في الوقت الذي يجلس فيه من هن في مثل عمرها على الكراسي الهزازة لغزل الملابس لأحفادهن وحفيداتهن، اعتادت ايندا ماكدونالد (88 عاماً) على الخروج لاصطياد الثعابين التي لا يخاف الناس من مخلوق كما يخافونها. وتقوم تلك الثمانينية، وهي من ايفانت بولاية تكساس الأمريكية بجمع الثعابين الخطيرة، وليست لديها فكرة في اعتزال هذه المهنة المحفوفة بالمخاطر الجمة عما قريب. ولا يزال جميع من يعرفها ومن لا يعرفها من الناس يستدعونها لإخراج تلك المخلوقات المخيفة من دورهم. ولعل المظهر الأنيق والشكل المرتب الذي تتمتع به السيدة ماكدونالد هو أكثر ما يدهش زبائنها عندما يرونها. إذ إنهم كانوا يتصورون أن يكون شكلها رثاً وشعرها كثاً يدعو للرثاء. ولكن زوجها يقول عنها بأنها إنسانة رقيقة لأبعد الحدود. وتستخدم ماكدونالد الوسائل القديمة لاستدراج الثعابين من جحورها، وذلك بصب الديزل داخلها، ثم بسحبها بملقاط حديدي طويل قبل رميها داخل قفص خشبي. ورغم ما يشعر به المرء من رعب حيال امتهان مثل هذا العمل، إلا أن ماكدونالد تستمتع باصطياد تلك المخلوقات المرعبة، وتقول إنها لم تتعرض للدغة ثعبان طوال حياتها قط. كما أنها لا تأبه لما يقوله الجيران والناس عنها طالما أنها لا تمل تلك المهنة الشائقة، ولسان حالها يقول «كل ميسر لما خلق له». تقول ماكدونالد «إننا نبذل وسعنا كله لمساعدة أصحاب مزارع تربية المواشي. فلولاهم لما امتلأت البقالات بكل هذه الأنواع والنعم والمطايب من الألبان ومشتقاتها واللحوم وما يصنع منها من النقانق والبيتزا وخلافه». ولا تخشى ماكدونالد أبداً أصوات الأفاعي السامة ذات الأجراس. ولكن أشد ما ازعجها هو القرار الذي أصدره مسؤولو ولاية تكساس بضرورة حصولها على إذن مسبق، برسوم قدرها 18 دولاراً، قبل قيامها باصطياد أي ثعبان، قالت ماكدونالد وهي تغلي من الغضب «لا أدري ما دهى مسؤولو الولاية؟ لعل يوم يأتي فيفرضوا علينا ضريبة للنوم في فرشنا. غريب أمر هؤلاء القوم!!».