انشغل الإعلام الرياضي نهاية الاسبوع الماضي بالتصرف السلبي لقائد فريق النصر حسين عبدالغني حين تعمد تجاهل السلام على زميله حارس الفيصلي تيسير النتيف قبل بداية مباراة فريقيهما الدورية، فكان ذلك محور نقاش المحللين والنقاد الرياضيين في القنوات الفضائية والصفحات الرياضية .. وكالعادة ضُخم الموضوع واختلف المنظّرون في مَنْ اخطأ ومن أصاب من اللاعبين؟ وخرج المتلقي في النهاية بلا نتيجة في جدل "لا يسمن ولا يغني من جوع "اراد الإعلام من خلاله الإثارة وتصعيده برغم انها حالة خلاف فردي كشفت سوء سلوك من بعض اطرافها وتغييب متعمد لمبادئ الروح الرياضية الحقة في ساحة المنافسة الشريفة وبالذات من جانب القائد النصراوي عبدالغني بعد المباراة عندما سأله المذيع الفضائي: ألستم اخواناً ؟ فأجاب حسين سريعاً بالنفي !. في خضم الحديث عن تلك الصورة المشوهة للروح الرياضية في ملاعبنا نجد اعلامنا ركز على هذا الموقف السلبي واهمل في المقابل جانباً ايجابياً حين غيّب دوره الاجتماعي في التركيز والاهتمام في متابعة احداث رياضية اخرى ذات اهمية مثل تزامن حادثة عبدالغني والنتيف مع وفاة نجم اهلي الرياض (الرياض حالياً) ابراهيم الشايب الملقب ب (ولد الشايب) ورحيله عن الساحة الرياضية، وهو المدافع العملاق المعروف في ملاعبنا لدى رياضيي الزمن الجميل في المنطقة الوسطى على وجه الخصوص لحق بالرفيق الاعلى ودفن الجمعة الماضية دون أي حضور او متابعة اعلامية كأقل واجب يقدم لهذا النجم في وداعه الاخير من خلال المشاركة بالخبر والصورة في تشييع جثمانه الى مثواه بمقبرة ام الحمام بعدما فضّل اعلامنا الانشغال بما هو اهم في مفهومه حاله في هذا كحال العديد من نجوم الأمس الذين تاهوا في غياهب النسيان ورحلوا بهدوء وصمت بعدما كانت الانظار الاعلامية لا تفارقهم. لقد كان (ولد الشايب) مضرب مثل في الوفاء والاخلاص ل "مدرسة الوسطى" التي ارتبط بها منذ نعومة اظفاره في النصف الثاني من سبعينات القرن الهجري الماضي الى ان اعتزل اللعب عام 1389 ه اذ لم يسبق ان ساوم ناديه او تخلف عن لقاء وكانت ابرز مبارياته التاريخية نهائي كأس الملك لعام 1382 ه امام اهلي جدة على ملعب الصايغ بالرياض ويومها خسر اهلي الرياض بشرف .. بهدف ( الكلجة). وفاء ابراهيم امتد الى حارته اذ لم يغادر حي الباطن الشعبي الرابض على ضفاف وادي حنيفة – غرب الرياض طيلة حياته وحتى وافته المنية في عامه الخامس والسبعين. رحم الله ابراهيم الشايب الذي احبه كل من عرفه وعهد فيه البساطة والكرم والنبل والشهامة بجانب ماكان يتمتع به من اريحية واخلاق وروح طيبة اكسبته محبة وتقدير الجميع "رحمه الله رحمة واسعة".