها موجة التسونامي التي أعطبت أجهزة التبريد الداخلية في مفاعل فوكوشيما داييتشي والذي تم بناؤه قبل ما يزيد على 40 عاماً، وأدت إلى الإيقاف المؤقت لعدد من المفاعلات النووية اليابانية قبل إعادة تشغيلها مؤخراً بعد خضوعها لاختبارات الأمان الدقيقة.