تواصلت لليوم الثاني على التوالي الهبة الشعبية الغاضبة على المجازر الاسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة، في مختلف مناطق الضفة الغربية واوقعت شهيدا برصاص عصابات المستعمرين وعشرات الاصابات بينهم حالات بالرصاص الحي. واستشهد صباح أمس الفتى محمد صالح شريتح ( 18عاما) من قرية المزرعة الغربية (القبلية)، شمال رام الله، عندما فتح مستعمر يهودي النار على تظاهرة لتلاميذ المدارس خرجت تضامنا مع ابناء قطاع غزة. وانطلق العشرات من التلاميذ في القرية في تظاهرة غاضبة باتجاه مستعمرة "تلمون" المقامة على اراضي القرية من جهة الغرب، فقام احد المستعمرين باطلاق النار عليهم واصاب شريتح وهو طالب في الثانوية العامة بعيار ناري في الراس وقد حاولت الطواقم الطبية في مشافي رام الله انقاذ حياته الا انه فارق الحياة. وزعم المستعمرون ان القاتل تعرضت حياته للخطر من تلاميذ المدرسة فاطلق النار من سلاحه الشخصي وقتل احدهم ولاذ بالفرار، "وانه ارتكب جريمته دفاعا عن النفس" على حد زعمهم. واثر ذلك عم الحداد مدينة رام الله واغلقت المتاجر ابوابها، فيما خرج اهالي القرية والقرى المجاورة بعد ظهر امس في تشييع الشهيد الى مثواه الاخير. من جهة اخرى، اعلنت المصادر الاسرائيلية العثور على جثة احد جنود الاحتلال في مستعمرة "عتنائيل" المقامة على اراضي الخليل. وزعمت ان الجندي اقدم على الانتحار باطلاق النار على نفسه. دون اعطاء المزيد من التفاصيل. الى ذلك، شهدت مناطق مختلف من الضفة الغربية تظاهرات جماهيرية وطالبية حاشدة لليوم الثاني على التوالي، وسرعان ما تحولت الى صدامات مع قوات الاحتلال التي ردت باطلاق للرصاص الحي والمعدني وقنابل الصوت والغاز واصابت العشرات. ففي الخليل، حيث تواصل الحداد لليوم الثاني خرج طلبة جامعتي الخليل والبوليتكنيك في تظاهرات واشتبكوا مع قوات الاحتلال في مواجهات عنيفة في منطقة باب الزاوية ودوار المنارة. كما شهدت بلدتا بني نعيم وبيت امر ومخيم العروب مواجهات عنيفة اصيب خلالها نحو عشرين مواطنا باعيرة معدنية وحالات اختناق. ومن بين المصابين فتى في الثالثة عشرة من العمر من عائلة ابو هشهش اصيب بعيار حي في الفخذ. وفي هذا الاطار اصيب مستعمران يهوديان بجراح جراء تعرض سيارتهما للرشق بالحجارة عند مفترق بلدة بيت امر شمال الخليل، وذلك خلال المواجهات مع قوات الاحتلال وفقا لما اكدته مصادر في البلدة. كما شهدت محافظة بيت لحم، تظاهرات عديدة توجهت نحو المدخل الشمالي للمدينة حيث اندلعت مواجهات حامية، رد عليها جنود الاحتلال بمختلف انواع الذخيرة واصابوا المواطنين أحمد العبد ونضال عبيد، باعيرة نارية في الساقين. من جانبها، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي وكتائب عمر المختار التابعة لحركة فتح مسؤوليتهما عن هجوم مشترك بتفجير عبوة ناسفة ضد دورية لقوات الاحتلال، والاشتباك المسلح مع عناصرها بالقرب من معسكر الاحتلال المسمى (المجنونة ). وقالت السرايا ان مقاتليها اشتبكوا مع قوات الاحتلال فى بلدة دورة جنوب الخليل، مؤكدة ان هذه الهجمات جاءت ردا على ما تقترفه قوات الاحتلال في قطاع غزة، وتوعدت بالمزيد من الهجمات. وفي سياق حملات الدهم اليومية، اعتقلت قوات الاحتلال فجر أمس ستة مواطنين من بلدتي قباطية وكفر راعي في محافظة جنين، بينهم اثنان من كوادر حركة الجهاد الاسلامي. من جهتها، اعلنت الاذاعة الاسرائيلية ان قوات الاحتلال اعتقلت خلال ساعات فجر أمس اربعة عشر مواطنا خلال حملات دهم في مناطق مختلفة من الضفة الغربية.