تأتيني بين فترة وأخرى رسالة إنسانية من الاتصالات السعودية موجهة إلي كغيري من المشتركين تدعونا للمساهمة في تقديم تبرع لمرضى الفشل الكلوي عبر رسالة جوالية، فكنتُ أحدّث نفسي أن هذا جانب إنساني ومساهمة من الاتصالات دعما لهؤلاء المرضى، ولم أعلم أن هؤلاء المرضى يحتاجون إلى ملايين الرسائل إن كان كما هو عليه الوضع الذي عانيته كأحد مواطني هذا البلد المعطاء، حينما قدر لوالدتي أن تُدرجَ ضمن برنامج الغسيل الكلوي، فقلتُ لها: وهي محتسبة صابرة: يا والدتي قدرُ الله وما شاء فعل، وما أنزل الله من داءٍ إلا وله دواء، فأجهزةُ الغسيل الكلوي متوافرة بحمد الله في بلادنا على أحدث المواصفات وفي كافة المستشفيات، كنتُ أطمئنها وفقا لما أسمعه وأقرأ سابقا عبر الوسائل المختلفة، عن تلك التجهيزات المتوافرة بمختلف مستشفياتنا!. إلا أن الصدمة الكبرى حينما رغبنا أن نعرف برنامج الغسيل لها وجدت الاعتذار من الاخوة المسئولين بمدينة الملك خالد الجامعي، ثم قال لي مسؤول الوحدة، هل تعلم أن هناك توجيهات سامية تقضي بتكفل الدولة بتكاليف الغسيل والعلاج لمرضى الكلى إذا تعذر علاجهم في المستشفيات الحكومية، وسيطبق قريباً، كما ان هناك فكرة تدعم هذا التوجه أن يوكل الأمر للقطاع الخاص لتشغيل كافة وحدات الغسيل في المملكة، فكان الإلحاح مني لمعرفة السبب لرفض والدتي (المستشفى الجامعي) رغم وجود ملف لها لمدة تتعدى الخمسين عاماً!! فقال لي مسئول الوحدة: (الوحدة يا أخي ممتلئة ولا مكان لوالدتك!!) فقلت ما الحل؟ فقال عليك بالبحث عن مستشفى آخر، فقلت له لعلك تمهلني فتجاوب مشكوراً. عندها بدأت أطرق أبواب البحث والشفاعات لأجل إيجاد مكان أو وحدة تقبل إدراج والدتي للغسيل الكلوي الذي يعرف الجميع تكاليفه الباهظة، قلت إن لم أجد فلا مجال غير التأمين الطبي ولكن كان التفاؤل لدي موجودا بأني ووالدتي مواطنان ولنا حق العلاج، وللأسف لم أجد!!. حينها وبعدما نفدت المدة، عدت لمدير مدينة الملك خالد الجامعي المشرف على المستشفيات الجامعية بجامعة الملك سعود (أ. د الفاران) فكتبتُ له ملتمسا، بأنه تعّذر وجود وحدة بالرياض تقبل والدتي، فتجاوب هو كذلك مشكوراً، فقام بالتمديد لحين إيجاد مكان بديل أو تشغيل لوحدة جديدة لديهم في المستقبل القريب بتعاون من مدير الوحدة. هنا كان علي لزاماً حينما عايشتُ تلك المعاناة أن أوجّه النداء الإنساني لوالد الجميع خادم الحرمين الشريفين شفاه الله وحفظه، عبر الصحيفة باسم كافة مرضى الغسيل الكلوي فأقول: (إليك ياخادم الحرمين الشريفين النداء للنظر في وضعهم وما آلت إليه تلك القوائم من الانتظار حتى أصبحوا يعانون الأمّرين، مرارة الألم ومرارة همّ مكان العلاج). كما أن المؤمل أن يتم إيجاد توزيع متوازن لمقار وحدات الكلى في مناطق المملكة ومنها الرياض العاصمة أنموذجا، فياليت مركز الأمير سلمان لزراعة الكلى أن يم افتتاح فرع له شمال الرياض ليخفف العبء والنقص الحاصل، ومثل ذلك كل المناطق تسهيلا للمرضى وذويهم. شفاك ربي ياخادم الحرمين وألبسك ثوب الصحة والعافية وأيدك لنصرة وعلاج أبنائك وإخوانك المواطنين، أنت وسمو ولي عهدك الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله. مرضى الفشل الكلوي وغيرهم ممن يحتاجون العناية والعلاج ينتظرون بارقة الأمل ومزيدا من الدعم والعناية، والأمل معقود بكم قادة بلادنا.. والله المعين.