ثمة عادة سيئة يفعلها بعض الرجال والنساء وهي العبث بآذانهم (وحكها) بأجسام غريبة وحادة في بعض الأحيان (مفتاح السيارة للرجل وتوكة الشعر للمرأة) وهو تصرف أقل ما يقال عنه انه تصرف غير حضاري.. يراوح ضرره بين نقل البكتيريا والفطريات إلى الأذن وخدش، أو جرح القناة السمعية، أو الأذن الخارجية وصولاً إلى طبلة الأذن الرقيقة.. ينتج عنه (مع إدخال الفطريات) ما يُسمى (أوتو مايكوسز)، وقد يبالغ (من يحك أذنه) مستمتعاً (ومصدراً صوتاً أثناءه) لدرجة تؤدي إلى ثقب طبلة الأذن.. فيدخل من تعود أو تعودت على تلك العادة السيئة في التهاب الأذن الوسطى (أوتايتس ميديا) الحاد والمزمن إن لم يعالج ويتم عملية ترقيع الطبلة. وفي سوانح الماضية كان الحديث عن إرعاف، أو نزف الأنف الذي كنت أُعانيه في طفولتي والمراهقة.. واختفى (من دون علاج) في بداية الدراسة الجامعية.. وهناك علاقة قوية بين الطبيب ومنظر الدم.. ومن أكثر الحالات التي (يدق البيجر) من الإسعاف أو الإي آر هي لأطفال صغار قاموا بإدخال أجسام غريبة صغيرة (فُرن بودي) في أنوفهم، (وأحياناً في الآذان) ومن هنا تبدأ المشكلة.. فالمريض طفل لا يُحسن التعامل والتعاون مع الطبيب وتعليماته.. بل يُخيفه منظر الطبيب وأدواته.. مهما حاول الطبيب كسب ثقة الطفل والتودد إليه.. وفي حالات كثيرة اضطررت للتعامل مع بعض الأطفال بقسوة لإخراج جسم غريب صغير من أنف صغير لطفل صغير.. فعدم النجاح يعني تعريض الطفل أو الطفله للبنج العام.. وقد يكون الجسم الغريب قد انتقل إلى أماكن أبعد داخل الجسم.. كالرئة أو الأذن الوسطى بعد خرق الطبلة إن كان الطفل قد أدخل الجسم الغريب في إحدى أُذنيه. وأذكر طفلة في الثانية عشرة من عمرها أتتني في العيادة بصحبة أبيها وهي تبكي وتشتكي من ألم في أُذنيها.. وبعد الكشف أخرجت من أذنيها (بالملقاط) قرابة العشرين قطعة من قطع الخرز الصغيرة (والدبق)، بعدها طلبت من الأب الخروج والانتظار خارج العيادة.. وبصحبة الممرضة قمت بما يشبه التحقيق مع الطفلة.. وعندما قمت بسؤالها لماذا فعلت ذلك في أُذنيك قالت انها تريد لفت انتباه أبيها إليها، الذي لا يسأل عنها.. بعد أن طلق أمها.. ويتركها (عند ذهابه لعمله) مع زوجته التي كانت تُسيء معاملتها.. وللحديث صلة.. فإلى سوانح قادمة بإذن الله.