تتصاعد تداعيات "كمين تلكلخ" الذي ذهب ضحيته عدد من الشبان اللبنانيين من مدينة طرابلس الذين كانون متوجهين الى سوريا لدعم المعارضة فواجهوا كمينا قاتلًا فجر الأربعاء والخميس الماضيين. ولا تزال المعلومات متضاربة حول هذه الحادثة المؤكد فيها لغاية اليوم ما عرضه التلفزيون السوري عن وجود 5 جثث مع بطاقات هوية تعود الى كل من: يوسف أبو عريضة، عبد الحميد الآغا، خضر علم الدين، محمد المير ومحمد الرفاعي. وتستمر الشائعات وبعض الأفلام المصورة على الهواتف الخلوية لمشاهد القتلى الطرابلسيين والتمثيل بجثثهم في شحن النفوس ضد القوات النظامية السورية التي نصبت هذا الكمين المحكم الذي أوقع عددا كبيرا من الشبان يبلغ الثلاثين. ولا تزال الضغوط مستمرة من أجل إعادة جثث اللبنانيين القتلى مع توجه سلمي عند مشايخ المدينة الذين رفضوا أي تحركات عنفية أو قطع طرقات مكتفين بالدعوة الى اعتصامات سلمية للأهالي. وأمس صدر بيان عن السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي أثلج قلوب الأهالي قلقلا وجاء فيه "بناء على طلب معالي وزير الخارجية والمغتربين الدكتور عدنان منصور المساعدة في اعادة جثث المقاتلين الذين قضوا في تلكلخ السورية فإن حكومة بلادي تدرس لاسباب انسانية معالجة هذه القضية وسنحدد لاحقا بالتعاون مع معالي الوزير منصور خطوات الحل وآلياته". وقال سكان إن اشتباكات اندلعت في مدينة طرابلس الثلاثاء بين مسلحين موالين لكل من طرفي الصراع في سوريا مما أسفر عن إصابة شخص. وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قد اتصل باللجنة الدولية للصليب الأحمر اللبناني للمساعدة في نقل جثث اللبنانيين التي يفوق عددهم الخمسة بحسب مصادر لبنانية بارزة قالت ل"الرياض" بأن: الحكومة السورية تبدي مرونة في الموضوع لكنّ الوضع يحتاج الى بضعة أيام كي ينجلي بشكل تام. وعن الأوضاع في مدينة طرابلس قالت اوساط سياسية طرابلسية إن الأجواء متوترة جدا وخصوصا بين جبل محسن وباب التبانة والرهان هو على الجيش اللبناني الذي بيده ضبط الأمور ومنعها من الفلتان وخصوصا في ظلّ اشتباكات بين المنطقتين وشائعات عن عمليات قتل تستهدف أشخاصا من طوائف معنية". وفيما تحولت هذه القضية الى بند طارئ على جدول أعمال مجلس الوزراء اللبناني كرر رئيس الجمهورية ميشال سليمان موقفه "بتحييد لبنان عن صراعات الآخرين وعدم التدخل في شؤونهم"، وشدّد على أهمية ما يقوم به الجيش والقوى الأمنية من تدابير لمنع عبور السلاح والمسلحين الى أي جهة انتموا مؤكدا أنه على المواطنين عدم إيواء المسلحين وتوفير الملاذ لهم إنسجاما مع سياسة الحياد، فضلا عن أن عملا كهذا يعرّض من يقوم به للملاحقة". في هذا الوقت أعربت أوساط ديبلوماسية غربية في بيروت ل"الرياض" عن خشيتها من أن مجموعات لبنانية تنتمي الى أطراف سياسية مختلفة بدأت تشارك في الحرب السورية مرددة قلقها من انعكاس الأمر على الاستقرار الأمني في لبنان.