على الرغم من معرفة المضاعفات الصحية والنفسية وتاثيرها الاجتماعي على المرأة فان البدانة تتزايد بشكل مضطرد في مجتمعنا وعلى الرغم من التوعية الصحية في وسائل الاعلام والمنتديات العلمية والاجتماعية بمخاطر السمنة الا ان الغالبية العظمى من السيدات وكذلك الرجال لا يعيرون اهتماما بهذه المشكلة ويستمر الاهمال واللامبالة. الغالبية العظمى من الناس يرغب بالتخلص من البدانة والمحافظة على جسم متناسق ولكن فقط بالاماني وليس بالارادة والتصميم. فالجميع للاسف لا يعملون بجدية بالاهتمام بالنظام الغذائي المتوازن بل على العكس تزداد شراهة الاكل وبالتالي الخمول وعدم ممارسة الرياضة التي تستوجب عملا منظما ومستمرا للمحافظة على وزن الجسم والتخلص من البدانة للاستمتاع بالصحة مليئة بالنشاط والحيوية والانتاجية والابتعاد عن مضاعفات البدانة المرضية التي قد لا تحدث مباشرة ولكن مع مرور الزمن تظهر هذه المضاعفات المرضية بعد فوات الاوان. كانت المرأة البدينة رمزاً للجمال، والعرب كانوا يفضلون دائماً المرأة البدينة المكتنزة المعافاة كما كانت الكروش لدى الرجال رمز الوجاهة، هذا كان قبل الغزو الثقافي الغربي وانتشار صناعة الألبسة الجاهزة وانتشار محلات الموضة. ان هذه القناعات اصبحت جزءًا من التاريخ واصبح هاجس كل امرأة عربية اليوم هو كيفية الحفاظ على الوزن والتمتع بقوام جميل وخصر نحيل. وساهمت وسائل الاعلام في رسم صور للسمنة ربما تعني البشاعة هذا بالاضافة الى الى وجود العديد من التهديدات الصحية وذلك بهدف الالتزام باوزان محددة ومقاييس معينة وكيفية استخدام الوسائل المناسبة من اجل تحقيق الهدف المنشود. تشير الوثائق العلمية الصادرة من الهيئات والمنظمات الصحية الدولية الى ان السمنة قد ازدادت انتشارا بين دول العالم الصناعي وانها تزحف بقوة على البلدان التي في طور النمو. في الولاياتالمتحدة الاميركية أوضحت إحدى الدراسات أن نسبة السمنة بين الاميركيين من اصل افريقي بلغت 30.4 في المائة، وعند الأميركيين من اصل ابيض 27.3 في المائة. وكذلك الحال في الدول العربية والخليجية، السمنة في السعودية وإذا نظرنا الى دول الوطن العربي لوجدنا ان المملكة العربية السعودية تفوق قريناتها في عدد البدناء، إذ يكلف البدناء المملكة أكثر من 500مليون ريال سنويا بسبب ترددهم على المستشفيات لعلاج أمراض سببها المباشر هو زيادة الوزن، كما نشر الخبير السعودي الدكتور فؤاد نيازي دراسة أوضح فيها أن معدلات السمنة في السعودية ارتفعت بنسبة 30% خلال السنوات العشر الأخيرة وقال ان 29% من الرجال يعانون من زيادة الوزن فيما تعاني 37% من النساء من السمنة ووصلت معدلات السمنة بين النساء الى 24% مقابل 16% من الرجال، وأكد ان هذه النسب هي من أعلى المعدلات في العالم خاصة بين النساء. ووجد في دراسة آخرى ان معدل زيادة الوزن هو36.9% بالسعودية. ووجد ان اعلى نسبة لانتشار السمنة في المنطقة الغربية 42% تليها الوسطى 40% واقل معدلات السمنة كانت في المنطقة الجنوبية 30%. وطرق تشخيص البدانة كثيرة، منها ماهو معقد ولا يجرى إلا فى معامل الأبحاث، وماهو بسيط ويجرى بسهولة فى أية عيادة. وبالنسبة للعامة يمكن التعرف على الوزن الطبيعي التقريبي بخصم الرقم مائة من الطول ( الوزن الطبيعى التقريبي = الطول بالسنتيمتر - 100). أما بالنسبة للعيادات ومراكز علاج السمنة فتوجد عده طرق يذكر منها: 1- الميزان: يقاس الطول بالسنتيمتر ويقدر الوزن بالكيلوجرام. ثم يقارن الوزن بالوزن الموجود بالجداول القياسية للأوزان الطبيعية بناء على الطول والعمر والجنس، وبذلك يمكن حساب الوزن الزائد عن الوزن المثالي. 