في الحفل الذي أقامته جريدة «الرياض» للفريق الطبي الذي قام بفصل التوأم السيامي البولندي تحدثت المرافقة لأم الطفلتين بكلام شعرت بعده بالألم كيف أن الآخرين ينظرون إلينا بعيون الريبة والشك بل وأحياناً بالكراهية فالمرأة الشقراء الشابة حين قررت ترك بلادها والتطوع لمرافقة الأم المقبلة على مغامرة مع المجهول قيل لها أمجنونة أنت كي تذهبين إلى بلاد القساة الغلاة الذين يحزّ فيه الإرهابيون هناك رقاب الأجانب؟؟ قالت المرأة في حديثها القصير وهي تودّع بلادنا من مقر الجريدة «إنني مذهولة لهذا الكم من الإنسانية التي تعج بها بلادكم» كادت هذه الصورة أن تتلاشى من مخيلتي لولا أن أتاني هاتف الصديق الفنان خالد سامي وهو يبكي بحرقة على حال والدته (شفاها الله) ويطلب مني الكتابة عنها لعل وعسى أن تُصادف قلباً رحيماً يقف مع خالد في أزمته وهو الفنان الذي طالما رسم الابتسامة على محيا الصغير قبل الكبير، الفنان الذي رسم صورة مشرقة لبلادنا حين تنقل بين استوديوهات التلفزيونات العربية كممثل سعودي جاد وقف بكل ندية مع عمالقة الفن العرب، واليوم ها هو خالد يتنقل بوالدته بين أروقة المستشفيات باراً بها متوجعاً لها وهي تعاني آلام غسيل الكلى حيث أصيبت بفشل كلوي غير قابل للزراعة فهي أيضاً تعاني من إصابة مزمنة بسرطان الثدي والتهاب السحايا غير مرض السكر وضغط الدم. القضية كما يقول خالد ليست في المرض فهذا قضاء الله وقدره ولا مكابدة الآلام ولكنها مرارة العجز في استمرار العلاج، لقد وصلت إلى طريق مسدود فالمستشفيات التي صدرت إليها الأوامر بالعلاج تعتذر إما عن عدم وجود إمكانية للغسيل بسبب الطابور الطويل من المنتظرين أو لعدم وجود وحدات غسيل بها كالمستشفى التخصصي، حسناً وماذا عن المستشفيات الحكومية التي نسمع عن إنشاء وحدات غسيل كلى من تبرعات أهل الخير..؟؟ يقول خالد هذه أصعب من غيرها لأن والدتي ليست مواطنة فلا يحق لها حسب النظام المعالجة في تلك المستشفيات..!! وماذا عن المستشفيات الخاصة..؟؟ هذه أيضاً لا يستطيع الدخول إليها إلا من هو قادر مادياً حيث جلسة الغسيل الواحدة تُكلّف الكثير من المال ووالدتي تحتاج إلى ثلاث جلسات أسبوعياً، ولا أخفيك سراً أن أحد المستشفيات الخاصة الذي تتعالج فيه والدتي الآن يطالبني بمبلغ يفوق (50,000) خمسين ألف ريال، وماذا عن أهل الخير..؟؟ يقول خالد لقد وقفوا معي ولكن لفترة قصيرة وتحملوا مشكورين تكاليف العلاج لستة أسابيع وهذه لا تكفي لمرض مزمن كالفشل الكلوي. «أُقسم لك يا عبدالله أنني أبكي وأنا نائم، لقد ضاقت بي الدنيا، لا أستطيع رؤية والدتي تتألم أشد الألم وأنا عاجز مكتوف اليدين عن فعل أي شيء» هكذا يقول خالد سامي الفنان الإنسان فهل تتركه مملكة الإنسانية يعاني وقد مسحت أيدي أهلها الحانية على رؤوس المفجوعين من المرضى الأباعد وقدمت لهم ما لم يقدمه أحد استشعاراً بقيمة الإنسان أياً كان جنسه وجنسيته..؟؟ قيل إن الشخص المجروح لا يهمه أن تكون الضمادات ناصعة البياض، المهم أن يكون هناك من يُضمّد الجرح فمن يقول لخالد أنا لها..؟؟ aalkeaid @alriyadh.com