هلت البشائر، وسرت في القلوب مشاعر المحبة والبهجة، وارتفعت الأكف بالدعاء أن يطيل الله عمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ويمتعه بالصحة والعافية. كان يوم الأربعاء الماضي يوماً مشهوداً تسمرت الملايين فيه أمام شاشات التلفاز لتكتحل أعينها برؤية الوالد القائد الملك عبدالله بعد أيام طويلة علينا قضاها في المستشفى وأجرى خلالها عملية جراحية تكللت بالنجاح ولله الحمد. رأيناه حفظه الله يسلم على زواره وإخوانه وأفراد أسرته ويتناول أطراف الحديث معهم والابتسامة وروح التفاؤل لا تفارقان محياه. رأيناه، كما عودنا أن نراه، شامخاً مؤمناً بربه متوكلاً عليه في كل أموره. الشفافية منهجه، والصراحة ديدنه، وما أدل على ذلك من بيان دخوله المستشفى وإجراء العملية حيث كان واضحاً ومحدداً بالساعات والدقائق وبما لا يدع مجالاً للشك في إخفاء المعلومة الصحيحة وإعلانها لأبناء الشعب مهما كان نوعها. خفافيش الظلام والحاقدون، كعادتهم، توهموا أن الفرصة مواتية لهم لترويج الإشاعات واختلاق الأكاذيب عن صحة خادم الحرمين الشريفين، ورأينا عبر مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من الكتابات المغرضة التي لا نشك أن الهدف من ورائها إثارة القلاقل والفتن والترويج لتوجهات الأعداء وأفكارهم، ولكن رد الله كيدهم في نحورهم وكذبت كل إشاعاتهم وانكشفت أوراقهم وأوراق متابعيهم، ورأى الجميع خادم الحرمين الشريفين وهو في أحسن حال ولله الحمد والمنة. لا أحد يشك أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بإيمانه بالله عز وجل وبطيبته وسماحته، وحرصه على مصلحة وطنه وشعبه زرع حباً لا يعدله حب ووفاء لا يجاريه وفاء. الكل يهتف، والكل يدعو، والكل مستعد لأن يتصدى لكل ما يقال ويشاع في حق الملك عبدالله. عاشت بلادنا في عصره نهضة لا يجاريها نهضة. لم يقتصر الأمر على قطاع بعينه، أو منفعة بخلاف الأخرى. في كل مناسبة، وفي كل لقاء له مع وزير أو مسؤول نسمع منه حفظه الله كلمات تنبع من الأعماق وتؤكد على أهمية خدمة الإسلام والمسلمين، والوطن والمواطن ولو كان ذلك على حساب المزيد من النفقات. وفي هذا المقام لا تغيب عن أذهاننا توجيهاته للمسؤولين عن مشروع توسعة المطاف ومشاريع الإسكان. كان يعارض أي تأخير في التنفيذ، أو أي إضرار بالمواطن، ولا نستغرب حينما نرى المسؤول يستجيب، فمن ذا الذي يملك الشجاعة ليمنع أو يؤخر ما فيه مصلحة البلاد والعباد. فرحتنا بسلامة خادم الحرمين الشريفين تجاوزت الحدود، فالكل على يقين تام بالدور الذي يقوم به أبو متعب في كل الاتجاهات لخدمة قضايا الأمة، وتزداد أهمية هذا الدور في هذه المرحلة التي تشهد صراعات ونزاعات في أكثر من دولة، ويكفي أن استشهد هنا بما كتبه أحد المغردين الخليجيين في تويتر حين قال "عقب ما سمعت صوت أبو متعب أحسست بالأمان.. هو ذخرنا.. وصمام أمان الخليج من الفتن".