شهد معرض الإعلام والتسويق 2012 في نسخته السابعة الذي عقد على مدار 3 أيام في مركز دبي التجاري العالمي، العديد من الفعاليات والأنشطة والمؤتمرات والندوات وحلقات النقاش وجلسات الحوار والتواصل، ركزت على الاحتياجات المنبثقة من التغير الحاصل على ساحة الإعلام العربي والتقنيات وقنوات التواصل الإعلام الجديد، ومناقشة التحديات والفرص المعروضة في مواجهة وسائل الإعلام الاجتماعية الجديدة، خصوصاً في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الراهنة على الساحة العربية، لاسيما بعد التغيير وما يسمى "بالربيع العربي" ومن بين تلك الفعاليات والأنشطة، ندوة تفاعلية عقدتها قناة العربية في دبي، تناولت (الإعلام العربي ما بعد الثورات)، والرؤية المستقبلية لوزارات الإعلام، وخصخصة الاعلام العربي، إضافة إلى الثورات العربية بين جدلية الحريات والفوضى والإعلام الرسمي وما مدى مصداقيته وتفاعله مع الجمهور في مواجهة الاعلام الجديد. غسان شربل: انتهى زمن كتابة افتتاحيات الصحف بأقلام وزراء الإعلام وشارك في الندوة الشيخ محمد عبدالله مبارك الصباح، وزير الإعلام لدولة الكويت، وعبد الرحمن الهزاع، رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون بالمملكة العربية السعودية، ومصطفى الخلفي، وزير الإعلام والاتصال المغربي، وغسان شربل، رئيس تحرير صحيفة الحياة اللندنية،وأدار الندوة الإعلامية منتهى الرمحي مذيعة الأخبار في قناة العربية، بحضور جمهور من الإعلاميين والصحفيين والمتابعين وزوارالمعرض، واستهل غسان شربل النقاش مشيراً إلى تدهور الأحوال في العالم العربي والذي أدى إلى اشتعال الثورات العربية وخلق مفهوم الربيع العربي، ومقارنتها بمثيلتها في أوروبا مع الأحداث التي تصاعدت وأدت إلى انهيار جدار برلين، ثم أشار إلى الدور الذي أسهم فيه الشعب بصناعة الأحداث ونقل الأخبار ومن ثم مشاركتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما أدى إلى ظهور مفاهيم جديدة منبثقة من قلب الأحداث وهي "تقبل الطرف الآخر"، "إبداء الرأي المعاكس" و"استيعاب التعددية في الآراء". وزير الإعلام الكويتي: الإعلام الحكومي حاله اليوم كوضع السلحفاة وقال لقد "انتهى زمن كتابة عناوين وافتتاحيات الصحف بأقلام وزراء الإعلام" وان عهد الطمأنينة انتهى في العالم العربي، حيث كان الحاكم العربي في الدول التي تتبع حزبا واحدا يعرف عناوين الصحف في الليلة التي تسبق إصدارها، ومن جانبه أشار وزير الإعلام والاتصال المغربي مصطفى الخلفي إلى التطور الحاصل في القنوات التكنولوجية والتي ساهمت في إثراء التواصل بين الأفراد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما يتطلب من وسائل الإعلام التقليدية أن تقدم محتوىً ديناميكياً معاصراً لتجاري الوضع الراهن لهذه التقنيات الجديدة. عبدالرحمن الهزاع رداً على سؤال ل «الرياض»: لا يوجد في المملكة قنوات طائفية وأكد عبد الرحمن الهزاع، رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون في المملكة، رداً على سؤال ل "الرياض" أن هناك قنوات طائفية بالمنطقة تثير الفتنة والاشمئزاز وتبث نفساً طائفياً مقيتاً يكاد أن يمزق اللحمة الوطنية والمجتمع العربي وكيف يتم التصدى لمثل هذه السموم؟ قال الهزاع إنه لا يوجد في المملكة العربية السعودية قنوات طائفية أو اقتصائية أو وسيلة إعلام تثير الفتنة أو تشيع النفس الطائفي أبدا ولم ترخّص من قبل الجهات الرسمية، وان المسؤولية فيما تبثه تلك القنوات من نفس طائفي مقيت أينما وجدت الآن وهي موجودة بكثرة في الفضاء العربي تتحملها الجهات الممولة لمثل هذه الأصوات الغريبة على مجتمعاتنا، كما تتحمل رسالتها وتبعاتها السلبية التي لاتتماشى مع قيمنا ومفاهيمنا وثقافاتنا، وطالب الهزاع بان الإعلام الرسمي عليه أن يطور نفسه ويتماشى مع عقلية وفكر وثقافة المتلقي اليوم الذي اصبح اليوم اكثر دراية ووعياً، وان الإعلام العربي اليوم لايشبه نفسه بالأمس، وعلى القائمين عليه ان يهيئوا انفسهم للتطوير وأن يكونوا بمستوى الحدث، من خلال ايصال المعلومة بوقت قصير والحرص على متطلبات المتلقي بالدرجة الأولى والانفتاح على الآخر والمواكبة السريعة والحصول على المعلومة آنية وصادقة حتى نضمن استماع الجمهور الى رسالتنا الإعلامية، وسجلت قناة العربية حلقتين وليس حلقة واحدة لبرنامج "حوار العرب" الذي سوف تبثها لاحقا عن مصداقية الاعلام العربي في عصر الثورات. واكد المشاركون أن الاعلام العربي لا يشبه نفسه بالأمس، ولا بد من الانفتاح على الاخر، وقالوا إن الاعتماد على الوسائل الالكترونية بالحصول على المعلومة فيه كثير من المجازفة لأن مصدره غير رسمي، فيما وصف الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح وزير الإعلام الكويتي "الاعلام الحكومي بأنه يشبه السلحفاة وربما أبطأ بكثير ولاينسجم مع ما يتابعه المشاهد العربي عبر الإنترنت من خلال وسائل الاتصال السريع الذي تجاوز رسالة الإعلام الرسمي. وأشاروا إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي أتاحت قياس تفاعل الجمهور مع المحتوى الاعلامي، وأن على السياسة الاعلامية ان تكون مع التعددية دون الانغلاق على الخارج. مصطفى الخلفي عبدالرحمن الهزاع غسان شربل