شهدت أمسية تكريم الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام بمكةالمكرمة، ورئيس مجلس القضاء الأعلى سابقا، عضو هيئة كبار العلماء، المستشار بالديوان الملكي، حضوراً كثيف ضاقت به ساحة اثنينية عبدالمقصود. واستهل الشيخ عبد المقصود خوجة مؤسس المنتدى الحفل بكلمة ترحيبية، نوه فيها بدواعي تكريم فضيلة الشيخ الدكتور ابن حميد بوصفه حاملاً لأمانة الكلمة متعلماً وعالماً ومعلماً، كما تحدث عن مؤلفاته وبحوثه ومحاضراته التي تؤطر لحياة المسلم الاجتماعية، ثم أسهب في الحديث عن آخر مؤلفاته والصادر عن مركز تاريخ مكةالمكرمة بعنوان " تاريخ أمة في سيرة أئمة " من خمسة مجلدات مترجما لسير أئمة وخطباء الحرمين الشريفين منذ عهد دولة النبوة إلى تاريخنا الراهن، وما بذله من جهد جبار في تحقيق وتوثيق هذا السفر المهم. وقدم الشيخ عبدالوهاب أبو سليمان عضو هيئة كبار العلماء إفادات وشهادات حول الضيف متحدثاً عن فضل مكة في تكوين وعي الشيخ وعن تأثير والده فضيلة الشيخ عبدالله بن حميد وماعرف به من تقدير لأهل العلم والمعرفة، وأشار إلى وقوف الضيف على مصلحة الأمة وتجرده في أدائه لكل المناصب التنفيذية التي أوكلت إليه وما أدخله من إصلاحات إبان رئاسته لهيئة الحرمين الشريفين، ورئاسته لمجلس الشورى، ورئاسته لمجلس القضاء الأعلى. وأخيرا تناول لمسة وفائه لتاريخ مكة الخالد في مؤلفه الأخير الذي أوصل فيه الحاضر بالماضي والذي حققه بجهد تسنده إرادة قوية ومسئولية تاريخية، واصفاً بقية مؤلفاته بالقربان الذي قدمه لله. الضيف وسط مجموعة من المحتفين كما رحب الدكتور بكر بن حمزة بن خشيم عضو مجلس الشورى الضيف وعرج على رحلاته الخارجية التي رافقه فيها واحتفاء الشعوب التي زارها بمقامه، مشيراً لزيارة الضيف لمنزل أحد الشيوخ الذين ساهموا في تحفيظه القرآن بإحدى قرى كراتشي في لفتة تدل على وفاء وأدب نادرين،وتحدث أيضا الدكتور عاصم عابدين عن فضل حلقات درسه في المسجد الحرام وتمكنه من علوم الفقه الشرعي وعلوم الشريعة، وتحدث عن وسطية فضيلة الشيخ الدكتور بن حميد في طرحه وسلوكه. ثم تحدث المحتفى به الشيخ الدكتور صالح بن حميد شاكرا كل المتحدثين عنه في مستهل الأمسية، ومثمنا الدور الذي يلعبه الشيخ عبدالمقصود خوجة في خدمة الثقافة بالبلاد واصفا الاثنينية بالواجهة المشرفة والحضارية وواحدة من أهم المعالم الثقافية بالبلاد جداوية جادة وسعودية شامخة اتجهت نحو العالمية بانفتاحها على وطننا العربي وعالمنا الإسلامي، وضم صوته لكل المنادين بتكريم صاحب الاثنينية والتي لم يبخل مؤسسها في تكريم رجالات العلم والثقافة والإبداع، مشيراً إلى رغبة الشيخ في تكريمه بالاثنينية منذ أكثر من عقد ونصف، وأخيرا تمكن من تلبية دعوته للاحتفاء بمؤلفه الأخير (تاريخ أمة في سيرة أئمة) وعرض لكل مراحل بحثه وتحقيقه وما بذل فيه من جهد حتى اكتملت مسوداته ودفع بها للمطبعة، متحدثاً باستفاضة عن المعوقات والصعاب التي واجهته في جمع المعلومة والتثبت منها، لتعذر المراجع في بعض الحقب التاريخية، وعرج في حديثه إلى تاريخ الكعبة وعمارتها وعمارة المسجد الحرام بتفصيل دقيق متناولا مشروع ساعة مكة الذي أنجز في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مشيرا إلى أن الملك عبدالعزيز آل سعود هو أول من استبدل المزولة الشمسية بالساعة الحديثة، كما تحدث عن تاريخ الحرم النبوي الشريف وأئمته وعمارته. وفي ختام حديثه توجه بالشكر لدارة الملك عبدالعزيز لاحتضانها الكتاب وعنايتها بكل مراحل إعداده برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، موجهاً نداءاته للجامعات ومراكز البحث العلمي بعقد دورات خاصة بأئمة الحرمين وتفعيل برامج دراسات عليا وبحوث تدريبية في هذا الموضوع الهام، مخاطبا أهل العلم بسداد النقص والإعثار الذي من شأنه أن يكون قد اعترى كتابه الأخير تاريخ أمة في سيرة أئمة. تلا ذلك الفرصة للحضور لمداخلات وتقديم أسئلة للضيف تنوعت ما بين الفكري والفقهي والتربوي.