شف ياأخي، هي وحدة من ثنتين المشكله ناتجة عن إهمال أو عدم معرفة" تلك عباره نسمعها احياناً في اجتماعات العمل، وقد بدأت بها مقالة اليوم للحديث عن تعاملنا وتفاعلنا مع النقد، واسلوبنا في توجيه الملاحظات، وطريقتنا في الحوار وإصدار الأحكام. ويلاحظ في الآونه الأخيرة ان البعض ممن يحقق النجاح يتجه برد فعله الى الجانب السلبي فيصف نجاحه بأنه رد على المشككين أو الحاقدين. كما يلاحظ ان بعض الأجهزة العامة والمؤسسات تتعامل مع النقد بطريقة انفعالية تصل الى اتهام الناقد بالجهل. ولاحظنا تطور هذا التعامل الانفعالي للدفاع عن أداء بعض الأجهزه إذ تجد المسؤول أو المتحدث باسمها يصنف الناقد ويحصره في فئتين لا ثالث لهما إما انه لا يفهم أو لا يريد أن يفهم لأنه حاقد أو متآمر. هذا الأسلوب يمكن ملاحظته أيضاً في الحوارات بكافة مجالاتها حيث يؤدي تعدد الآراء إلى الانفعال والخروج عن الموضوع إلى الهجوم الشخصي وتغييب الحقائق والأرقام والموضوعية لأنها لا وجود لها بوجود الصراخ والشتائم واللغة الهابطة. ونعود الى ما بدأنا به ونسأل لماذا نحاصر بعضنا بالتصنيف والتعليب فنصدر الأحكام القاطعة ونقول عن الآخر المختلف معنا في الرأي بأنه إما كذا أو كذا. لعلنا نراجع موضوعاً في علم النفس يسمى ( الإدراك) لندرك أن رؤية الإنسان للشيء تختلف من إنسان لآخر بسبب عوامل كثيره منها الخبرات، والمعلومات والتجارب التعليمية والتربوية التي مر بها الإنسان منذ ولادته. ثم لماذا لا نتذكر أن البناء لا يتحقق إلا بتعدد الآراء والنجاح يصعب الوصول إليه إذا كان فريق العمل لا يعرفون غير كلمة ( نعم ) وأن النقد هو أحد الوسائل الفعالة لتطوير الأداء، وأن الناجحين هم الذين يعرفون كيف يستثمرون النقد ويتعاملون معه بطريقة إيجابية. تلك مشكلة نعاني منها يومياً في التعاملات المختلفة وإذا كان علينا أن نبحث عن حل جذري فهو يتمثل في الرجوع إلى المدرسة بحثاً عن برامج تربوية عملية ترسخ الممارسات الإيجابية في الحوار والعمل الجماعي، وتعود الطفل على إبداء الرأي وعلى تقبل النقد، وتعدد الآراء. ما يفعله الكبار الآن هو أشبه بالحالة الميئوس منها والأمل هو في أجيال المستقبل، ويبدو أن هذا الأمل أصبح مثقلاً بالحلول المنتظرة لكثير من المشكلات والسلبيات، ولكن إذا اتفقنا أنه هو الأمل فلنبدأ به فهو مدخل الطريق الى المستقبل الأفضل. الحلول المستقبلية تبدأ من المدرسة لكن الخطوة الأولى هي تطوير المدرسة لتكون قادرة على تزويد المجتمع بفكر جديد تظهر آثاره في سلوك الناس وإنتاجيتهم وحواراتهم.