تحدثنا في العدد السابق عن السمنة بشكل عام من حيث تعريفها واسبابها ومعدلات ارتفاعها على المستوى المحلي والاقليمي والعالمي ونستكمل في هذا العدد المخاطر الصحية من السمنة ووسائل الوقاية منها وطرائق علاجها. تؤثر زيادة الوزن في الصحة العامة عند جميع الناس في جميع مراحل العمر وغالباً ما تكون مصحوبة ببعض الامراض التي تؤدي الى قصر العمر والاصابات بجلطات دموية في الشرايين وخاصة التاجية إضافة الى تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية. كما تسبب السمنة اضطرابات في الجهاز الهضمي من اهمها تشكل حصى في كيس المرارة والتهابها، كما تؤدي السمنة الى الاصابة بمرض السكري وخاصة لدى الاشخاص دوي الاستعداد الوراثي لهذا المرض. ويلاحظ ان جميع متاعب العظام والمفاصل واصابة الظهر والاقدام والأم اسفل الظهر والغضروف وهذه تحدث لعدم تحمل هذه المفاصل لثقل جسم المرأة السمينة كذلك تؤدي السمنة الى ضعف في بعض عضلات البطن ما يؤدي الى الاصابة بالفتق. ومن اكثر المتاعب التي تعانيها بعض السيدات البدينات خصوصاً الشابات اللاتي انتشرت السمنة بين هذه الفئة العمرية مؤخراً هو افتقداهن للرشاقة وفقدان القوام الجسدي المتناسق ما يعرضهن لحالات من الاكتئاب والانطواء والاضطرابات النفسية المتكررة. ان الأغذية الغنية بالدهون والكربوهيدرات التي تساعد على حدوث السمنة تساعد ايضاً على ظهور حب الشباب وامراض جلدية اخرى كتلك التي تحدث في ثنايا الجلد تحت الثدي او الابطين او بين الفخدين نتيجة لاحتجاز العرق داخل الجلد. الطعام غير الصحي يزيد من بدانة الفتيات وتؤثر السمنة في الجهاز التنفسي فتحدث صعوبة في التنفس وشعوراً بالتعب والاجهاد السريع خاصة عند القيام باقل مجهود واقل حركة. كما ينشأ عسر الهضم نتيجة الاكثار من الطعام او سرعة تناوله او عدم مضغه بشكل كاف والاكل في مواعيد غير منتظمة والاكثار من الاطعمة الدهنية او غير المطهية جيداً، كذلك ينشأ عسر الهضم من تناول الشاي والقهوة والتدخين وتناول المواد المبهجة للمعدة مثل الفلفل والمخللات والبهارات ما يسبب شعوراً بالغثيان والحرقة في المعدة وحدوث انتفاخ وغازات مزعجة، ان تناول المخللات المشبعة بمحلول الملح لفتح شهية الطعام يجعل الجسم يأخد الملح بكميات تفوق حاجته ما يسبب ضرراً للجسم، ويعد الملح أحد الاسباب الرئيسة في الاصابة بالبدانة المفرطة لهذا السبب ينبغي الاستعاضة عن المخللات بالخضروات الطازجة. كما ان توافر كميات كبيرة من الدهون في الطعام يؤدي الى السمنة ويسبب امراضاً كثيرة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وامراض المرارة والتهاب غشاء المعدة. ان تناول الحلوى والسكريات بكثرة يسبب السمنة ايضاً يترتب عنها من امراض إضافة الى تسوس الاسنان. اما بالنسبة للامراض المتعلقة بالحمل والولادة ففي الغالب تعاني السيدات البدينات من اضطرابات في الدورة الشهرية نتيجة للاضطرابات التبويض وارتفاع المعدلات الهرمونية الانثوية ما يحدث تضخما في بطانة الرحم يؤدي الى دورات شهرية مضطربة