ثمة حقيقة فيما يخص إرعاف الأنف أو نزفه التي يُباشرها أطباء الأنف وأطباء الأسرة والأطباء العامون في عياداتهم الخارجية وقسم الطوارىء في جميع المستشفيات الحكومية والخاصة والمستوصفات.. والحقيقة هي ان معظم حالات النزف تلك تقف باتباع بعض الإرشادات.. وأذكر في هذا الخصوص انني كنت أقوم مع الممرضة بثلاث خطوات أو إجراءات بسيطة يقف النزف بعدها أو أثناءها.. في معظم الحالات.. وهي أولاً تطمين المريض ومرافقه والتهدئة من روعهما.. وهم في العادة أطفال أو شباب وشابات صغار في السن.. والضغط على الأنف ووضع شيء بارد أو ثلج على الأنف وحواليه.. ويطلب من المريض أن يحني رأسه قليلاً إلى الأمام (يدنق) لا رفعه إلى الأعلى كما يعتقد البعض.. وأن يتنفس عن طريق الفم.. ويجب أن يكون الضغط مستمرا ولا يتوقف.. إلا عندما يتوقف النزف أو ترى دم الأنف بدأ (يسورب) بعد أن كان تدفقاً مستمرا وقوياً.. وأقول من تجربة طويلة وقديمة انني كنت أستقبل حالات الإرعاف وما يُصاحبها من خوف وهلع من منظر الدم المتدفق.. أستقبلها بابتسامة وأنا أُشير إلى الممرضة الفلبينية بأن (تشوف شغلها) ومساعدتي في تطبيق الخطة العلاجية.. وفي الأغلب الأعم تقوم السستر بتجهيز مايُسمى (فازلين قوز) لحشو الأنف (نازال باكنق) وهو عبارة عن شاش منقوع أو مشبع في الفازلين.. وهي بالمناسبة معلومة جديدة لمن لا يعرف بأن (الوزالين) يستعمل في أشياء أُخرى غير علاح المشق.. ويخلط مع الفازلين مادة الأدرينالين بنسبة واحد في الألف وهي المسؤولة عن انقباض الأوعية الدموية لإيقاف نزفها.. وبمناسبة الحديث عن الفازلين الذي يتزامن هذه الأيام مع بداية فصل الشتاء.. وما كنا نعانيه من تشققات في الأيادي والوجوه بسبب (المشق) وحتى الأنوف لا تسلم من المشق نتيجة البرد القارص أيام زمان.. لذلك أجد الفازلين يلعب دوراً مزدوجا عندما نستخدم (الوزالين) في مكافحة المشق.. والفازلين قوز لإيقاف إرعاف الأنوف أو نزف الخشوم.. وللحديث بقية.. وإلى أن يحين اللقاء أقول: يا من تنزف أنوفكم.. لا توافقوا على الكي.. فالنزف يقف بإذن الله إذا اتبعتم ما سلف ذكره من إرشادات.. حتى في غياب طبيب أريب أو طبيب (لك عليه) أو طبيب أرفل كما ذكرت في الأسبوع الماضي.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله. *مستشار الطب الوقائي في الخدمات الطبية.. وزارة الداخلية