إنه ليس لعبة، بل ثعبان حقيقي. لكنه بمثابة لعبة يلهو بها أطفال مربي الثعابين السعودي جلال غربي بعد أن تُنزع أنيابه. فخالد البالغ من العمر ستة أعوام ليس خائفاً من لف هذه «الأصلة» حول رقبته بل هو شيء يريد إتقانه. قال خالد: «لما أصير كبير زي بابا أمسك الثعابين وبحطّها هنا على رقبتي»، مشيراً إلى والده جلال، المعروف في جدة بأعماله المثيرة مع الزواحف. وتشير تقارير إلى أن جلال غربي اعتاد تناول الثعابين حية ضمن استعراضاته، لكنه عدل عن ذلك بعد احتجاجات من أسرته. والآن يريد أن يسير أطفاله، وأصغرهم في الثانية من عمره، على خطاه في التعامل مع هذه الكائنات الخطرة. يقول غربي: «على قول المثل ولد الوز عوام. شي طبيعي أن أعلم عيالي، لأن أكثر الثعابين موجودة في البيت، لو أنا غير موجود في البيت هم يعرفوا يتعاملوا معها لو خرج ثعبان يعرفوا يتعاملوا معه». بعض أصدقاء غربي أبدوا إعجابهم ببراعته، ومنهم أحمد التونسي، الذي قال: «هو إنسان ما شاء الله، تبارك الله، محترف بالنسبة للشيء اللي هو يسويه. تقديمه لعروضه هذا شي يعتبر بالنسبة للعالم أجمع شي خارق، وبالنسبة للناس كلها، ونادر تحصّل إنسان يقدم عروض زي هذه، وبيخاطر مخاطر زي هذه». ويقول غربي، البالغ من العمر 39 عاماً، إن أعماله الخارجة عن نطاق المألوف بدأت خلال زيارة لتايلاند عام 1982. وأضاف: «أول ثعبان مسكته في حياتي كان عام 1982، في تايلاند... وتصوَّرت مع الثعبان، وكان شي عادي. فلما رجعت السعودية صرت أبحث عن ثعابين وأتصور معها يعني كمثال حديقة الحيوان ... أروح أتجه لها أتصور بالثعابين، وبعدين بدأت أحاول اشتري ثعابين حتى جاء واحد صاحبي وحطَّلِّي ثعبان خلاَّه عندي أمانة. فمن هنا أعجبتني الفكرة أن أشتري الثعابين وأخليها عندي في البيت وبدأت أجمع. فحولتها من هواية إلى حرفة إلى عروض وبعدين دخلنا العقارب ودخلنا والتماسيح، يعني بدأنا نتعلم عليها حبة حبة». ثم بدأ تعليم أولاده الخمسة وزوجته طريقة التعامل مع الزواحف. وقال ابنه ياسر «أول شي جبت الموهبة من أبويا أبوي علمني إياها من سنة ثانية ابتدائي... علمني إياها وحبيت الهواية». لكن تلك الحرفة ليست خالية من المخاطر تماماً، إذ أُدخل غربي المستشفى مرات عدة إثر لدغ ثعابين. وقال: «اللدغات شيء طبيعي. بس أشهر لدغاتي كانت وقت العرض. في العروض على المسارح هي أشهر لدغاتي، طالما أني أتعامل مع ثعبان سام فطبيعي أني آكل لدغة... أخش مستشفى». وليس غريباً أن تعارض أسرة غربي مهنته التي تكتنفها المخاطر. وقال غربي الذي كان يعمل مهندساً كهربائياً قبل أن يتفرغ للاستعراض بالثعابين والزواحف: «شي أكيد أن الجيران يكونوا متخوفين من الموضوع هذا. والأهل كبداية كانوا متخوفين تماماً وكانوا معارضين... الآن الحمد لله تأقلموا وعرفوا إني وصلت لهذا المستوى».