ونازفة، ما يؤدي الى حدوث فقر دم وهذا التهيج في بطانة الرحم قد يتطور الى مشاكل اكثر صعوبة، كحدوث تغيرات خلوية شاذة وربما سرطان الرحم الذي يحدث بصفة غالبة في البدينات خصوصاً في مرحلة سن الأياس. وقد يصاحب بعض البدينات صعوبة في حدوث الحمل بسبب اضطرابات التبويض وفي حالة حدوث الحمل قد تزداد مشاكل الحمل كالالتهاب الانتانية المتكررة في المهبل والمسالك البولية وترتفع معدلات سكر الحمل وما يصاحبها من حالات اجهاض وولادات متكررة، وربما عيوب خلقية واضطرابات مشيمية كانفصال المشيمة الباكر والمشيمة النازحة وحدوث تعوق نمو الجنين وارتفاع ضغط الدم الشرياني المعروف بتسمم الحمل، وحدوث صعوبات الولادة وترتفع معدلات الولادات الجراحية وشفائها وحدوث نزف ما بعد الولادة، كما ترتفع معدلات جلطة الساقيين والرئة بعد الولادة في البدينات بالمقارنة بالسيدات ذوات الاوزان الطبيعية. وترتفع بشكل عام نسبة الاورام السرطانية في البدينات مثل سرطان المبيض والقولون والرحم. عند البدينات ترتفع معدلات سكر الحمل وما يصاحبها من إجهاض علاج السمنة والوقاية منها التثقيف الصحي والوعي الغذائي: من اهم عوامل النجاح في علاج السمنة الوعي الصحي واتباع العادات الغذائية السليمة والعمل على تغيير السلوكيات الغذائية السيئة، فاتباع نظام غذائي يتميز بالاقلال من الاكل وان يكون متوازنا حيث يحتوي على كل العناصر الاساسية اللازمة لبناء الجسم وامداده بالطاقة مثل البروتينات والسكريات والنشويات والدهون والاملاح والمعادن والفيتامينات وجميع العناصر الاساسية الاخرى. ويعتمد علاج السمنة اولاً واخيراً على ارادة المرأة وايمانها الكامل بان السمنة ناتجة عن الشراهة والافراط في الاكل وقلة الحركة، ومتى ما وعت المرأة تماماً هذه الحقيقة سهل عليها اتباع نظام دائم في الحمية يعتمد على قاعدة بسيطة للغاية وهي ان عليها لكي تستعيد رشاقتها ونشاطها وجمال قوامها أن تاكل قليلاً وتمشي كثيراً لكي تعيش طويلاً. وبالمقابل يجب عدم اتباع انظمة غذائية صارمة قليلة جداً بالوحدات الحرارية ما يؤدي الى بعض المضاعفات الصحية مثل الشعور بالارهاق وبالتعب وعدم القدرة على النشاط والحركة وحدوث اضطرابات في القلب والجهاز العصبي، كما ننصح بعدم محاولة الاستفراغ بعد الاكل حيث ان كثيرا من البدينات يستخدمن هذه الوسيلة لنقص الوزن وهذه عبارة عن مرض نفسي معروف بالبوليميا. ونصيحتي بالنسبة إلى الحمية الغذائية تناول كل ما تشتهيه ولا تحرم نفسك من شيء ولكن بكميات متوازنة بسيطة وبعدها قم بحرقها بالحركة والنشاط والرياضة. ويستخدم العديد من العقاقير لخفض الوزن ولكن معظمها دون جدوى اولا بسبب عدم التزام المريضة بها وثانياً ما قد تحمله من مضاعفات صحية على المرأة. وانتشرت وسائل العلاج الجراحي مثل بالون المعدة وقص المعدة والتحوير الجراحي ما بين المعدة والامعاء وهذه اثبتت نجاحها خصوصا عملية التحوير ولكن قد تحدث مضاعفات صحية وان كانت بنسب قليلة ولكنها قد تكون خطيرة جداً. اختر طعامك بدقة وليكن صحياً ومفيداً