يبلغ إجمالي مداخيل الاقتصاد الثقافي في ألمانيا ما إجماليه 126 مليار يورو سنوياً ويعد أكبر ثالث قطاع اقتصادي وأكبر ثاني قطاع من حيث نمو فرص التوظيف ويوفر القطاع أكثر من مليون فرصة عمل مباشرة. ينقسم الاقتصاد الثقافي إلى 11 فرعاً رئيسية ومن أبرزها سوق الكتب، وسوق الفنون، الصحافة، الإنتاج التلفزيوني، الألعاب الترفيهية،والإعلان وغيرها من الفروع كل ذلك يحتم بالضرورة إعادة قراءة واقع قطاع الثقافة في المملكة. في المانيا يحقق سوق الكتب مداخيل تقارب عشرة مليارات يورو سنوياً وتستقبل المسارح ما يقارب 35 مليون مشاهد يتوزعون على 400 مسرح وتؤمن نحو 40 ألف فرصة عمل مباشرة، ويبلغ عدد زوار المتاحف 110 ملايين زائر سنوياً، أما عن الإعلام فيصل عدد المجلات إلى 3600 مجلة متخصصة و2300 مجلة شعبية يتجاوز عدد طبعاتها 120 مليون نسخة اضافة الى 350 صحيفة يومية يبلغ عدد طبعاتها 25 مليون نسخة بينما تصل عدد الإذاعات في ألمانيا إلى 430 إذاعة ويوفر سوق الإعلان في ألمانيا 600 ألف فرصة عمل أغلبها لجيل الشباب. إن أولى أولويات تطوير الثقافة لتكون قطاعاً اقتصادياً يتمثل في الاستفادة من الخبرات العالمية المتخصصة وإعداد أكادميات متخصصة في الفنون بمعايير عالمية وبشكل عاجل جداً وإعادة تقييم واقع الجمعيات والأندية الثقافية وتطوير واقع معرض الرياض الدولي للكتاب من حيث الواقع والدور المطلوب منه واستحداث دور للفنون لإطلاق مزادات فنية، ويمكن الاستفادة من تجربة دار كريستيز والتي حققت في النصف الأول من 2012 مبيعات تقدر ب 3.5 مليارات دولار والترخيص لمزيد من القنوات الفضائية (الربحية) لخلق فرص العمل وتطوير سوق الإعلان في المملكة والتي تقدر قيمته سنوياً ب1.17 مليار دولار بإطلاق مراكز تدريب عالمية متخصصة والاعتراف بالثقافة كقطاع اقتصادي عالي الأهمية ليس في تطوير السلوك والفكر الذي ينعكس على الإنسان والأجيال والتنمية فحسب بل على توفير فرص عمل وإطلاق إبداعات الشباب قبل أن تقتلها بيروقراطية العمل في القطاع العام أو استنزاف الوقت في القطاع الخاص في أعمال بعيدة عن مسارات الإبداع، وتعزيز الاستثمار في الثقافة والاستفادة من قدرات المبدعين السعوديين لتصدير الإبداع السعودي للمنطقة كمرحلة أولى والعالم كمرحلة ثانية. المطلوب الآن إعادة تعريف القطاع بشكل عملي وتقييم فرص العمل التي يمكن أن يخلقها قطاع الثقافة في المملكة من خلال بيوت الخبرة أو من خلال خدمات استشارية يمكن أن يقدمها البنك الدولي ليتسنى احتواء البطالة لاسيما وأن المجتمع تتوافق تطلعاته جزئياً مع العديد من فروع الاقتصاد الثقافي والمتبقي يمكن معالجته تدريجياً لارتباطه بالوعي لينعكس كل ذلك على مستقبل الوطن والأجيال والتنمية فالكرة الآن بملعب وكالة وزارة الإعلام للثقافة ووزارة العمل ومؤسسة النقد ووزارة المالية فماذا عساهم أن يقدموا؟