ناصر بن سيف اسم كبير لنجم دولي ومدافع عملاق برز في صفوف أهلي الرياض في النصف الأول من الثمانينات الهجرية وبزغ نجمه ليصل بسرعة البرق إلى منتخب الوسطى ثم اختير للمنتخب الأول ومثله خير تمثيل بمشاركاته المحدودة في حقبة الثمانينيات. لقبه الأستاذ راشد الحمدان الكاتب الصحفي ب "الجنيه الاسترليني" لغلاوة ثمنه كلاعب مميز بأدائه وحريف بمهاراته. التقينا ب "ابن سيف" في حديث رصدنا من خلاله بعضاً من جوانب حياته الرياضية المشرفة: 48عاماً علاقتي بالأهلي بدأت علاقتي بنادي أهلي الرياض عام 1381ه حين التحقت بصفوفه في سن مبكرة وعمري لا يتجاوز الخامسة عشرة ومكثت ثلاثة أعوام أمثل فيها أشبال النادي مروراً بالدرجة الثانية والشباب قبل وصولي للفريق الأول عام 1385ه وبقيت أمثله حتى عام 1392ه. وكنت ألعب مهاجماً في بداية مشواري كجناح أيسر وأعادني مدرب الفريق السوداني "حسب الله" إلى خط الظهر كمتوسط دفاع واخترت لتمثيل منتخب الوسط لأول مرة عام 1386ه وفي السنة التالية استدعيت لصفوف المنتخب الأول ورأى مدربه التونسي "العربي السوداني" ان مركز الظهير الأيسر هو الأنسب لقدراتي الدفاعية وبالفعل لعبت في هذا المركز ضد منتخب تونس عام 87ه وانتهت لصالحنا بأربعة نظيفة ثم لعبت أمام منتخب تركيا في جدة وخسرنا "صفر/2". حائر بين الهلال والنصر! ويتذكر مدافع الأهلي الدولي ناصر بن سيف أحداثاً لا تنسى في مسيرته الرياضية جرت في عام 1388ه وتحديداً خلال الفترة الحرة الموسمية المقررة لانتقالات اللاعبين دون موافقة أنديتهم التي كان معمولاً بها آنذاك لمدة لا تتجاوز 15يوماً في كل عام قائلاً: بعد تألقي مع المنتخب أمام تونس: بدأت الأنظار تركز علي وقبل موعد الفترة الحرة جاءني في عملي بوزارة العمل الأستاذ عبدالرحمن السماري وطلب مني مقابلة رئيس الهلال الشيخ عبدالرحمن بن سعيد بنادي الهلال وذهبت في المساء لمقره بالظهيرة، وقابلت "أبوحطبة" فسألته عن مكان "أبو مساعد" فأخذني إلى مكتبه وهناك بادرني بالقول: "نعرف ان النصر تحدثوا معك بشأن رغبتهم في انتقالك إلى صفوفهم ونحن كذلك نريدك في الهلال وفكر في مصلحتك واستغل الفرصة في استثمار موهبتك الكروية.. وابعلمك بعد أن زميلك مبارك الناصر خالصين معه".. وعندها أبديت موافقتي على الانتقال لصفوف الهلال في انتظار موعد الفترة الحرة وبعد ثلاثة أيام فوجئت بنجم النصر الكبير أحمد الدنيني "رحمه الله" يطرق باب بيتنا في منتصف الليل الأمر الذي أزعج والدي "رحمه الله" حين استيقظ على قرع الباب بقوة في هذا الوقت المتأخر من الليل وقام بفتح الباب واستدعاني لمقابلة "الدنيني" وسط حالة من الامتعاض ونقل لي "أحمد" رغبة الأمير عبدالرحمن بن سعود "رحمه الله" في مقابلتي فذهبت إليه بعد تمرين اليوم التالي فعرض عليّ الانتقال وقال تذهب لشخص سوداني "لا اتذكر اسمه حالياً" وتتسلم منه تذكرة سفر إلى لبنان ومبلغاً من المال في حدود "15" ألف ريال من شخص سوداني آخر.. تذهب بها إلى بيروت وتمكث هناك طوال أيام الفترة الحرة وبعد عشرة أيام سيقابلك شخص بكشوفات النادي لتصادق على موافقتك بالانتقال للنصر ثم تتسلم بقية قيمة الصفقة. إلغاء الفترة الحرة المهم انني تسلمت تذكرة السفر وغادرت الرياض إلى بيروت وبعد اسبوع فوجئت بإحدى شقيقاتي تهاتفني لتنقل إلى مسامعي نبأ قيام رعاية الشباب بإلغاء الفترة الحرة إلى الأبد