2- قياس سمك الجلد: فى مناطق خاصة بالذراعين والظهر والبطن وتفرغ في جداول خاصة يمكن منها حساب نسبة كمية الدهون فى الجسم وكذلك توجد موازين واجهزة يمكن أن تعطي نسبة كمية الدهون وتقارن هذه النسب بالنسبة الطبيعية. 3- حساب دليل كتلة الجسم: وذلك بقسمة وزن الجسم بالكيلوجرام على مربع الطول بالمتر. دليل كتلة الجسم = الوزن بالكيلوجرام / ( الطول بالمتر )2 . وتقسم درجات البدانة بهذه الطريقة إلى: درجة بدانة صفر 20 - 24.9 ، درجة بدانة 1 - 25 -29.9 ، درجة بدانة 2 - 30 -40 ، درجة بدانة 3 - أكثر من 40 وتسمى البدانة المفرطة. ويعتبر الشخص بدينا إذا زاد دليل كتلة الجسم عند 27.8 للرجال و27.3 للسيدات. 4- قياس نسبة محيط الخصر إلى محيط الردفين: وتفيد هذه الطريقة في تشخيص البدانة التي تؤدي إلى مضاعفات في ضيق شرايين القلب والمضاعفات الخطيرة الأخرى، فإنة زادت هذه النسبة عن 9. في الرجال أو8. في النساء أصبح الشخص معرضا لهذه المضاعفات اسباب السمنة: 1. الاكثار من الطعام: من الأسباب الرئيسية للسمنة هو الإفراط في تناول الطعام الذي يؤدي الى البدانة وهي اغذية الطاقة مثل الحلوى والشوكولاتا والارز والمعكرونة والخبز والمربى والزبدة والقشدة وفي الحقيقة انه لامانع من تناول هذه الأغذية للأصحاء ولكن للاسف السبب الرئيسي لدور الغذاء في البدانة هو الشراهة في الاكل وتناول الطعام بين الوجبات وتناول الحلويات بكثرة والوجبات السريعة والمكسرات والمشروبات الغازية. هذا بالاضافة الى عدم معرفة السيدة بكيفية اعداد الوجبة الغذائية السليمة التي تحتوي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم تعد من العوامل التي تساعد في حدوث السمنة. 2. قلة النشاط وعدم الحركة: ان قلة النشاط الجسدي والخمول يؤديان الى السمنة ويساعد على ذلك نمط الحياة الحديثة وما فيها من وسائل الراحة داخل المنزل وخارجة واستعمال السيارة حتى في المسافات القصيرة وكذلك انتشار اجهزة التلفاز في كل مكان فيتجمع حوله افراد الاسرة صغاراً وكباراً عدة ساعات يومياً مما يقلل من الحركة وعدم الخروج والمشي. 3. اسباب نفسية: من الممكن ان تؤثر الحالة النفسية في كمية الطعام التي يتناولها الفرد. حيث يهرب بعض النساء من المشكل النفسية الى حالة الإفراط في تناول الطعام وهذا ما يسمى بالسمنة النفسية وتكون ناتجة عن الشراهة في الاكل وعدم الاحساس بالشبع. فهذه الفئة من الفتيات تنفتح شهيتهن بمجرد رؤيتهن او تذوقهن للاطعمة او حتى شمهن لها من بعد وهن عادة اقل حركة من غيرهن ولا يمارسن اي نوع من الرياضة البدنية ويملن الى النوم والراحة وحياة الكسل ولكنهن يفتشن دائماً عن الاكل حتى لو كان غير مستساغ الطعم ومعالجة هذا النوع من السمنة سهل ،وذلك عبارة عن اتباع حمية عادية من الطعام. 