وبقيت هناك إلى نفذت فلوس النصر وعدت إلى ناديي السابق. حتى أهلي جدة فاوضني! كما حدث لي موقف مشابه مع النادي الأهلي بجدة حين سافرت إلى جدة برفقة زميلي اللاعب فهد الزير وقابلني في المطار أحد محبي الأهلي ويدعى "عنبر" ونقل لي رغبة ناديه في ضمي لصفوفه وتدربت مع الاهلي فقدموا لي مبلغ ألفي ريال وقدر لي مقابلة الرمز الأهلاوي الكبير الأمير عبدالله الفيصل (رحمه الله) وقال نريدك في الأهلي فأجبته أن والدي ووالدتي يرفضان ذلك فقال رحمه الله: نجيبهم في جدة كما أننا استقدمنا مدرباً انجليزياً للفريق.. وامام رفض والدي فكرة الانتقال ابلغت سموه اعتذاري.. واتذكر ان النجمين النصراويين احمد الدنيني وعثمان بخيت كانا يتواجدان في جدة انذاك على اثر خلافهما مع النصر. الشايب ضيعنا في الكأس! وسألنا ناصر بن سيف عن تزامن فترة نجوميته مع المتعة الكروية التي كان يقدمها ابناء مدرسة الوسطى في حقبة الثمانينيات الهجرية ومع ذلك فشل فريقهم (الأهلي) في تحقيق أي بطولة.. وكان السؤال عن ابرز اسباب ذلك الاخفاق فرد ناصر قائلاً: سوء طالع لازمنا في كثير من البطولات.. واولها امام اهلي جدة بنهائي كأس الملك 82ه لعب فريقنا اجمل مباراة وتفوق لاعبوه على نظرائهم الاهلاويين وتصدت العارضة الخضراء لثلاث كرات من اقدام زيد وراشد المطرف وامتدت المباراة الى الاشواط الاضافية وكنا الافضل بشهادة الصحف ولكن مشكلتنا ان فريقنا لم يتعود اللعب في الشوطين الاضافيين لنفاذ المخزون اللياقي لدى بعض افراده مثل زميلي ابراهيم الشايب الذي (داخ) فترك (جوهر الفيصل) لاعب اهلي جدة يتجاوزه ويصلح الكورة لابراهيم عشماوي الملقب ب(الكلجه) ليسجل هدف المباراة الوحيد ونخسر كأس الملك. انتقال (حمزة) لطمة! والمعضلة الاخرى بعد هذه المباراة التاريخية هي انتقال اروع مدافعينا (علي حمزة) لصفوف اهلي جدة وقد ترك هذا الانتقال اثراً سلبياً على قوة فريقنا ولاعبيه لا من الناحية الفنية او النفسية باعتبار (علي حمزة) روح الفريق والقائد الموجهة في الملعب. الصايغ الاب الذي لا ينسى ويتحدث مدافع اهلي الرياض الدولي السابق عن الاب الروحي لناديه ابو عبدالله الصايغ (رحمه الله) بكثير من الاطراء والاعجاب عن هذه الشخصية الادارية الفريدة من نوعها في قيادتها وطيبتها وكرمها ومحبتها للجميع فيقول: المرحوم محمد الصايغ اب روحي للاعبين دون استثناء واحياناً نعسكر في ملعبه بغرف السطح وفي الصيف ننام داخل الملعب كل لاعب يفرش فراشه وينام في خانته على سبيل المثال: ناصر بن جليل باك ايمن وانا استوبر وجوهر السعيد في الحراسة والشايب في الدفاع.. وهكذا!! كما ان الصايغ رحمه الله رجل تقي وكنا نستيقظ لاداء صلاة الفجر ونجده متكياً على مصحفه يقرأ القرآن الكريم. وكان يعطي بسخاء حتى للاعبي الاندية الاخرى ملابس.. مادة.. وحتى في المواقف الصعبة تجده رجل مبادرات انسانية وعلاقاته وطيدة مع كل الاندية. نواف بن سعود كاد يرأس الأهلي وبالمناسبة لا انسى في هذا المقام ذكر شخصية اخرى عزيزة على نفسي وهو الأمير نواف بن سعود بن عبدالعزيز (رحمه الله) كان ميالاً لاهلي الرياض ومحباً للاعبين وكان سموه مرشحاً لرئاسة النادي بعد وفاة ابو عبدالله الصايغ لولا مرضه وسفره للعلاج بالخارج (رحمها الله) وكان النادي يضم آنذاك ثلة من الاداريين اللامعين ابن عسكر وبان غيث وعبدالعزيز البديع وناصر العمير