4. تأثير الحمل في السمنة: تلعب الهرمونات الانثوية دوراً مهماً في توزيع الدهون في مختلف مناطق جسم المرأة ولعل تراكم الدهون في الارداف عند السيدات يرجع الى هورمون الاستروجين الذي يفرزه المبيض لذلك سمي هذا النوع من السمنة ( السمنة الانثوية) اي الخاصة بالاناث ويزداد تراكم الدهون عند المرأة نتيجة النشاط الهرموني المتزايد في الفترة التي تمتد من بداية البلوغ حتى سن الخامسة والاربعين. اما بالنسبة للحمل فلم يثبت ان للحمل تأثيراً كبيراً في حدوث السمنة العالية اما زيادة الوزن التي تظهر أثناء الحمل فهي نتيجة لنمو الجنين وما يرافق ذلك من تضخم في الرحم بالاضافة الى زيادة النشاط الهرموني الذي يفتح الشهية للاكل غير ان بعض السيدات الحوامل يفرطن في الطعام والخلود للراحة اعتقاداً منهن أن ذلك يساعد على نمو الجنين والحفاظ عليه مما يؤدي الى زيادة الوزن وترجع اوزان غالبية النساء الحوامل الى طبيعتهن بعد الولادة بعدة اسابيع خصوصاً اذا كن مرضعات حيث ان الرضاعة الطبيعية الوافية تساعد وبشكل كبير في التخلص من الوزن المكتسب اثناء الحمل وربما الى ما دون ذلك. 5. دور الوراثة في السمنة: للوراثة دور معروف في حدوث السمنة فالاستعداد الوراثي للسمنة يورث من الآباء إلى الأبناء خصوصاً إذا كان احد الأبوين او كلاهما بديناً ولكن السبب المباشر لهذة الظاهرة معقد وغير معروف على وجه التحديد ويحتاج لكثير من البحوث والدراسات المعمقة. 6. دور الغدد الصمَاء في السمنة: من اكثر امراض الغدد الصمَاء مسبباً للسمنة هو خمول الغذة الدرقية وهو شائع جداً لدا النساء كما ان اضطرابات الغدة الكظرية والبنكرياس لها دور في حدوث السمنة. 7. تأثير بعض الأدوية: ان بعض الأدوية التي تتناولها المرأة لهل تأثير مباشر في حدوث السمنة ومنها - حبوب منع الحمل وذلك نظراً لما تحويه من هرمونات أنثوية تؤدي إلى اختزان الماء داخل الجسم وعدم استهلاك الطاقة بكاملها غير ان هذه الزيادة عادة طفيفة ونادراً ما يتعدى الوزن الفائض من واحد إلى ثلاثة كيلوغرامات ولا يمكن تحميل الأدوية التي تحتوي على الهرمونات الأنثوية مسؤولية زيادة الوزن في حال أعطيت في منتصف العمر اذ ان هذه الزيادة في الوزن ترجع الى عوامل وراثية او عوامل آخرى. - الكورتيزون من المعروف ان الكورتيزون من مسببات السمنة حيث يحث الجسم على انتاج الدهون وكذلك ينفرد بتوزيعها حيث يجعلها تتراكم بشكل كبير حول العنق والوجنتين والبطن هذا بالإضافة لاثارته للشهية بشكل متواصل واحتباسه للسوائل والملح داخل الجسم حتى لو كان استخدامه سطحياً على الجلد حيث بامكانه اختراق الحاجز الجلدي والانتشار في الجسم وعادة يزيد وزن المريض ما بين 25 الى 30 كيلوغراما دفعة واحدة. ولكن استخدام الكورتيزون لفترات قصيرة وكميات معتدلة لا يدعو للخوف حيث ان البدانة لا تظهر إلا عندما يتجاوز العلاج فترة شهر. - المهدئات والمسكنات: ان المهدئات والمسكنات لا تزيد الوزن ولكن استهلاكها بوفرة وافراط قد يؤدي الى السمنة لان المريض يفقد تدريجياً نشاطه وحركته فتقل همته وبالتالي لن يحرق الوحدات الحرارية التي يخزنها فيزداد وزنه. اما الادوية التي تزيد الوزن فهي بالدرجة الاولى تلك التي تعالج الانهيارات العصبية والتي تؤثر مباشرة على المخ ومراكز ضغط الجهاز العصبي التي تدير شؤون نظامي الجوع والشبع مما يؤدي الى الشعور المتداخل بالجوع فتنكب المريضة على التهام الاطعمة بلا قيود وبشكل يزيد عن متطلباتها اليومية والاستخدام القليل لهذه الادوية لا تؤثر والخلاصة ان افضل ما يمكن ان يقدمه المرء لنفسه هو الابتعاد قدر المستطاع عن الادوية والاعتماد على ما هو صحي ومفيد بواسطة الارادة الذاتية.